مصالح برهان غليون والنداء الأخير للتعاون

د. حمزة رستناوي

[email protected]

المقاييس: حمزة رستناوي

كاتب النص المُقاس: برهان غليون

عنوان النص المُقاس: المعارضة السورية أمام تحدي إسقاط النظام

المصدر: موقع الجزيرة نت

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/B3F811CB-8C41-4368-B3C0-03744B89D496.htm

المرجعيّة المستخدمة في القياس: المنطق الحيوي.

*تمهيد ما قبل القياس :

-المقصود بالمصلحة هنا ما ضدّ المفسدة , و المصلحة مفهوم نسبي , فلكل كائن صلاحيّة ما في سياق ما, و الكائنات – و منه النصوص- تتفاوت في درجة صلاحيّتها.

- المُقاييس في المنطق الحيوي: هو الذي يحكم بما يتاح لعامة الناس أو عامة أهل الاختصاص الحكم به من دون أن يخالف التجربة.

- لن أستخدم طريقة العرض التقليدية لمقايسات المنطق الحيوي كونها ما تزال معقّدة, و تحتاج لخبرة خاصّة , و سأستخدم طريقة عرض على شكل أسئلة أطرحها حول النص موضوع القياس مع محاولات للإجابة عليها.

- يمكن لمن يرغب الإطلاع على كامل النص موضوع القياس على رابط الموقع أعلاه,  سأقوم فقط  بعرض فقرة أو فقرتين  أساسيّتين في النص-  و هي ما نسمّيها بلغة المنطق الحيوي "مصالح مفتاحيّة" - و سأقوم بتطبيق مقايسات المنطق الحيوي عليهما, من دون الإدعاء أن هذه المقايسة تتضمّن أحكام تخص كامل النص.

- المقايسة تخص مصالح  الرسالة و ليس المرسل.

*المصالح المفتاحيّة – مثال أوّل

" فبعد برهان النظام المدوي عن استقالته الوطنية ورفضه التفاهم مع شعبه، وتصميم رجاله على سياسة القتل والقهر والاستعباد، لم يعد أمام السوريين اليوم خيار أو احتمال خيار آخر سوى التعاون من أجل الانتقال بسوريا إلى نظام ديمقراطي مدني تعددي يساوي بين كافة مواطني سوريا، أو الانزلاق الأكيد نحو العنف والفوضى والخراب." انتهى الاقتباس

*الأسئلة

س1: لماذا تم اختيار هذه المصالح بالذات كمصالح مفتاحيّة؟

ج1:مبررات مقايستها كمصالح مفتاحيه:

المصالح المفتاحية المعروضة  هي بمثابة خلاصة تقريرية استنتاجيه  للمقال , و  قد جاءت كخاتمة له. و طريقة عرض المقال في صفحة الجزيرة نت تم وضع أربع اقتباسات من المقال , و تظليلها في مربعات خاصة, تأكيدا على أهميّتها سواء تم ذلك من قبل الكاتب نفسه أو محرر الموقع, و إنّ أحد الاقتباسات المذكورة  هو النص الذي تم اختياره الآن  كأحد مصالح مفتاحيّة.

*س2 : هل المصالح المعروضة قابلة للبرهنة إثباتا أو نفياً ؟

ج2:  نعم

فيمكن البرهنة على أن النظام السوري مصمِّم على سياسة الاستعباد للشعب إثباتا أو نفيا؟ و يمكن البرهنة على مصالح أن السوريين مهدّدين بالانزلاق للعنف و الفوضى؟ وكذلك يمكن البرهنة على مصالح  خيار التعاون من أجل الانتقال الديمقراطي هو ما يجب المراهنة عليه؟..الخ.

*س3: هل المصالح المعروضة تتضمّن  مصالحاً ارتيابيّة متأرجحة بين ما هو سلبي و ايجابي؟

ج3: نعم

ثمّة مصالح صراعية انغلاقيّة مثلاً: "رفضه التفاهم مع شعبه "

و ثمّة مصالح توحيدية انفتاحيّة  مثلاً: "التعاون من أجل الانتقال بسوريا إلى نظام ديمقراطي"

*س4: هل المصالح المعروضة تحتاج في الحكم عليها لمرجعيّة أهل الاختصاص أم مرجعيّة عامة الناس أم كلاهما.

ج4: كلاهما معاً

المصالح المعروضة تحتاج لمرجعيّة أهل الاختصاص في الشأن السياسي السوري, و كذلك أهل الاختصاص في التعرّف على مصالح ال :" النظام الديمقراطي المدني التعدّدي"

و المصالح المعروضة تتحوّى كذلك مرجعية عامة الناس كذلك في طلب نظام يساوي بين المواطنين السوريين, و كذلك ضرورة التعاون لاجتياز الأزمة و تجنيب بلادهم الخراب.

*س5: أي الاحتمالات التالية أكثر توافقا مع ما تعرضه المصالح المفتاحية في الفقرة السابقة,  اختر  الاحتمال أو الاحتمالين الأكثر توافقا مع التعليل؟

و الاحتمالات هي: عزلة- صراع- تعاون- توحيد؟

ج5: صراع  - توحيد

*جاء الحكم بمصالح الصراع :كون المصالح المعروضة تتحوّى صراعا مع "النظام و رجاله" و مع العنف و الفوضى.

*و جاء الحكم بمصالح التوحيد :كون المصالح المعروضة تتحوّى ما يمكن لعامة الناس تأكيده في :رفض القتل و القهر و كذلك طلب نظام يساوي بين مواطني سوريا"

*س6: هل تتوافق المصالح المعروضة  مع إثبات برهان حدوثها في الواقع؟

ج6:نعم بقرائن إثبات الحدوث التالية:

عموم أهل الاختصاص يقرّون ببرهان حدوث  : أن النظام السوري خلال الأشهر الثلاثة و منذ بدء حركة الاحتجاجات المناهضة له , مُصمّم و غير جدي بشأن التفاهم و الحوار مع المحتجّين من شعبه  و يتّبع سياسة القمع و العنف الممنهج . و كذلك  يوجد كذلك برهان حدوث أنّ سوريا  مهدّدة بالانزلاق للعنف و الفوضى.

و يوجد كذلك برهان حدوث أن لا سبيل أمام السوريين غير المراهنة على أنفسهم و التعاون من أجل الانتقال إلى نظام ديمقراطي مدني.

*س7: هل تتوافق المصالح المعروضة  مع إثبات برهان الفطرة ؟

و المقصود هنا ببرهان الفطرة :فطرة الإنسان في طلبه الحياة و الحرية و العدل

ج7: نعم

المصالح المعروضة تتحوّى برهان الفطرة في كون الشعب السوري - و أي شعب- يطلب المساواة و السلم .

س8: هل ثمة قرائن تشير إلى ازدواجيّة المعايير فيما تعرضة مصالح الفقرة؟

ج8: لا يوجد

فالمصالح المعروضة تتضمن معايير موحّدة من دون تمييز بين  السوريين , لاحظ مصالح :

" أمام السوريين- إلى نظام ديمقراطي مدني تعددي يساوي بين كافة مواطني سوريا"

&

*المصالح المفتاحيّة – مثال ثاني

” و هم – قادة السلطة- عندما يقاتلون الشعب السوري اليوم فإنما يدافعون عن الغنيمة التي انتزعوها بسيوفهم، وهم غير مستعدين للتخلي عن أي ذرة منها بغير العنف والدم. وهم لا يعرفون أن يتعاملوا مع شعبهم إلا كشعب مهزوم، وأي تمرد من قبله أو مطالبة بحقه تعني انقلاب الأوضاع، وخيانة التاريخ !
وبالمقابل، فنظام الحرب والغنيمة هذا هو ما يريد السوريون تغييره اليوم، كشرط لولادة نظام الحرية والأمن والسلام والحق والقانون، نظام الحضارة والمدنية
." انتهى الاقتباس

*الأسئلة

س1: لماذا تم اختيار هذه المصالح بالذات كمصالح مفتاحيّة؟

ج1: المصالح المفتاحيّة  جاءت بمثابة خلاصة و خاتمة للمقال , فهي تعرض لمصالح محوريّة بدءا بالعنوان "نظام الحرب و الغنيمة"

*س2 : هل تتضمّن  المصالح المعروضة لما يمكن برهنته إثباتا أو نفياً؟

ج2: نعم

فيمكن البرهنة إثباتا أو نفيا بأن" قادة السلطة يقاتلون الشعب السوري اليوم" على سبيل المثال

و يمكن البرهنة كذلك إثباتا أو نفياً بأنّهم يدافعون عن السلطة "كغنيمة انتزعوها بسيوفهم"

و يمكن البرهنة كذلك إثباتا أو نفياً (أن السوريين يريدون تغيير نظام الحرب و الغنيمة اليوم) و ذلك بالمقارنة مع غيرهم أو ماضيهم..الخ.

و يمكن البرهنة كذلك إثباتا أو نفياً بأن (نظام الحرب و الغنيمة ) يتعارض مع (نظام الحرية والأمن والسلام والحق والقانون، نظام الحضارة والمدنية.)

*س3: هل المصالح المعروضة تتضمّن  مصالحاً ارتيابيّة متأرجحة بين ما هو سلبي و ايجابي؟

ج3 : نعم

-لاحظ المصالح الانغلاقيّة الصراعيّة في :(عندما يقاتلون الشعب السوري- نظام الحرب و الغنيمة ..)

-لاحظ كذلك المصالح الانفتاحية التوحيديّة في :( ولادة نظام الحرية والأمن ..)

*س4: هل المصالح المعروضة تحتاج في الحكم عليها لمرجعيّة أهل الاختصاص أم مرجعيّة عامة الناس أم كلاهما.

