الرقة في مثلث الرعب والتدمير والإبادة

دماء على الفرات

زهير سالم*

[email protected]

أكثر من كل الأرض السورية المحترقة ، أصبحت الرقة بؤرة في مثلث الشر ، سيدها الرعب ، وعمرانها للتدمير وإنسانها للإبادة ...

أما الرعب فيبثه بين أبناء المدينة الوادعة الآمنة التي كانت يوما مصطافا لهارون الرشيد ، رجال غرباء التحفوا زورا عباءة الإسلام ، وانتموا بطلا إليه ، وشوّهوا مشروعه مشروع الرحمة والرفق ، وكانوا رسل الإثم والإفك ؛ فساموا الناس الخسف ، ونشروا بينهم الرعب ، بصور تقشعر لها الأبدان من العدوان على أبشار الناس ، وهدر كراماتهم ، وسفك دمائهم .

 لو كانت مدينة ( الرقة ) قبل أن يصير إليها هؤلاء الجفاة  الغلاة  حاضرة من حواضر الجاهلية العربية كيثرب  ، التي آنس بها محمد رسول الله ، لما استحق سكانها الذين لكل واحد منهم في الإسلام أربعون جدا هذا الذي يسومهم إياه هؤلاء الذين لا يعرف لهم أصل ولا فصل في هذا الدين.

لقد نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يثرب ( وهي حاضرة من حواضر الجاهلية الوثنية ) فما حمل على الناس فيها رغم جاهليتهم سيفا ولا سوطا ولا سجن ولا عذب ولا أكره ولا غصب مالا ولا عقارا ولا كراعا  ولا زجر ولا تهدد ولا توعد ؛ فأين هؤلاء الذين يزعمون أنهم باسم نبي الرحمة  يتحركون ، ولمشروعه يحملون ، أين هم  من ( الرقة ) المدينة التي جل سكانها من العشائر العربية بل من ذروة الكرم في عصائب هذه العشائر ، وأين هم منها مدينة عمرها في الإسلام ألف وخمس مائة عام يؤذن على مآذنها بحي على الفلاح ..

وأما التدمير والإبادة فيتناوب عليهما طرفا الشر والجريمة على الأرض السورية بشار الأسد وعصاباته الغارقة في دماء السوريين على مدى ما يقرب من أربع سنوات ، ثم تحالف الأشرار الذين جعلوا من وجود الغلاة على ، الأرض السورية ثم على أرض الرقة ذريعة فأمعنوا في تدميرها ، وفي إبادة سكانها ، ووأد أحياءها رجالا ونساء وأطفالا ...

وبينما كانت مدينة الرقة وكل الأرض السورية بحاجة إلى لمسة الآسي ورفقه تفك عن عنقها أولا طوق الشر والجريمة والإرهاب الأسدي الذي أمعن على هذه الأرض قتلا وتدميرا واعتقالا وتعذيبا ، وتعينها حقيقة على درء  شر ( الغلاة والغلو ) بفعل ناجز ومناهج عملية ذكية لا بأسلحة غبية كطبع الذين يستعملونها ، فقد قرر القساة الفاسدون من رعاة الجريمة الدولية أن يمعنوا في التوحش ، وأن يذهبوا أكثر على طريق القتل والموت لينخرطوا بذرائعهم المكشوفة في استكمال ما عجزت عصابات بشار الأسد وحلفاؤه عن تحقيقه ...

حصدت الرقة في الأمس قريبا من مائة شهيد من الرجال والنساء والأطفال ، سويت منازل لآمنين بالأرض ، ووئد سكانها تحت التراب والعبارة تعني أن حليف التحالف الأمريكي  ما زال يدفن الناس تحت التراب وهم أحياء ...

كل المتابعين للقصف عن قرب أكدوا أن طائرات المجرم الأثيم تجنبت قصف مواقع الغلاة ، ونقاط تمركزهم وأنها تقصدت عن سابق تصميم قصف البيوت الآمنة والسكان المدنيين ...

واقعة إضافية تسجل في تاريخ الجريمة الدولية أنه بتاريخ 25 / 11 / 2014 قام طيران الجريمة الأسدي المتواطئ مع التحالف الأمريكي بقصف مدينة الرقة فهدم العديد من معالمها ومساكنها ودفن تحت التراب أسرا بأجيالها آبائها وأمهاتها وأطفالها ...

ولن يجدينا شيئا أن نكرر القول ندين ونشجب ونستنكر ...وإنما سنقول لكل القتلة المجرمين بدأ من الأسد وعصاباته المجرمة ، وللتحالف الأمريكي المتواطئ ، سرا كالجهر ، مع أس الشر والجريمة والفساد ، ولشراذم الغلاة ذرائع الشر وأدواته :

أيها القتلة المجرمون جميعا : ارفعوا أيديكم عن الرقة ..ارفعوا أيديكم عن سورية ...ارفعوا أيديكم عن الشام ، بل ارفعوا أيديكم عن الإسلام فأنتم جميعا أعداء للإسلام ، أعداء لعقيدته وشريعته وقبل كل ذلك أعداء لإنسانه ...

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية