مشاركة الزوج في الأعمال المنزلية

البيت المتعاون

جمال سعد حسن ماضي

[email protected]

1 - هل مشاركة الرجل بالأعمال المنزلية فيها جاذبية ؟

يثبت العلم الحديث الاعتقاد السائد بأن العلاقات الزوجية تتطلب الاجتهاد والعمل ، تحديداً العمل المنزلي الذي قد يضيف المزيد من الدفء على العلاقات الحميمة بين الزوجين.

تقول إحدى الزوجات : إن مراقبة زوجها وهو يضطلع بحصته من الأعباء المنزلية ، من العناية بطفليهما الصغيرين ، إلى تنظيف أرضية المنزل، لا يضفى السعادة عليها فحسب ، بل يثير غريزتها.

وأكد باحثون أى هذا الموقف ينطبق على كافة بنات آدم المتزوجات ، اللواتي يحببن اضطلاع الزوج بنصيبه من الأعباء المنزلية.

ووجدت الدراسة التي أجراها "معهد الأبحاث الاجتماعية بجامعة متشيغان"، أن مساهمات الرجال تجاه الأعباء المنزلية في تصاعد.

وشرح أحد الخبراء بأن مقاسمة الأعباء المنزلية مناصفة بين الزوجين، قد يضفي المزيد من الدفء على العلاقات الحميمة بين الزوجين.

وفسر جوشوا كولمان ، العالم النفسي ، ومؤلف كتاب "الزوج الكسول: كيف يمكن دفع الرجال للقيام بالمزيد نحو رعاية الأطفال والأعباء المنزلية"، نظريته قائلاً: تنظر النساء لمشاركة الرجل في أعمال المنزل كتعبيرعن الاهتمام والمحبة، كما أن ذلك يخفف من إجهادهن الجسدي."

وتابع شرحه: "الرجل قد يكون مجهداً بالكامل ويريد ممارسة الحب ليكمل على ذلك ، إلا أن النساء مختلفات ، فالرغبة لديهن مرتبطة بالراحة ، ومن الصعوبة الإحساس بتلك المشاعر ، إذا كانت هناك لائحة بالأعباء المنزلية المتوجب القيام بها، وزوج غافل غير مهتم."

2 - هل مشاركة الرجل لزوجته شئ  ينزل من قيمة الرجل و يهينه ؟

 - هل صحيح ان الزوجات يفضلن الزوج الذي يشاركهم الأعباء المنزلية كالكنس و غسيل الملابس و غسل الأواني و صولا للطبخ و غيره ..؟؟؟

 - هل لو قام الرجل بذلك … فإنه يصبح أكثر جاذبية لهن ؟؟!!

 - ما هو رأي الرجل في ذلك ؟؟ هل يجد أي مانع من القيام بمساعدة زوجته في أمور المنزل و الأطفال و الطبخ ؟؟!! هل يجد في ذلك إهانة لموقعه كرجل ؟؟

ولكن لكل شئ حدود أيضاً

تكشف إحدى الزوجات عن رأيها قائلة : سأفرح كثيرًا إذا رأيت زوجي يساعدني في بعض الأعمال البسيطة وياحبذا لو جاءت هذه المساعدة بدون طلب مني  ، يعني بمبادرة منه لأنني سأشعر باهتمامه وخوفه عليّ وبحبه لي وهذا الشعور لا يضاهي أي شعور ابداً …

3 - خلاصة الدراسة :

 المشاركة من الرجل تلقائية و بدون طلب وإلحاح من الزوجة ، هذا بطبيعة الحال له وقع كبير على قلب الزوجة و أحاسيسها كما تشير الدراسة ..

و لكن أي الأعمال المنزلية التي تعتقد المرأة أن الرجل ممكن القيام بها من غير أن يمس ذلك من طبيعته الذكورية … خصوصًا إننا تربينا على مفاهيم وأسس شرقية ذكورية في الأغلب لا تتيح للرجل الموافقة للقيام بهذه الأعمال عمومًا  ؟!

الرأى الأول : الوضع الآن اختلف عن السابق .. فالمعظم الآن يتساوون مع الرجل من ناحية العمل ، ولكن هذا الوضع هو إفراز للظروف المختلفة التي أدت إلى خروج المرأة لميادين العمل و منها الظروف الاقتصاديه للأسرة !! فهي تعمل خارج المنزل ، وداخل المنزل .. وتتابع شؤون أبنائها .. وتسهر .. والكثير الكثير ..فهي تقوم بضعف مايقوم به الرجل ..

الرأى الثاني : قد تقوم المرأة بضعف ما يقوم به الرجل من أعمال … و من هنا تأتي الحاجة لمساعدة الرجل لزوجته في إنجاز بعض الأعمال المنزلية … و لكن في مجتمعاتنا لا نرى الكثير من هذه النماذج … حيث إن هناك بعض العقبات التي تحول دون ذلك .

الرأى الثالث : الحياة مساعدة ، وجميل جداً أن يتعاون الزوج مع زوجته في هذه الأمور .. الحياة تعاون ، وهكذا يجب أن تكون بين الزوجين … و لكن يرى بعض الرجال إن مهام إنجاز الأعمال المنزلية هو من اختصاص الزوجة وحدها و إن شارك هو في المساعدة فهو لا يرى ذلك واجب أو واقع يرفض أن يفرض عليه فرضًا!

4 - وأخيراً :

خطوتان عمليتان تساعدان في عمل الرجل مع زوجته داخل المنزل :

أولا : اقتناع الرجل :

فأي رجل سيقوم ببعض الأعمال المنزلية خوفًا من أن يوصف بأنه متخلف أو رجعي من قبل زوجته أو المجتمع … فإن هذا الرجل لن يستمر طويلا في المشاركة بتلك الأعمال .. لأنه غير مقتنع بالقيام بها أصلا … و ذلك يدفعه لكرهها و تركها لاحقًا .

ثانيا : اقتناع الزوجة

حركات التحرر للمرأة قد حرضت النساء على التمرد على واقعهم و الخروج للعمل و المساواة مع الرجل … و لكنها في ذات الوقت تجاهلت الأسرة و الأبناء و التربية … و هاهي اليوم تنادي بعودة المرأة للمنزل بعد أن عانى المجتمع الغربي المتحضر من الفساد الأخلاقي و الجريمة و التفكك الأسري .. أخيرًا اكتشف أن السبب وراء كل ذلك هو خروج النساء لميادين العمل كما الرجال و ترك المنزل و تربية الأطفال .. !!