المنافقون يُصعّدون في السعودية

المنافقون يُصعّدون في السعودية

موسى بن سليمان السويداء / السعودية

[email protected]

{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }

قبل كل شيء ننبه إلى أن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - , كان سبب وفاته هو تحجير ومنع الفتوى عليه , حينما لم يمكن من الكتابة والتأليف , وحرم من الدواة , والقلم , والقرطاس وهو في السجن ! فكان الموت المحقق بسبب حرمانه من التعبير عن رأيه الشرعي  ؛ هذا مع جلالة قدره وعلو مرتبته العلمية .

نرجع إلى الموضوع الذي أردناه :

1/ ما هو سبب التصعيد , وما هي مكاسب ( السلولية ) من قرار تحجيم الفتوى في السعودية ؟

2/ وما هي مخططاتهم المستقبلية ؟

سبب التصعيد هو اغتنام التضييق على المشايخ بعد قرار تحجير الفتوى , وأما المكسب الأول لهؤلاء , هو قتل وتسكيت صوت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , الذي يؤرقهم ويرعبهم , وإخراج صورة رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , من العلماء , و طلبة العلم أهل الاحتساب القائلين بالحق ممن لا يخافون في الله لومت لائم ، والذين صورهم لا تغيب من رؤوسهم عند كل منكر وبلاء يريدون عمله وتحقيقه في المجتمع السعودي , كما قال عز وجل : { لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لّا يَفْقَهُونَ } .

ومن المكاسب أيضاً , نشر العلمانية في الحياة الاجتماعية من خلال شعارهم الإبليسي الموروث من النصارى , والذي يقول بتنحية الدين وسيطرته عن الحياة السياسية , واقتصاره فقط على المعبد!

وعند ذلك يكونون قد حققوا مأربهم الخبيثة , واسكتوا صوت الحق وأنطقوا صوت الباطل , واقنعوا الناس أن نهيق الحمير العلماني , أجمل بكثير من زقزقة العصافير الإسلامية ؛ واتكئوا على الأرائك ومدوا أقدامهم باطمئنان وانشدوا عن أنفسهم قول من سبق :

يالك من قنبرة بمعمري

خلا لك الجو فبيضي واصفري

ونقري ما شئت أن تنقري

وأما مخططاتهم المستقبلية فهو ترويج كل ما تعلموه وألفوه في الخارج , فهم عبيد الغرب الكافر وصنيعتهُ , فأجسادهم بيننا وقلوبهم عند أسيادهم في أوروبا وأمريكا , فلن يهنئ لهم بال ولن يقر لهم قرار , إلا بمسخ البلد وإلباسها صبغة التغريب من تحكيم للقوانين الوضعية التي هي حماقات عقول البشر , وتعريت النساء وإلباسهن البنطال المحجم للعورة , والقميص العلاقي , وإخراج جزء من بطونهن , وظهورهن , وصدورهن في الشوارع , تحت مسمى حقوق المرأة ! ونشر وتمكين أهل البدع والزندقة أعداء السنة , تحت ما يسمى حرية الاعتقاد والتعايش والمواطنة ! إلى غير ذلك مما هو من قبيل نشر الفوضى الدينية , والأخلاقية , فهؤلاء بلا ريب الذين أشار إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله , كما في البخاري من حديث حذيفة – رضي الله عنه - : (( .. نعم , دعاة إلى أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها , قلت ( القول لرّاوي ) : يا رسول الله صفهم لنا , فقال : هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا .. )) .

ومن أراد أن يكشف حقيقتهم , ويتعرف على صورهم التي هي من سنن أهل الجاهلية , فعليه بكتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب المعروف بـ( مسائل الجاهلية ) , فهو كتابٌ نفيس في بابه , وزاد لا يستغني عنه سُني وخاصة في هذه الأيام العصيبة التي ألبس فيها الحق بالباطل والباطل بالحق .

في النهاية : نحن نجني ثمرة البعثات الخارجية , التي تم إرسالها إلى الخارج للدراسة خلال التسعينات من القرن الهجري الماضي , إلى وقتنا الحاضر .