القمة العربية ببغداد

خليفة فهيم الجزائري

القمة العربية ببغداد

ملفات المشاكل تقاس بـ " الجيجات"

ووقتها لا يكفي لدخول الحمام

خليفة فهيم الجزائري/الجزائر

[email protected]

"نروح يا بساط على بغداد بلاد خيرات بلاد أمجاد...تونس فين ومراكش فين ".. هذا مقطع من أغنية الفنان الراحل فريد الأطرش تذكرته وسط تخمة الأسئلة والتساؤلات الكثيرة ،  أسئلة تساقطت وتتساقط كأوراق الشجر في فصل الخريف في خضم الحديث عن انعقاد القمة العربية بالعاصمة العراقية بغداد المحتلة ، وبذلك قد تكون هذه القمة العربية الوحيدة إذا ما تقبلنا وقبلنا فرضا على القمم العربية الماضية او لنقول القديمة بمعنى الشيء القديم الرديء ، تكون بذلك هذه هي القمة العربية الوحيدة التي تعقد ببلد يعيش تحت وطأة الاحتلال معنويا من جهة وفي حالة تصارع وغليان وانصهار للأحداث في الوطن العربي من جهة أخرى ،وهي القمة العربية ربما الوحيدة التي ستعقد بحزمة مشاكل تقدر وتقاس بـ ( الجيجات) المضغوطة  .

يعتزم أن يجلس القادة العرب في فصل هذا الربيع في دورة قد يرونها عادية وربما الغير عادي  لديهم هي الأوضاع المتقلبة والوجوه المتغيرة حيث سيلتقون هذه المرة في أوضاع مختلفة أيضا سواء تعلق الأمر بالوجوه الجدية الوافدة التي خلفت وجوه ديناصورات الربع والنصف القرن من الحكم إلا أن تلك الديناصورات المنقرضة كانت تتمنى دائما الزيادة ، هذا من ما قد يكون مختلفا ويختلف في هذه القمة ولذلك قد يأخذ هذا وقتا هامشيا طبعا للتعارف فيما بين القادة ن بعدها يتجهون عبر الأروقة أو الأنفاق الأرضية المحصنة او لنقول المضادة للصواريخ الخارقة الحارقة فقد أصبح لا أمان في هذا الزمان فوق ارض بغداد بلاد الخيرات التي اختيرت مكان لعقد هذه القمة المعقدة من جميع الجوانب عبر تلك الأنفاق التي نتمنى ان تذكر القادة بغزة المحاصرة منها يمر الكل إلى قاعة الجلسات التي يفترض أن نسميها قاعة "الاتفاق" لكن ورب الكون لن يكون ذلك ، وعبر هذه القمة تريد حكومة الاحتلال ان تعبر على انها عبرت المستنقع العكر الى بر الأمان ، نعم هي تريد ذلك وبذلك واذا ما تمت الجلسة تكون حكومة بغداد المحتلة قد جلست امام المرآة لتضع ما تريد من مواد التجميل على الوجه القبيح من احمر شفاه وما ولاه من مواد التجميل المعروفة وستكون هذه القمة ربما المادة الدسمة لبعض القادة سواء الوافدين او بقايا الديناصورات لتأكيد وجودهم واستمرارية سلالتهم وجثومهم على الصدور، هذا ما قد يصدر من معاني في البيان الختامي لهذه القمة التي هي في كل الأحوال نقمة ليس الا  ،  فهل يعقل ان تخصص مدة الثلاثة ساعات فقط لعقد هذه القمة التي تأتي كما سبق وان قلنا في ظروف جد استثنائية نظرا للعواصف والزلازل لا بل وكل هذه الظواهر السياسية التي تضرب الوطن العربي من مراكش فتونس إلى بغداد ، وهل تكفي هذه القمة حتى لدخول الحمام والأكيد إن الكثير من القادة قد يرتادونه في مثل هكذا أحوال، فما الذي يقدمه أو يتقدم به المشارك في هذه القمة أو يسمعه إذا ما حصل معه ودخل الحمام ؟  أنا لا أقول ذلك إيمانا مني بهذه القمة أو ما سبقتها من قمم ، و انه إذا ما أخذت وقتا أطول قد تحل مشاكلنا أو المشاكل العالقة ، لا أنا أقول ذلك واعلم علم اليقين بأنها لن تأتي بجديد لو اجتمعت لمدة دهر من الزمن ، وأنا أريد أن أقول بالنهاية إن هذه القمة أصبحت لدى حكامنا عادة وعبادة فقط وان اختلفت أماكن المزار  ، إلا أن وقتها يبقى مقدسا ولا اقصد هنا الوقت بمدتها التي ستكون هذه المرة اقل من الثلاثة ساعات، وإنما اقصد بالوقت هو توقيت إجراءها أو تاريخها الزمني أما التأريخ فهو سجل سلبي بامتياز لا داعي التطرق إليه ، فلا هذه القمة ولا غيرها قد تحل ذرة من آلاف  "الجيجات" لملف المشاكل العالقة وستظل عالقة تحت ظل مثل هذه  القمم الصم البكم .