النظام السوري هل هو عصيٌّ على التغيير

النظام السوري

هل هو عصيٌّ على التغيير ..!؟

فاروق مشوح

قبل أن تنفجر الأحداث العنيفة في سورية يوم الجمعة السابق خرج علينا أزلام النظام وأبواقه المختلفة بدعاوى عريضة وأقوال متعالية وأوهام بعيدة عن الحقيقة " بأن النظام في سورية مختلف عن الأنظمة الحاكمة في تونس أو مصر أو غيرها من الأنظمة التي تغيرت من خلال ثورات سلمية ناجحة أو في طريقها إلى التغيير "

لماذا يختلف النظام السوري عن غيره من الأنظمة التي ذهبت إلى غير رجعة أو في طريقها إلى الذهاب ..!؟ هل النظام السوري القائم حديث العهد في شعبنا ، وهو بسبب من حداثته لا يعرفه هذا الشعب في سورية ..؟! هل جاء إلى بلدنا قبل يوم وليلة وشعبنا لم يعان من جرائمه ، ولا ذاق من مراراته ولا عانى من سطوة جزاريه ..؟! هل الحكم السوري كان قصير العمر إلى الدرجة التي يقول فيها القائل انه لم يأخذ فرصته ، ولم تتح له من السوانح ما يقدمه للشعب من تطور وتقدم وإنجاز ...

الصحيح المعروف والمشهور أن النظام السوري جثم على صدر شعبنا المقهور قريبا من نصف قرن من الزمان ، وأنه أخذ من الفرص مالم تتح لأي نظام قبله أو بعده في التاريخ وأن شعبنا قد عانى منه مالم يعانه شعب على وجه الأرض ...

والصحيح المعروف والمشهور أيضا أن النظام السوري من أعتى الأنظمة الشمولية البوليسية المستبدة التي مرت على تاريخ الإنسانية بأسرها ... وسوف يرى العالم بعد رحيل هذا النظام _ بإذن الله _ ما اقترفه بحق الشعب السوري من تدمير للمدن وقتل للإنسان ، ونهب للمال ، وفساد في العمل ، وتخريب وضياع لكل ما يمكن أن يفيد الشعب في واقعه وفي مستقبله بل ما يؤثر على مستقبل الأمة بكاملها ، فالأمر كبير وكبير جدا وأكبر من أن يحصى أو يحاط به ...

لماذا لا يتغير النظام ، وفئة طائفية جشعة مستبدة مستكبرة هي التي تحكمه ، وتستخدم تسعين بالمائة من الشعب سخرة .. مسخّرة لهذه الفئة الباغية .. لا تكاد تحصل على ما يقيم أودها أو يساعدها في عيشها أو يدفعها إلى التطلع إلى المستقبل ...

هناك حجة يتذرع بها النظام وهي أن النظام يصنف نفسه _ ويدعي ادعاءات عريضة _ ينعته بها المشايعون والمنتفعون والذين يدورون في فلك النظام وهو أنه نظام ممانعة على وزن مقاومة ؛ يقف أمام أمريكا والغرب وإسرائيل .. وهذا من الباطل الذي يلبس لبوس الدعاية المكشوفة ...

ثوب الرياء يشف عما تحته                   فإذا التحفت به فإنك عاري

ونحن لن ندخل في تفصيل الرد على هذه الفرية الطويلة العريضة ولدينا من وثائقها الكثير الكثير .. لكننا نقول باختصار بل بكلمات معدودات ان على رأس الذين تآمروا على القضية الفلسطينية هو النظام السوري وأيضا ان الذي قتل الفلسطينيين في المخيمات وفي لبنان هو النظام السوري وان الذي حمى إسرائيل بتهدئة جبهة الجولان المحتل هو النظام السوري و ان الذي عزل نفسه عن الموقف العربي تجاه فلسطين بقول فاروق الشرع "اذهبوا فكل واحد يقلع شوكه بيده ..." هو المظام السوري ، والقائمة طويلة ولسنا بصدد التفصيل ونكتفي بهذه الإشارات ، والذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ...