الحوار في سوريا وإنتفاء مقومات نجاحه

الحوار في سوريا وإنتفاء مقومات نجاحه

م. هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده 

najjarh1.maktoobblog.com

أعزائي القراء

في عام ١٩٦٧ حِيكت مؤامره دوليه كبرى ضد الأمه العربيه ما كان لها ان تنجح لولا إشتراك قيادات عربيه معها,البعض منها كان غافلاً عن حجم المؤامره , فحاربها بإسلوب التكتيك إرضاءً لجمهوره بدلاً من إستعمال إستراتيجية المصلحه العربيه فخاض إعلامه الرسمي الحرب بدلاً من أن يخوضها الرجال.والبعض الآخر لم يكن غافلاً عن المؤامره بل كان شريكاً فيها فقاد هذا البعض اللواء حافظ أسد وزير الدفاع السوري آنذاك .هذا الوزير كان يُشكل القاسم المشترك الأعظم مع السوفييت من جهة فهوَّل معهم لمسرحية الحشد الإسرائيلي على جبهة الجولان بغية إستجرار مصر لهذه المعركه, وإشترك مع إسرائيل من جهة أخرى لإجراء عملية تسليم الجولان لإسرائيل وإستلام بالمقابل مصير سوريا وفق عقدٍ قذر تكشفت كل بنوده في مذكرات رفاق الأمس,وعلى لسان قيادات عربيه وإعلام غربي.

 خرجت القيادات العربيه مما سمي حرب ١٩٦٧ وهي عارية تماماً.عارية من المصداقيه ..عارية أخلاقياً..عارية سياسياَ..وعارية عسكرياً.هذه حقيقه يجب الإعتراف بها فما زلنا نجتر عواقبها حتى الآن, بل أُضيف إليها إفلاس جديد يتمثل اليوم بإضافة الفصل الجديد القديم من مسرحية الصمود الزائف.

 بعد هذه الكارثه الشامله نشطت السياسه وبدأ معها عروض التسويه مستندة على مبدأ الحوار المباشر... تصوروا أعزائي القراء كفتي ميزان يحملهما عاتق او حامل, الكفه الأولى مستقره في قاع بئر مظلمه يجلس عليها العرب, والكفه الثانيه مستقره على سطح القمر وتجلس عليها إسرائيل وحلفائها ويريدون بهذا  الحوار أن يعيدوا حامل الكفتين إلى وضع أفقي أو قريب من الأفقي حتى ولو كانت زاوية الميل ٦٠ درجه لصالح إسرائيل, فأي حوار هذا

ضمن إختلال فاضح  في ميزان القوى العسكريه؟

 ولكن سأعطيكم الآن مثالاً آخر واضح المعالم نجح فيه الحوار لتوفر مقوماته.

ففي سبعينات القرن الماضي,كانت الحرب البارده على أشدها بين الإتحاد السوفيتي والصين من جهة.. والغرب من جهة أخرى كان مسرحها بقعاً عديده من العالم وكانت فيتنام جزءاً منها.فالولايات المتحده حلّت محل فرنسا للسيطره على جنوب شرق آسيا,والسوفييت والصينيين إعتبرا ان هذه المنطقه هي حديقتهم الخلفيه.فدارت حرب ضروس بين شطري فيتنام. الشماليه الشيوعيه بقيادة هوشي منه وبدعم عسكري مفتوح من السوفييت والصين يقابله دعم أمريكي لفيتنام الجنوبيه كانوا فيه المخططون والمنفذون معاً بالإشتراك مع قوات سايغون.

 الحرب كانت رهيبه ومجازرها مروعه تماماً كمجازر الأسد اليوم.الشماليون كان هدفهم واضح وهو إسقاط نظام سايغون تماماً كما يطالب الشعب السوري اليوم بإسقاط نظام الأسد. رفض الشماليون إجراء إي حوار مع الأمريكان قبل إستكمال إستعدادهم العسكري ودعم رفضهم السوفييت, والمثير للسخريه أيها الإخوه والأخوات أن الروس الوارثين للسوفييت يشجعون اليوم على حوار الشعب السوري مع نظامه ضمن خلل فاضح في ميزان القوه العسكريه مما يدل على إنتهازيتهم القذره.!

 وعندما شعر الشماليون أنهم صاروا قوة على الأرض وأن بديل فشل الحوار هو النزال على الأرض في أية لحظه.عندها قالوا للأمريكان :تفضلوا للحوار إن رغبتم بذلك.

أعزائي القراء 

ذهب الخصمان إلى باريس وإجتمعوا حول دائرة مستديره لا رأس فيها لأحد.. ولا لأسد.مطالب الشماليون كانت واضحه.خروج الأمريكيون من الجنوب مع ضمانات بتأمين إنسحاب آمن.وعلى الطرف الآخر كان الأمريكيون يراوغون.وعندما كان يصل الحوار إلى طريق مسدود, يحمل الشماليون حقائبهم ويتوجهون بكل هدوء إلى الباب,فيلحق بهم الأمريكيون ويعيدوهم إلى الطاوله.

 حتى إستجاب الأمريكيون لمطالب الشماليين كما هو معلوم فتركوا فيتنام لأهلها ورحلوا.

دروس التاريخ كثيره في هذا الصدد..وتطبيقاً لهذه القاعده التي لاتقبل جدالاً نقول لمن يحث على الحوار من القله في الداخل وحلفاء النظام السوري في الخارج اهلاً وسهلاً بالحوار ولكن على طريقة مؤتمر باريس وبدون " وأعدّوا لهم ماإستطعتم من قوه" فلا حوار مع مغتصب الأرض والعرض وقاتل الأطفال والنساء .ولاحوار قبل وضع السلاح المناسب في أيدي ابطال الجيش الحر للدفاع عن الشعب الحر,عندها فقط يصبح الجلوس حول طاولة مستديرة أمراً وارداً وعلى الطاوله بند واحد ووحيد وهو:الشعب يريد إجتثاث النظام ...

مع تحياتي