فقهاء السلاطين المستبدّين، أخبث أنواع الشياطين

عبد الله عيسى السلامة

فقهاء السلاطين المستبدّين،

أخبث أنواع الشياطين

عبد الله عيسى السلامة

[email protected]

(وكذلك جعلنا لكل نبيّ عدوّاً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا)

 المرأة الفاسدة ، قد تفسد أخلاق فرد ، أو عشرة أفراد، أو مئة فرد..

لكن فقيه السلطان المستبدّ ، يدمّر أمّة ، بأسرها ، وذلك ، لأنه :

· يزيّن للحاكم الستبدّ ، أفعاله البشعة .. فيستمرّ في فعلها، مطمئناً إلى أنه يؤدّي أعمالا صالحة ، لايؤاخَذ عليها ، في الدنيا أو الآخرة !

· يخدع الناس - عبر فتاواه الضالّة - بأن حاكمه الفاسد المستبدّ ، إنسان فاضل صالح ! وعليهم ، بالتالي ، السمع والطاعة ، له ؛ بل الاقتداء به ، إذا احتاجوا إلى قدوة صالحة ! فينحرف كثير من الناس ، الذين يصدّقون فتوى الفقيه : عن جهل .. أو عن ضعف فكري ، أو خلقي .. ينحرفون : ديناً ، وفكراً ، وخلقاً ، وسلوكا!

· الشباب ، الذين لديهم وعي وإخلاص ، ويتوقون إلى إصلاح مجتمعاتهم .. يصابون باليأس والإحباط ، حين يرون حاكماً فاسداً ، يزيّن له فسادَه ، عالم فاسد ، بدلاً من أن ينصحه بالصلاح والاستقامة .. هؤلاء الشباب يندفعون ، في الاتّجاه الآخر، المناهض للحاكم وفقهائه .. ويلجأ الكثيرون ، منهم، إلى العنف .. لتغيير الأوضاع الفاسدة ! ويحملون السلاح ، في وجوه حكّامهم ، ووجوه من يساعد هؤلاء الحكّام ، من موظفين ، من : رجال جيش وشرطة ، وموظفين عاديين، يخدمون في بعض مؤسّسات الدولة ! ويجد هؤلاء الشباب المندفعون ، فقهاء ومفتين ، يزيّنون لهم أعمالهم ، أو يحضّونهم عليها ! وقد يكون بعض هؤلاء الفقهاء والمفتين، جهلة في العلم الشرعي ، وفي أمور الحياة العامّة ، لاسيّما السياسية ، منها .. فتغرق المجتمعات ، في دوّامات من العنف ، والعنف المضادّ .. لايعلم مداها ، إلاّ الله ، عزّ وجلّ ! ويُلبس هذا ، كله ، ثوباً دينياً ، يعكس صورة سيّئة، عن الإسلام والمسلمين ، في نظر الغرباء .. ويتّخذ منه شياطين الإنس ، المتربّصون بالأمّة ، ذريعة ، لتشويه صورة الإسلام ، وتنفير الناس : في بلادهم ، وفي العالم .. من هذا الدين ، ومن أتباعه ، جميعاً !

· ولو التزم علماء السلاطين ، هؤلاء ، بأحكام الإسلام ، وأخلاقه ، وآدابه .. في الوعظ والإرشاد والنصح ، في تعاملهم ، مع حكّامهم .. لارتدع كثير من الحكّام ، عن فسادهم .. ووثق الناس ، عامّة ، بهؤلاء العلماء ، فالتفّوا حولهم ، يسمعون كلامهم ، ويطيعونهم .. وابتعدوا عن الأخلاق المنحرفة ، والأفكار الفاسدة ، والسلوكات الهابطة.. وابتعد الشباب المخلص المتحمّس ، عن الأفكار المتطرّفة المؤذية ، المشحونة بالجهل والتعصب .. وانعكست صورة الإسلام الناصعة ، في أذهان الغرباء ، بدلاً من الصورة السيّئة .. وسحبت من أيدي المتربّصين بالإسلام ، الذرائع التي يتذرّعون بها ، لتشويه الإسلام ، واحتقار المسلمين.. والخوف منهم ، ومن انحرافاتهم المؤذية للناس ، في أنحاء الأرض !

· فأيّ الشياطين ، أشدّ خبثاً ، وإيذاءً للإسلام وأهله ، والعالم : ألف امرأة فاسدة .. أم فقيه واحد من فقهاء السلاطين !؟

· إن أيّة قراءة ، لسير العلماء الصالحين ، وسير الفاسدين المحسوبين على العلماء .. في التاريخ القديم والحديث ، كفيلة بأن توضح خطر الفاسدين ، على الأمّة ، وتبرز عظمة الصالحين ، الذين أنقذوا الأمّة ، في مواقف شديدة الصعوبة والخطر!

ولله الأمر، من قبلُ ، ومن بَعد.