ج4: مرجعيّة أهل الاختصاص

 فالمصالح المعروضة تتطلب معرفة بطبيعة النظام السياسي بشكل عام , و النظام السياسي في سوريا , و تتطلب معرفة أن ما يحدّد طبيعة النظام السياسي في أي بلد هو محصّلة صراع القوى الداخلية و الخارجية الفاعلة فيه, و المصالح المعروضة كذلك تتطلّب على سبيل المثال التمييز بين الحضارة و المدنيّة..الخ

وهذا يعني كون صلاحية القياس مضطربة تبعا لدرجة اضطراب مرجعيّة أهل الاختصاص

*س5: أي الاحتمالات التالية أكثر توافقا مع ما تعرضه المصالح المفتاحية في الفقرة السابقة,  اختر  الاحتمال أو الاحتمالين الأكثر توافقا مع التعليل؟

و الاحتمالات هي: عزلة- صراع- تعاون- توحيد؟

ج5: صراع- توحيد

*جاء الحكم بمصالح الصراع كون المصالح المعروضة تتضمن صراعاً مع :

(قادة السلطة ممن يقاتلون الشعب السوري) , لاحظ كذلك المصالح  الصراعيّة في: (هذا هو ما يريد السوريون تغييره اليوم)

*جاء الحكم بمصالح التوحيد كون مصالح  " الحرية -الحق – القانون-  الحضارة   " تتضمّن تواصلاً ايجابيا يقبله و ينشده عامة الناس. ما لم يعوقهم عن ذلك عائق.

*س6: هل تتوافق المصالح المعروضة  مع إثبات برهان حدوثها في الواقع؟

ج6:لا تتوافق

بداية المصالح المعروضة تتضمّن عدة مفاتيح  :

*منها ما يوافق برهان حدوثه و مثاله:(و هم – قادة السلطة- عندما يقاتلون الشعب السوري اليوم فإنما يدافعون عن الغنيمة التي انتزعوها بسيوفهم..الخ )

حيث يمكن لأهل الاختصاص في الشأن السياسي السوري التأكيد أن السلطة السوريّة هي سلطة تقاتل للدفاع عن مصالحها الخاصة , و لم تصل إلى الحكم عبر الطرق  الديمقراطيّة , و كذلك يمكنهم التأكيد على أنّهم – أي قادة السلطة-  يستخدمون العنف  لتثبت سلطتهم.

*و منها – أي المصالح المعروضة- ما ينافي برهان حدوثه و مثاله:

" نظام الحرب والغنيمة هذا هو ما يريد السوريون تغييره اليوم، كشرط لولادة نظام الحرية والأمن والسلام والحق والقانون، نظام الحضارة والمدنية."

ووفق مقاييس آخر "رائق النقري ": " هل معارضة مصالح نظام الحرب والغنيمة هي شرط لولادة نظام الحرية والأمن والسلام والحق والقانون؟   وهل نظام الحضارة والمدنية.. يتعارض مع الحرب والغنيمة؟

فالمصالح المعروضة تنافي برهان الحدوث - على النحو الذي يقره عامة أهل الاختصاص - بقرينة كون نظام إي دولة أو إي مجتمع – لا يخلو من غنائم وهزائم من التجارة إلى التعليم والعمران .. إلى علاقات السلم والحرب بين الأفراد والجماعات و الدول والمجتمعات داخليا وخارجيا وفي مختلف المجالات. وبالتالي هل يريد الشعب السوري أن يكون مختلفا عن شعوب العالم في تعرضه إلى مصالح الحرب والسلام والغنائم والهزائم ؟ وحتى لو أراد ! فهل يستطيع؟

وأين إثبات حدوث ذلك؟؟" انتهى الاقتباس.

نتفهّم تأكيد المصالح المعروضة على رغبة السوريين في إنهاء الاستبداد و تطلّعهم لنظام حكم أكثر عدلا و حيويّة  أساسه المواطنة  و يساوي بينهم. و هذا ما يؤكد قرائن برهان الفطرة.

و لكن نحن أمام  مصالح ذات توظيف اختصاصي في السياسة, فنظام "الحرية والأمن والسلام والحق والقانون، نظام الحضارة والمدنية." ما هو إلا ضبط و تحكّم في إيقاع مصالح الصراع "نظام الحرب و الغنيمة" في المجتمع و الدولة,  و ليس ببديل لنظام آخر, و ليس الأخير بشرط لولادة النظام الأول..

 *س7: هل تتوافق المصالح المعروضة  مع إثبات برهان الفطرة ؟

و المقصود هنا ببرهان الفطرة :فطرة الإنسان في طلبه الحياة و الحرية و العدل

ج6: نعم

لوجود قرائن برهان إلزام فطرة الحياة والحرية , لاحظ مصالح :( التبشير بالحرية و العدل – و القضاء على الاستبداد و الظلم ).

س8: هل ثمة قرائن تشير إلى ازدواجيّة المعايير فيما تعرضة مصالح الفقرة؟

ج8: لا

لا تقدّم المصالح المعروضة  قرائن صريحة تؤكد تخصيصها السوريين دون غيرهم بمصالحها المنافية لبرهان الحدوث التي سبق عرضها حول نظام الحرب و الغنيمة  و نظام الحرية ..., و كذلك تعرض لمعايير موحّدة  تقوم على القانون و الحق... من دون تمييز بين السوريين أنفسهم لاحظ استخدام أل التعريف"السوريين"