"حزب الله" يفتح الجبهة مع سوريا دعماً للأسد!

"حزب الله" يفتح الجبهة مع سوريا دعماً للأسد!

فادي شامية

-المستقبل - الاثنين 15 تشرين الأول 2012 - العدد 4490 - شؤون لبنانية - صفحة 3

عندما قال السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير: "نحن حتى هذه اللحظة لم نقاتل إلى جانب النظام (السوري)... وإذا سألني أحد: حتى هذه اللحظة يعني أنه ممكن ذلك في المستقبل؟ حسناً، أقول له إن علم الغيب عند الله سبحانه وتعالى". (عندما قال ذلك) استنتج الذين يعرفون ما يجري على الأرض في سوريا أمرين:

- أن "حزب الله" يمهد لإعلان اشتراكه في الحرب في سوريا، بعد فترة غير قصيرة من سياسة الصمت والإنكار، أنهاها نصر الله نفسه في الخطاب إياه.

- أن الحزب بصدد فتح جبهة جديدة، يزج فها المزيد من عناصر حزبه، ويستعمل الأراضي اللبنانية نفسها للقصف والإمداد.

لم يتأخر اكتشاف صحة هذا الاستنتاج إذ لم تمض ساعات على خطاب نصر الله حتى دخل العشرات –وربما المئات- من عنصر الحزب في قتال ضارٍ – ما زال مستمراً إلى اليوم- في منطقة القصير وما حولها، حيث يحاول مقاتلوه ضرب تجمعات الثوار في قرى حدودية مثل؛ الحوري والبرهانية والنهرية وغيرها، وذلك انطلاقاً من قرى حدودية أخرى -ذات غالبية شيعية- في سوريا؛ انسحب منها جيش النظام تاركاً السيطرة فيها لـ "حزب الله" (زيتة- الحمام- الصفصافة- الفاضلية- حويك...).

وإذ تدور المعارك بضراوة منذ أيام في تلك المناطق، فقد صعّد "حزب الله" في الساعات الـ 72 الماضية من وتيرة استخدامه الأراضي اللبنانية لدك تجمعات "العدو" داخل الأراضي السورية (في القصير وجوسيه وغيرهما)، انطلاقاً من مناطق وادي فيسان، وحوش السيد علي، وبلدة القصر... ما يعني عملياً أن "حزب الله" فتح جبهة جديدة شمالاً، مستخدماً الأرض اللبنانية للإسناد الناري، والشباب اللبنانيين للقتال إلى جانب النظام السوري.

ليس هذا فحسب، وإنما تشير المعلومات إلى سعي عناصر "حزب الله" في سوريا إلى أسر مقاتلين من "الجيش الحر"، لمبادلتهم بأسرى له في المعارك في منطقة القصير. وما هو أسوأ من هذا كله، سعي "حزب الله" لمذهبة الثورة في سوريا، من خلال تجييش الشيعة السوريين واللبنانيين المقيمين في سوريا وتجنيدهم لصالحه، وإشراكهم في الاعتداء على الأموال والأعراض، في الوقت الذي يدّعي فيه أمينه العام أن عناصره في سوريا تدافع عن نفسها وعن أعراضها (خطابه الأخير 11/10)!.

ما يجري على حدود لبنان شمالاً وبقاعاً خطير للغاية، ليس لأنه يعني أن لا دولة يعترف بها الحزب في لبنان –فهذا أمر لم يعد بحاجة إلى برهان- وإنما لأنه يشرّع أبواب الفتنة على مصاريعها، في لبنان والمنطقة، ويُدخل البلد كله في أتون صراع لا يبدو أن نهايته قريبة، ويفجر العلاقات بين الشعبين السوري واللبناني أو يقسمها على أسس مذهبية لا وطنية.... والأخطر أنه يستدعي "القاعدة" التي حاصرها "الربيع العربي" في المنطقة، والاعتدال الإسلامي في لبنان... ومن أراد أن يتأكد من الخطر الداهم، فليتصفح المواقع والمنتديات "الجهادية"، التي يتسابق روادها على عقد العزم على قتال "كتائب الطغيان" و"حزب الشيطان"... هل ثمة من يستدرك الكارثة قبل وقوعها؟!.