«تحالف» دولي ضد الفلسطينيين؟

رأي القدس

يسجّل الموقف الأمريكي من هدم السلطات المصرية لمنطقة رفح لإقامة ما يسمى «منطقة عازلة» تطوّراً لافتاً في انحدار واشنطن المستمر نحو تقبل الأمر الواقع في مصر كما آل إليه بعد تسلّم المؤسسة العسكرية المصرية لزمام الأمور هناك، في تجاهل مكين ليس لسياستها السابقة التي استجدّت بعد انطلاق الثورات العربية، أو لمسألة إزاحة سلطة شرعيّة منتخبة ديمقراطياً، بل كذلك لأي علاقة واهية لهذه السياسة الخارجية بأولويات حقوق الإنسان المتعارف عليها عالمياً، بدءاً من حقوق التظاهر والتعبير، المأسوف عليها، وليس نهاية بالحق البسيط للبشر للسكن في منازلهم وقراهم والذي قامت جرّافات الحكومة المصرية باقتلاعه مع اقتلاعها وطردها لسكان رفح المصرية.

غير أن التقارب الأمريكي مع السلطات المصرية لا يمكن النظر إليه باعتباره براغماتية سياسية أمريكية فحسب، ولا يمكن قراءته من دون الانتباه لترتيبات زواج المصلحة الجديدة بين تل أبيب والقاهرة، الذي عبّرت إسرائيل عنه بالسماح لمصر بإدخال كتيبتي مشاة وطائرات عمودية هجومية للالتحاق بفرق النخبة «الصاعقة» وغيرها من قوات أمنية تشرف على الحملة الموسعة التي بدأها الجيش المصري عقب حادثة مقتل 30 جندياً قبل أسبوعين.

إضافة إلى كون «المنطقة العازلة» تخدم الخطاب السياسي الخطير للنظام المصري الحاليّ في ربطه كل عمل إرهابي في البلاد بجماعة «الإخوان المسلمين»، فإنها أيضاً تحيله إلى «عدوّ»، أو «مؤامرة خارجية»، كما تفعل كل الأنظمة المستبدة في العالم، والعربية منها خصوصاً، كما أنها تقلب المعادلة البديهية حول العدوّ الإسرائيلي والشقيق الفلسطيني، فتصبح حركة «حماس» عدوّا، يقاتل دولة شقيقة (إسرائيل).

هذا المسعى المصريّ يجد غطاء ماليا وسياسياً معلناً، أو سكوتاً متواطئاً في استكمال حصار الفلسطينيين، من بعض الدول العربية، بينما تُقابل مواقف قطر وتركيّا، الداعمتين للفلسطينيين، بهجوم إعلاميّ وسياسيّ، وتبقى مواقف بعض الدول كالأردن المثقل بأعباء الأزمة السورية والداخلية، قاصرة عن مقاربة فاعلة للأزمة الفلسطينية.

بإقفال دولتي مصر وإسرائيل المعابر نحو غزة، وبتدميرهما الأنفاق من طرفي الحدود، وببناء «المنطقة العازلة»، تجهز القاهرة وتل أبيب لعملية خنق منهجية للشعب الفلسطيني المقيم في القطاع.

يتوازى شد الخناق العربي – الإسرائيلي على غزة، مع تصعيد للانتهاكات المبرمجة للمسجد الأقصى من نوّاب في الكنيست وزعماء وجمهور من المستوطنين واليهود المتطرفين، وإصدار لقوانين إرهاب جديدة ضد المتظاهرين الفلسطينيين تصل إلى عشر سنوات سجن، والضغط على القيادة الفلسطينية وتوجيه الاتهامات إليها بالتحريض على ردود الفعل الفلسطينية العنيفة المتمثلة بعمليات دهس لجنود ومستوطنين إسرائيليين.

ولا يحتاج المراقب كدّ ذهن كبير ليرى أن الكماشة الإسرائيلية – المصرية، والموافقة الأمريكية، وتواطؤ بعض الأنظمة العربية، توجّه المسألة الفلسطينية برمّتها نحو الإنفجار، فهي تضعف أركان السلطة الفلسطينية، من جهة، وتحاول خنق مليون ونصف المليون من سكان غزة، من جهة ثانية، مقفلة بذلك كل الطرق لأي حل سياسيّ، وهي معادلة، في ظروف العالم العربي الحالية، لتيئيس الشعب الفلسطيني ودفعه الى حلول قصوى، وربط نضاله ضد الاحتلال، بقضية «مكافحة الإرهاب»، وهي الوصفة الحالية الأكثر رواجاً في سوق دفن أحلام الشعوب.

المقاومة الفلسطينية، خاضت حروباً عديدة، عسكرية وسياسية، وراكمت خبرات نضالية هائلة، وهي قادرة، من جديد، على صدّ الموجة وإبقاء ألوان العلم الفلسطيني ناصعة.

رأي القدس

=======================

ملاحظة=إضىافة: فإذا أضفنا خبرا جديدا عن مطالبة وزير داخلية الانقلاب المصري الموسادي - بإسقاط الجنسية عن (40 ألف) مصري من أصل فلسطيني ..أدركنا جانبا آخر من [قذارة وتشديد] المؤامرة على الفلسطينيين جميعا وقضيتهم ..وليس على حماس والإسلام ودعاته فقط! وعرفنا [ خسة ونذالة] صهاينة العرب وذيول الموساد في داخل مصر [ المستعمرة الإسرائيلية ] كما سماها المتقاعدون العسكريون الأمريكيون ..ومدى نذالتهم وانحطاطهم ..سريين كانوا أم علنيين _ قريبين كانوا أم بعيدين - منفذين كانوا أم ممولين أو محرضين أم...!

.. وعرفنا كذلك [ سر استكلاب] اليهود المتطرفين وحكومتهم على المسجد الأقصى! وعلى الشعب الفلسطيني !

عبد الله شبيب