متاعب الثورة

متاعب الثورة

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

يذكر الناس عادة المتاعب والسلبيات ويغفلون المكاسب والإيجابيات وهذا أمر طبيعي بعد عقود من القهر والقمع والحرمان‏,‏ وقد رأينا بعض مكاسب الثورة التي تعد فضلا من الله ومنة‏,‏ وفي مقدمتها الحرية‏,

ولكن متاعب الثورة تفرض علينا أن نشير إلي أبرزها لمحاولة تجاوزها بالعلاج والعمل الدءوب ليكون لنا وطن يليق بنا وبتاريخنا.

- بقاء جذور النظام الفاسد وترك الحرية لها في القيادة والعمل والإفساد والتخريب دون تعامل رادع وحاسم, مما أربك الدولة ونظام ما بعد الثورة, وأطال الفترة الانتقالية, وعطل الخطوات الإيجابية نحو بناء المؤسسات الفاعلة.

- هشاشة المعارضة وتحولها إلي مناهضة دون تقديم حلول أو برامج, مع الاكتفاء بهجاء الرئيس والإخوان والسلفيين والتيار الإسلامي بعامة, والتشهير بكل خطوة أو كلمة في السياق الإيجابي.. دون التفات إلي مصالح الناس ومستقبلهم.

- الإخفاق في هيكلة جهاز الشرطة وتغيير جهاز أمن الدولة مع أن اسمه تغير, مما كان له تأثير واضح في انفلات الأمن بالشارع المصري, ورأينا حوادث غريبة علي المجتمع بدءا من الخطف والتثبيت ومهاجمة السيارات إلي قطع الطرق والسكك الحديدية واقتحام مراكز الشرطة والإدارات وحرق المباني والمؤسسات العلمية.

- لاشك في أن استمرار المظاهرات الفئوية والحزبية, خاصة في الأماكن الحساسة واستخدام المولوتوف والحجارة وحصار قصر الاتحادية ومؤسسات الدولة والاعتصامات غير المفهومة بالميادين, ومحاولات فرض إرادة الأقلية علي الأغلبية, يعطل حركة الإنتاج ويطرد السياحة ويهدد الاقتصاد القومي.

- يعد سقوط النخبة فكريا وانتهازية كثير من عناصرها وتحولات معظمهم وادعاء الثورية, والعمل لحساب الفلول وخصوم الثورة في الداخل والخارج, من معوقات الثورة ومتاعبها التي تحتاج إلي علاج حاسم. وآية ذلك ما نراه في الحظيرة الثقافية وقنوات اللصوص الكبار بل في الإعلام الرسمي من عداء صريح للثورة والشعب.

- سوء اختيار المساعدين والمستشارين والمسئولين في مؤسسة الرئاسة وغيرها خوفا من الاتهام بالأخونة, يضع الرئاسة في مواقف حرجة, ويفرض ضرورة اختيار الأكفأ الذي يحمل ضميرا حيا, لأن الأمر يتعلق بمصير وطن وأمة.