خضر عدنان يروي حكاية الأسرى

خضر عدنان يروي حكاية الأسرى

ثامر سباعنة

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

الاسير خضر عدنان باستمراره بالاضراب عن الطعام لاكثر من خمسين يوما فانه يروي بجوعه وصموده حكاية آلاف الاسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال ،الأسرى الفلسطينيون الصفحة المشرقة الثانية، بعد صفحة الشهداء، في النضال الوطني الفلسطيني، وكعادتهم دوماً، تقدموا الصفوف، بعد أن لم يعد بمقدورهم احتمال العيش في ظل ظروف حياتية تمس الكرامة، بالمعنيين الوطني والإنساني، فالإجراءات الجديدة والقاسية لحكومة نتنياهو- ليبرمان الفاشية لم يعد بالمقدور تحملها . فالكتب والصحف والعديد من محطات التلفاز أصبحت ممنوعة . والتعليم بمستوييه الثانوي والجامعي أصبح ممنوعاً . وزيارات الأهل جرى تقليص مدتها، بل، ويخرج الأسير إليها مقيد الأيدي والأرجل، فضلاً عن حرمان الكثيرين منها . والرعاية الصحية زاد تغييبها والإهمال فيها . والعقوبات والغرامات المالية زادت وباتت تُفْرضُ لأتفه الأسباب . ومدة النزهه اليومية، (الفورة)، تم تقليص مدتها . والتحويلات المالية تم منعها . والتفتيشات التخريبية لمقتنيات الأسرى زادت، وأصبحت عادة يومية يتسلى بها حراس السجن . والمداهمات الليلية المرعبة لأقسام الأسرى وغرفهم وزنازينهم، مع ما يرافقها من اعتداءات وتعرية جسدية مهينة، زادت بصورة غير مسبوقة . والاعتداء النفسي والجسدي على الأسرى أثناء النقلِ للمحاكم ولسجون أخرى، أصبحت ممارسة يومية . وسياسة العزل الانفرادي، (بل الموت البطيء)، في زنازين ضيقة، زادت حدتها، لتشمل عشرات الأسرى . و . . إلخ، من إجراءات التنكيل والقمع الأخرى، التي لا يعرف مدى ما تسببه من أذى للأسير، إلا من عاش تجربة التعرض للاعتقال.

اعلنها خضر عدنان بصوته الذي عبر فيه عن كل الاسرى : إطار شعارهم الأثير: "نعم، وألف نعم، لآلام الجوع، ولا، وألف لا، لآلام الركوع"، مع إدراكه الأكيد أن معركته شاقة وقاسية، بل، وتنطوي على احتمال استشهاده، لكنه لم يتردد في خوضها، من على قاعدة أن الدفاع عن الكرامة الوطنية والإنسانية لا يمكن أن تقف في وجهه الحسابات النظرية التي تتراجع إلى الخلف، وتتقدم عليها إرادة الاقتحام وتحدي الصعاب، مدرك خضر أن شعبه لن يتخلى عنه ، ومدرك أن أحرار أمته العربية لن يتركوه وحده، وهذا حال أحرار العالم، وكل صاحب ضمير حي فيه.