انظروا.. من يتحدث عن "الازدواجية" و"الانتقائية"

انظروا.. من يتحدث عن

"الازدواجية" و"الانتقائية"!!

السيد زهره

أحد المحاور الاساسية للحرب السياسية والاعلامية التي يشنها النظام الايراني على البحرين ودول مجلس التعاون، هو الحديث الذي لا يتوقف عما يسمونه " الازدواجية" و" الانتقائية" في مواقف دول العالم، واجهزة الاعلام العالمية، مما جرى ويجري في البحرين.

لا يخلو أي تصريح لأي مسئول ايراني من هذا الحديث. واجهزة الاعلام الايرانية لا تكف على مدار اليوم عن هذا الحديث ايضا.

بالطبع، هم هنا ينتقدون مواقف دول العالم ومواقف اجهزة الاعلام مما يجري في البحرين، ويعتبرون ان هذه المواقف تنطوي على " ازدواجية و" انتقائية" مقارنة بمواقفهم من ثورات العالم العربي.

بعبارة اخرى، همي يريدون من دول العالم واجهزة الاعلام ان تتبنى المواقف الايرانية مما يجري في البحرين. بمعنى ادق، يريدون من دول العالم ان تتبنى المخطط الايراني في البحرين وتدافع عنه، والا فان مواقفها تنطوي على ازدواجية.

هذا كلام ايراني ساذج وسخيف ومستفز، ولا يمكن ان ينطلي على احد.

والأمر هنا ببساطة انه لا وجه للمقارنة على الاطلاق بين ما جرى في البحرين، وبين ثورات عربية مثل ثورة تونس او مصر او ما يجري اليوم في دول عربية اخرى.

لا وجه للمقارنة بين ثورات شعبية فعلا اندلعت تعبيرا عن آمال ومطالب كل الشعب، وبين تمرد طائفي اندلع في البحرين.

لا وجه للمقارنة بين ثورات اندلعت لتعبر عن ارادة الشعوب في التحرر والتقدم، وبين تمرد اندلع مدفوعا بمخطط اجنبي ايراني.

لا وجه للمقارنة بين ثورات تريد بناء دولها على اسس جديدة تلبي طموحات الشعوب، وبين تمرد اراد الهدم.. هدم ما تحقق من انجازات وهدم كيان الدولة كله.

بعبارة اخرى، هذا الذي يسميه الايرانيون " ازدواجية" في المواقف العالمية من احداث البحرين هي المواقف الوحيدة المنصفة والعادلة.

حقيقة الامر ان هذا الحديث الايراني عن " الازدواجية" و" الانتقائية " هو من سخريات السياسة والاعلام في ايران اليوم.

انظروا.. من الذي يتحدث عن " الازدواجية" و " الانتقائية"؟

انهم الايرانيون.. قارنوا فقط موقفهم هذا مما جرى في البحرين، وموقفهم مما يجري في سوريا اليوم، وسوف تكتشفون الى أي حد وصلت بهم " الازدواجية و" الانتقائية"، وبشكل يدعو الى السخرية حقا.

في سوريا كما نعلم، خرج الشعب السوري يتظاهر مطالبا بالحرية والاصلاح.

لكن الايرانيين في الوقت الذين يطالبون فيه العالم باعتبار التمرد الطائفي في البحرين " ثورة شعبية"، يعتبرون ان ثورة الشعب السوري ما هي الا " مؤامرة اجنبية صهيونية غربية". أي انهم لا يتورعون عن وصف الشعب السوري كله بالمتآمرين الخونة.

يعتبرون ما يجري في سوريا " مؤامرة اجنبية " في حين ان الذي جرى في البحرين هو الذي ينطبق عليه وصف المؤامرة.. المؤامرة الايرانية على البحرين ونظامها وشعبها.

ولو افترضنا ان ما يجري في سوريا هو فعلا " مؤامرة اجنبية "، فماذا نقول عن قتل المتظاهرين في سوريا والذين وصل عددهم حتى الآن الى نحو 220 متظاهرا قتلتهم قوات الامن السورية. هل هؤلاء قتلهم الصهاينة والغربيون المتآمرون؟

الايرانيون جندوا كل القوى الطائفية التابعة لهم واعلامها في العراق وفي لبنان كي تشارك في الحرب الايرانية السياسية والاعلامية على البحرين ودول مجلس التعاون. وهم اليوم، يجندون هؤلاء انفسهم لتبرير قتل الابرياء في سوريا والدفاع عن النظام وتسفيه مطالب الشعب السوري في الحرية، بل وتجريم هذه المطالب.

على لا ريجاني خرج بالأمس يقول ان " الدفاع عن شعب البحرين "، وهو يقصد طبعا الدفاع عن التمرد الطائفي في البحرين، هو " واجب اسلامي". فهل تبرير القمع في سوريا والدفاع عنه وتجريم الشعب السوري كله هو " واجب اسلامي " ايضا؟

كما نرى، ان كانت هناك " ازدواجية" و" انتقائية " في ابشع صورها واكثرها سفورا، فهي تتجسد في هذا الذي يفعله النظام الايراني واتباعه في المنطقة.

ولسنا بحاجة الى ان نتحدث عن القمع الذي يمارسه النظام الايراني ضد الشعب الايراني، ولا الجرائم التي يرتكبها ضد السنة، وضد عرب الاحواز، والكفيل بحد ذاته بفضح كل دعاواهم بالدفاع عن حقوق الشعوب في أي مكان ن او أي حديث يرددونه عن حقوق الانسان.

الايرانيون هم آخر من يحق له الحديث عن " ازدواجية " او " انتقائية" في المواقف.

حقيقة الامر ان الخطاب السياسي والاعلامي الايراني سقط وانفضح، ولم يعد ينطلي على احد، اللهم الا القوى الطائفية العملة لهم في المنطقة.