من المسؤول، عن تدني صورة المسلمين

من المسؤول، عن تدني صورة المسلمين،

في العالم، اليوم؟

علي مسعاد

[email protected]

المتأمل ، فيما يقع ، في العالم اليوم ، من متغيرات وتطورات سريعة ، في سلوكيات المسلمين ، ستواجهه ، حتما ، عديد أسئلة ، لعل أبرزها :

- هل ، نحن ، حقا مسلمون أم أننا أدعياء ؟ا

ففي ، شهر رمضان ، الشهر المقدس ، الذي أنزل فيه القرآن ،  تبث فيه القنوات الأرضية منها والفضائية ، الكثير من المسلسلات والأفلام ، بدون توقف ، وفي شهر المفروض فيه ، الإكثار من الصلاة و ارتياد المساجد ، يرتفع فيه عدد ارتياد المسلمين ، لفضاءات السهر ومقاهي الشيشة ، وفي شهر التراحم والتكافل ، تكثر فيه  النزاعات والجرائم ، وفي شهر الإمساك عن شهوة البطن و الفرج ، تستعر فيه ، شهوة الجنس و يرتفع فيه استهلاك المخدرات والحشيش ،يا للعجب اا

ويقولون ، أن الغرب ، يشوه صورة الإسلام والمسلمين ، في الوقت الذي لا ندخر فيه جهدا من أجل ، إعطاء صورة غير حقيقية عن الإسلام والمسلمين، للأمم والحضارات الأخرى ، بسلوكيات وتصرفات ، لا علاقة لها بأخلاق وشيم المسلمين .

فيكفي ، جولة قصيرة ، ليلا ، إلى شوارع المدينة وأزقتها ، حتى تكشف لك الصورة الحقيقية ، عن مسلمي اليوم ، الدين لا علاقة لهم ، بالدين الإسلامي ، إلا الاسم والعادات واللباس والتقاليد ، دون أن يترجموا حقيقة الإسلام ، في عمقه .

وما ، كثرة الشكوى بين الناس وعدم رضاهم عن أنفسهم وعدم استقراهم النفسي ، إلا انعكاس عن التمزق الذي يعيشه المسلم اليوم ، بين متطلبات الحياة السريعة وبين شخصيته المهتزة ، بسبب ابتعاده عن شعائر الدين وتعاليم الإسلام .

وما الأرق ، القلق ، التوتر وغيرها من الأمراض العصبية والنفسية  ، إلا انعكاس طبيعي عن الفراغ  الديني والروحي ، الذي يعيشه جيل اليوم ، جيل الهرولة وراء المال والكماليات والمظاهر والمصالح والخوف من الفقر ومن الموت ومن مواجهة يوم الحساب .

كلها ، عوامل متداخلة ومتقاطعة ، ساهمت بدور كبير ، في انتشار العديد من الأمراض ، التي وقف أمامها الطب حائرا ، وانتشرت كالنار في الهشيم ، بين العديد من الأفراد وفي مختلف الشرائح  والفئات المجتمعية .

شخصية المسلم ، اليوم ، التي تاهت بين المظاهر المادية وكماليات الحياة ، وبين تنكره لنفسه ولأصوله ، و رغبته في تقليد الآخرين واحتقار ذاته ، ساهمت بشكل كبير ، في أن شخصية الكثير من المسلمين اليوم ، أصبحت شخصية مهتزة ، غير مستقرة ، تائهة بين الانسياق وراء متع الدنيا و تطبيق تعاليم الإسلام .

ولأن ، الكثير منا ، أساء فهم ، القرآن ، كان منطقيا ، تأتي تصرفاتنا وسلوكياتنا ، منسجمة مع سوء الفهم الكبير للإسلام ، حيث شهر رمضان بعظمته وروحانيته ، يشهد عن مستوى انحطاط مبادئنا و شيمنا الأخلاقية ، عكس التي عرف بها ، جيل " القرآن " . 

الجيل ، الذي لم تكن الدنيا كل همه و الحصول على المال ، هو غايته ، والوصول إلى السلطة ، بكل الوسائل و الطرق ، هي منتهى طموحه .

كان جيلا ، بأخلاق عالية وشيم رفيعة ومواقف ثابتة ، وليس جيلا ، مستعدا لبيع أقرب الناس إليه ، من أجل تحقيق طموحاته الدنيوية ، والتظاهر بما ليس فيه ، من أجل النصب والاحتيال ، على الناس ، الكذب وبيع الأوهام  ، من أجل قلب الحقائق وتغليط الرأي العام .

لقد ، كان بحق جيلا " قرآنيا " بكل المقاييس ، في الوقت ، الذي ساهمنا بسلوكيات دخيلة عن قيم وشيم المسلمين ، في إعطاء صورة مشوهة ، عن حقيقة الإسلام والمسلمين ، التي لم تزدد ، إلا انحطاطا وتدهورا ، بسبب تخلينا عن الرسالة المحمدية وانجرافنا وراء متع الدنيا .

وجيل اليوم ، برأيي ، لن تغير سلوكياته  المنحرفة ، القنوات الفضائية الدينية ، ولا الفتاوى ولا الدعاة ولا الشيوخ ولا خطب الجمعة ، جيل اليوم ، في حاجة اليوم ، أكثر من أي وقت مضى ، إلى التغيير الداخلي ، الذي بدونه ، لن تتحقق أي كلمة من الكلمات الحالمة ، التي تمطرنا ، بها القنوات التلفزيونية المنتشرة ، عبر الساتل، وسيبقى كلامهم في الهواء ، حيث هو ، دون أن يصل إلى قلوبهم ، التي علاها الصدئ .