توريث السلطة ومرض التوحد

د. محمد رحال /السويد

[email protected]

يعتبر مرض التوحد autism من الامراض العقلية التي بدأ العلم ينفض عنها الاسرار ، وهذا المرض الخطير والذي يضم منتسبيه الى لائحة المرضى المعاقين عقليا يعتبر من الامراض الصعبة الاكتشاف خاصة وان بعضا من هؤلاء المرضى تسلل الى اماكن عالية في المجتمع بسبب محدوية هذا المرض فيه ، ولعل من اهم خصائص هذا المرض autism المكتشف بين الرجال هي تلك الصفة التي يطلق عليها في اللغة العربية اصطلاح الانانية ، وهي صفة تعتبر من الصفات الذميمة خاصة لدى العربي والذي لاتتوافق صفات الشهامة والرجولة والكرم والايثار مع هذه الصفة وتعتبر من احط الصفات عندما تلصق بصاحبها او تنسب اليه .

ولعل اغلب قادة العرب اليوم هم ممن  ابتلاهم الله بهذا المرض الشديد من الانانية المفرطة ، وليس ادل على ذلك من استباحتهم المال العام وسكوتهم المفرط على الموبقات التي تمر بامتنا وتمارس في مواطنيهم ، مع تبعية مفرطة لاعداء الامة مقابل سكوت الغرب عن هذه الانانية ، ولهذا فان الحاكم العربي يجد لذة كبيرة في انصراف الاعلام والصحف والمفكرين والادباء والشعراء في امتداحه ويحتسب ذلك وطنية وقومية ، في الوقت الذي يمارس فيه هذا الحاكم العربي اشد انواع السادية المرضية والانانية المفرطة على شعبه بسبب حالته المرضية المفجعة ، وابلغ مثال على ذلك هو اصرار البعض من هؤلاء الحكام على توريث السلطة بعدهم لانجاله بالرغم من ان هؤلاء الانجال هم ممن انعدم لديهم الذكاء وغابت عنهم الخبرة ، اضافة الى امراض الجهل الاجتماعي المفرط بسبب عزل ابناء القادة عن محيطهم الاجتماعي خوفا على حياتهم .ان يكون الانسان انانيا وتوحديا autism  فهو شأن شخصي ومرضي محض لاعلاقة لنا كمواطنين به او فيه ، ولكن ان يفرض مرض الانانية وتشعباته على شعوبنا ومن اشخاص مرضى عقليا قال العلم فيه انه مرض التوحد autism فهذا من اعظم امراض الامة والتي من المفروض اليقظة لها ووقف مهازل المجانين فيها ، وعلاقة الانانية بالتوريث هي علاقة مرضية توحدية تتضاعف بعد سن الشيخوخة بسبب يأس صاحبها من الخلود في الحياة الدنيا ولهذا فان مرضه التوحدي autism  يوجهه الى القتال من اجل التوريث وهو مانراه اليوم لدى بعض العجائز من الحكام والذين وبسبب جنونهم داسوا على شعوبهم وامتهم  وقيمها وارتضوا ان يكونوا عبيدا اذلاء حفاظا على منصب وسلطة وصلت لهم في غفلة من الامة وضياع في رجولتها .