الربيع الإسلامي قادم رغم أنف أمريكا..

معاذ عبد الرحمن الدرويش

معاذ عبد الرحمن الدرويش

[email protected]

هللت  و زمرت أمريكا كثيراً للثورات العربية ،و لعلها هي أول من أطلق عليها اسم ثورات الربيع العربي،

لا شك أن أمريكا  تعرف جيداً من أين و كيف تؤكل الكتف،و أمريكا تعرف أنها غير قادرة على منع حدوث الثورات بعد أن ضاقت صدور الشعوب العربية ذرعاً بالظلم و الجور المطبق عليها من حكومات أكل عليها الزمن و شرب، و لعل وقوف الولايات المتحدة الأمريكية مع تلك الثورات هو بغاية الذكاء،و الإلتفاف عليها هو بمثابة عبقرية سياسية فريدة، لكن أن تنقلب على الثورات هو بغاية الغباء السياسي، لأن الشعوب التي ثارت أول مرة و كسرت طوق الذل ، ستثور عليه مرة تلو المرة حتى تحقق جل الذي قامت لأجله.

و لعل أمريكا لم تقرأ التاريخ جيداً من هذه الناحية.

فلو أن أمريكا لم تنقلب على الثورات العربية  لربما جاء ربيعاً عربياً هشاً، و لعل الإنقضاض عليه لاحقاً سيكون أكثر إيجابية لصالحها ،أما اليوم و بهذا الإنقلاب وضعت ثورات الربيع العربي في شتاء عاصف طويل ،و البديهية الطبيعية تقول أن الشتاء العاصف سيلحقه ربيع مزهر طويل.

و الخطأ الأكبر الذي ارتكبته القيادة الأمريكية ، هو بخلق الدولة الإسلامية (داعش ) كوسيلة للقضاء على الثورة السورية بشكل مباشر ، بعد أن عجزت بكل الوسائل و الطرق التي قدمتها لحماية نظام الأسد من السقوط ، و اجتثاث أي إسلام سياسي في المنطقة كهدف بعيد ، بعد أن ذهب تعب عشرات السنين  - مع حكومات زرعت الفكر العلماني في الشعوب العربية  - هباءً منثورا،.

فالدولة الإسلامية أو ما يسمى داعش ستسقط أيضاً ، كما سقطت الحكومات العربية من قبلها  و بالقريب بعد أن ينفضح أمرها، لكن المصيبة التي ستواجه أمريكا مستقبلاً هو أن بذرة الخلافة الإسلامية و التي كانت في طي النسيان من التاريخ ، أعادت أمريكا و بذرت فكرتها في ضمير و عقول الأجيال العربية  و الإسلامية كفكرة واقعية و ممكنة التطبيق .

فالثورات العربية لم تنته و لم تتوقف ،و ستتلاحق الثورات إلى ثورات و ثورات إلى أن تحقق الشعوب المغلوبة على أمرها  ما تربو إليه، و لعل دولة الخلافة الإسلامية قادمة  أو على الأقل إسلام سياسي سيسيطر على دول المنطقة برمتها شاء من شاء و أبى من أبى، فحياة الشعوب لا تقاس بسنة او بسنتين عجاف  فأعوام الخير قادمة بعون الله....