لماذا لا يحاكم هذا الرجل

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

عاش طيلة حياته مناصرًا للباطل ، منكرًا الحق والعدل ، يحمل خزانة ضخمة من الأكاذيب والافتراءات . ومما يؤسف له أنه يستضاف في كثير من المواقع التلفازية بوصفه " خبيرًا للأمن " ، وتعطيه الحق لكي يقول ما يشاء . ومن آخر الأسئلة التي وجهت إليه :

 كم عدد المعتقلين في سجون مبارك ؟ فأجاب :

 لا يزيدون عن 500 معتقل . ومن لا يصدقني فليراجع ميزانية وزارة الداخلية .

 وهنا إحالة على مستحيلين ، فلم يكن في عهد مبارك من يجرؤ على الذهاب إلى وزارة الداخلية لمراجعة ميزانيتها .

 وهو يقصد النفقات التي تنفقها الداخلية على المعتقلين . وكذبه الله سبحانه وتعالى بأن أفرج عن المعتقلين فإذا بهم لا يقلون عن ثلاثين ألفًا .

 ما رأينا لهذا الرجل كلمة نقد لحاكم أو للحزب الوطني ولكن نقرأ له مفتريات على الشعب وعلى الإخوان . منها :

 ـ ما ذهب إليه من أن ما سماه ميليشيات الإخوان في الأزهر يمثل مشروعًا لجيش سري لضرب الحكومة والسيطرة على الحكم بأي حساب. ومضت أشهر ولا وجود لما سمي بالميليشيات ولا انقلاب، ولا الجيش السريًّ، إنما هو ضرب من الأكاذيب والافتراء والتهويل.

 ـ ذهابه إلى أن الاعتقال يعد قانونيا ما دام مبرًرا ، أي إذا قدمت له الحكومة تبريرًا ... أي تبرير لهذا الاعتقال مثل عقد اجتماعات تنظيمية، وحيازة منشورات وازدراء نظام الحكم... إلخ.

 ـ ادعاؤه بأن "محمد مهدي عاكف" يهوى فرقعة القنابل، وإطلاق الرصاص، في إشارة إلى اتهامه بعضوية النظام الخاص، وهو في هذا الاتجاه مثل المرشد الراحل مصطفى مشهور.

واتهام الأستاذ عاكف لا دليل عليه، ونقول ذلك أيضًا في ادعائه وجود ما يسمى بالنظام الخاص، وغرام الأستاذ مشهور باستعمال القنابل والرصاص.

 ـ زعمه بأن "يوسف ندا" يعيش بسويسرا في قصرٍ ثمنه (400 مليون دولار).

وهي نكتة لا تحتاج إلى تفنيد، أو هي معلومة لو صحت لأخذت مكانها في موسوعة ـ جينز

 - زعمه بأن الإخوان حاولوا أن يقتلوه عدة مرات، ولكنهم عجزوا عن التنفيذ.

وهو كذب بواح، لا دليل له، وقد سبقه إلى مثله زكي بدر وزير الداخلية السابق. وهي "حركة" لا يلجأ إليها إلا من يجد نفسه في حاجةٍ إلى شهرة وسندٍ جماهيري، وذلك لإحساسه بأنه محصنٌ ضد حب الجماهير.

 ـ زعمه بأن الإخوان لم يتطوعوا للجهاد في فلسطين، فهو يقول ـ من الأكاذيب الكبرى التي اخترعها حسن البنا والذين معه ادعاء أنهم جاهدوا في فلسطين وقدموا تضحيات، وشهداء وأراقوا دماءهم على أرض فلسطين الحبيبة. ولكن الحقيقة الحقيقة تنقض ما ذهب إله .

 ـ كما يزعم كذلك .

 ـ أنهم لم يقدموا شهيدًا ، ولم يطلقوا رصاصة ولم يذهبوا إلى فلسطين".

وما ادعاهُ ينقضه رجالٌ وقادة عرفوا بصدقهم مثل: أحمد المواوي، وفؤاد صادق، وأمين الحسيني، والسيد طه الضبع الأسود، بل نقضه كثيرٌ من قادة الجيش الإسرائيلي.

 وأعجب العجب أن يترك مثل هذا الرجل ينطلق في القنوات الفضائية بأكاذيبه وافتراءاته محصلاً الكسوب تتلو الكسوب بوصفه خبيرًا للأمن ، وهو أبعد الناس عن هذا الأمن وعن هذه الخبرة ، ولن نتحدث عن الشهيد كمال السنانيري وغيره من الشهداء . (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)) (إبراهيم ) .