مَن يوهِن نفسية الأمة

الأستاذ هيثم المالح

محمد خالد عبد الله

يوجد في هذا العصر أمة سلّمت قيادها لقيادةٍ فذّةٍ ليس لها في التاريخ مثيل، قيادة تسيطر على الدولة والمجتمع، وأصبح ما يوهن نفسية هذه القيادة.. يوهن نفسية تلك الأمة، وما ينهض بنفسية القيادة.. ينهض بنفسية الأمة.

فممّا يوهن نفسية الأمة مثلاً، أن يقوم رجل في الثمانين من عمره فيتكلم في مسألة حقوق البشر، وأن تقوم فتاة -لم تبلغ العشرين- بكتابة قصائد تمجّد الحرّية وتحثّ على تحرير الأرض المغتصبة.

ومما ينهض بنفسية الأمة، أن تقوم طائرات أولاد العم الصهاينة، بجولةٍ في سماء البلد، وتوجِّه تحيةً من الجوّ إلى الرئيس المفدّى في قصره الرئاسي، وأن تقوم الطائرات نفسها، بجولةٍ ثانية، تدمِّر فيها موقعاً عسكرياً، بهدف تخليص الأمة من إشعاعٍ نوويٍّ قد يضرّ بها، وأن تقوم سفينة حربية من الجهة نفسها، باصطياد ضابطٍ كان يتنزّه على شاطئ البحر، لتخلِّصَ الأمة منه قبل أن يوهنَ نفسيّتها!

وأهم عامل من عوامل النهوض بنفسية الأمة، هو ذلك الهدوء الذي يسود أرضأ محتلةً منذ أكثر من أربعين عاماً، وستقوم تلك القيادة الفذّة بتحريرها، بالسلام الاستراتيجي، ولكن بعد أن تنتهي من تحرير العراق وفلسطين ومزارع شبعا، إضافةً إلى كل شبرٍ ما يزال محتلاً من بلاد بني البشر!

نعم.. ستبقى نفسية الأمة في أحسن أحوالها، ما دامت تلك القيادة الحكيمة صامدةً تتصدّى لكل محاولات التوهين، التي يمارسها أشخاص لم يستوعبوا المرحلة، فظنوا أنّ أمتهم قد بلغت سنّ الرشد، وتستطيع قيادة نفسها بنفسها، ويريدون حرق المراحل، وهذا من أخطر الأفعال التي توهن نفسية الأمة!!