إلى جلالة وفخامة وسادة وأمراء

حكام الدول العربية المحترمين

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد:

ندائي موجه لكل صاحب ضمير فيكم أيها السادة والحكام المحترمون ,فأعانكم الله علينا وأعاننا الله عليكم .

الحمد لله كلكم عرب وتتغنون بالعروبة , وورثتم ذلك الميراث الضخم والصعب والمسؤولية الكبيرة والتي وضعكم الله فيها فهي أمانة كبيرة.وجعلتوها أمانة في أعناقكم

والعرب عندهم خصال كثيرة ورثوها عن أجدادهم ومكارم الأخلاق اكتملت بقدوم الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم .

ومنها الكرم وحسن الضيافة وإغاثة الملهوف .

وكل واحد منكم متربع على كرسي الحكم في بلده الآمر الناهي والذي لا يرد له قرار أ و أي أ مر .

والتراث العربي يورد لنا أمثلة كثيرة عن إغاثة الملهوف وكيفية إجارته من أعدائه .

فمنها ذلك الإعرابي والذي أمضى عشرين سنة يفتش عن قاتل أبيه حتى حل القاتل ضيفا عليه وبعد أن أكرمه وسأله عن أصله عرف انه قاتل أبيه ,فقال له لي عشرين سنة أبحث عنك وأنت الآن ضيفي ولن أقتلك ولكن أذهب ولا ترني وجهك بعد الآن.

ويقول الله تعالى في كتابه العزيز مخاطبا  رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة التوبه (وإن احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون)

وعندما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف ورفض أهل مكة السماح له بالدخول فطلب من مطعم بن عدي أن ينزل في حماه فأجاره وهو مشرك ومكث سنتين في حمايته حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات مطعم بن عدي على الشرك.

وكان العربي إذا ألم به خوف من قومه أو عشيرته يلجأ إلى عشيرة أخرى يلف رجله على عمود الخيمة الخاصة بالشيخ . فيقول له الشيخ قضيت حاجتك تفضل أخ العرب.

فمنكم الملوك والرؤساء والأمراء . ولكل له حدوده والمعترف بها رسميا وأي اعتداء على الحدود يعتبر إعتداءا على ملككم . وأي ملهوف أو مستجير بكم فالنخوة العربية تلزمكم أن تكرموه وتيسروا له سبل الحياة وتصححوا موضوعه مع عشيرته والتي أصبح عنصر خارج عن قانون العشيرة التي ينتمي إليها ذلك الشخص .

أصحاب السيادة والفخامة والحكام العرب :

أنا عربي الأصل واللغة وديني هو الإسلام تعرضت لظلم كما أراه انا من حكومتي أو عشيرتي وفررت منها حفاظا على دمي وكرامتي ولي ثلاثين سنة وانا ادور في البلدان التي حولها وكلها سجنتني ورحلتني ولم يبق لي بلدا أستطيع العيش فيه أو أي بلد عربي نتيجة لبروتوكول وزراء داخليتكم بالتعاون بينهم وتسليم كل شخص مطلوب من قبل عشيرته .عندي زوجة وخمسة بنات وثلاثة من البنين عادوا للوطن ولم يسمح لي بالعودة , ومنعت عائلتي من القدوم لعندي .كنت في العراق آمنا وبعد غزو العراق تشتتنا فلم نجد ملجأ آخر وعشنا فيها تحت القصف والتفجيرات وأخيرا الزج في المعتقلات وبعد خروجي من المعتقل وسبب الإعتقال أننا عرب فقط . وخرجت 2007 لمصر العروبة ورحلوني منها والأردن المملكة العربية الهاشمية ممنوع علينا دخولها لسبب واحد أننا كنا لاجئين في العراق .

فأينا أذهب أنا وأمثالي؟

 مع أننا احترمنا سياسة البلد التي رحلنا إليها.

عمري الآن 53 سنه وبعد أيام قليلة يصبح 54 سنة والذي بمثل عمري ماذا يحتاج والمرض يلف جسمي وينخر عظمي ولا من يعتني بي أو يقدم لي شربة من ماء وفي سورية بلدي يقولوا عن مثلي مسكين , وفي العراق فقير, وفي مصر غلبان .

وعند الجمهور مفلس ومشرد ومطرود مع أنني عربي.

 مساحة الوطن العربي 13 مليون كيلومتر مربع , وعدد الدول ما شاء الله 22 وطنا وغدا في ازدياد فالعراق وحده أصبح الآن ثلاث دول وغدا الله أعلم.

هل الربع الخالي يضيق بشخص مثلي أم صحراء الإمارات أو صحراء الجزائر وعموم السودان أو وادي النيل .

أليس من المحرج حقا لكم أيها القادة أن يلجا المضطر منا للجوء إلى الأمم المتحدة وهناك سوف يضطر لتقديم  كل ما عنده ويزيد عليه يصور فيه الظلم الواقع عليه من قبل حكومته حتى يتم قبوله كلاجئا فيها مع أن الدول العربية أرتع وخيرها أوسع وتكون بذلك حمت سمعة شقيقتها وزادت مكانة في قلوب الوافدين إليها .

ليس هذا فحسب فكلكم مختلفين والكل ضد بعض فتكون بيدكم تلك ورقة ضغط إن لزم الأمر , او تكون لكم أجرا كبيرا وأنكم مازلتم متمسكون بالعادات والتقاليد العربية وأسماؤكم أسماء عربية وإسلامية . وتقاليدكم عربية . وتأكلون أحيانا باليد والكف .ومنكم من يفضل الخيمة العربية على القصر .

وعند العزائم تقام المناسف والثريد والسمك المسكوف والكبة الحلبية وغيرها من الأكل والثريد مازال قائما.

إلا هذه الحسنة ألغيت من قاموسكم وعاداتكم وتقاليدكم وهي:

أن يستجير بكم عربي ليس بمجرم ولا قاتل ولا سارق فقط اختلف مع قومه في الرأي والفكر .

لست وحدي هكذا يا حكامنا العرب

والكثير مثلي . فلا تعرفوا الأيام كيف تدور رحاها فكم من قائد عظيم وملك ورئيس اضطر لنفس الأمر.

لذلك أختم ندائي بهذه الكلمات

أنا عربي وأبي وأمي

أبحث عن شبر أرض فيها يضمني

أبحث عن قبر في وطني

ابحث عن مدفأة حنان تدفيني

أرض العرب كبيرة

وخيرها ملؤ الأرض مزروع فيها

فهل تعجز عن مأوى

أو عن مسكن فيها

فهل يعجز حكامها

عن مكان يكون لي في الدنيا وفي القبر

فمن صاحب النخوة العربية منكم؟

حتى يستجيب لطلباتي تلك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته