في كلمتين

لا يوجد بيان قوي وبيان ضعيف

القوي والضعيف هو من يصدر البيان . فكم من كلمة مغموسة بالوهن والهوان والباطل فرضها صاحبها بقوة الذراع .في جولات الصراع كم طمس حق القوة قوة الحق ولو إلى حين .

حتى يفيق الغافلون  فيكون لهم الحقان معا ...


تصغير الآخرين ...

قاعدة مهمة تعلمتها في حياتي : تصغير الآخرين لا يكبّرني . فالعالم مليء بالصغار. وإنما يكبّر المرء خُلقه وجهده وإنجازه . ( إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ) .


الشعب الأمريكي ليس أوباما والشعب الروسي ليس بوتين

كما أن الشعب السوري ليس بشار الأسد ....

الشعب الأمريكي ليس أوباما ...

والشعب الروسي ليس بوتين ..

وحين يبكي كل إنسان في العالم ضحايا السارين ، وتخشع جميع القلوب البشرية أمام مشهد الأجساد المعذبة في الهولكست الأسدي ...

يقال لكل شركاء الجريمة : " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة "

والقضية الأهم من القول : من يوصل الرسالة إلى شعوب العالم أجمع  ؟!


حول البيان الرئاسي : من دوما إلى مجلس نيويورك  

حتى تكونوا أقوياء  

متأخر جدا بعد خمس سنوات من القتل أن يكتشف البعض المؤامرة على الشعب السوري البطل ، وثورته العظيمة ...

متأخر جدا أن يقتنع البعض أن أناقة المظهر ، ودبلوماسية المنطق ، وعذب الكلام ، والاستجابة ليد كل لامس لا تغني من الحق شيئا ...

نعم ومتأخر جدا أن نعلم أن صوابية التحليل ومنطقيته ، والكثير من المعرفة لا ينفع إن لم يجد سبيله إلى التوظيف المنهجي الهادف ...

ماذا يغني من الحق أن نكتب أو يكتبوا وأن نعلن أو أن يعلنوا عن خطورة البيان الرئاسي لمجلس الأمن ، ولمؤامرة ديمستورا ، ومن قبله كل المبعوثين الدوليين الذين كانت ألسنتهم معقودة بقرارات دولية لا تسمح لضمائرهم أن تفصح عما يجول فيها ...

ماذا يغني من الحق أن نقول إن ديمستورا يلتف على كل القرارات السابقة ، التي  لا تستحق البكاء عليها ، ومنها  جنيف واحد ، ومنها أن الائتلاف الوطني هو الممثل الشرعي الوحيد  للشعب السوري ..

ماذا يغني من الحق أن نكرر أن القاتل بشار الأسد ، حسب خطة ديمستورا ، التي قام عليها البيان الرئاسي لمجلس الأمن ، سيشكل ثلثه إلى اللجان الرباعية ، وسيشكل من وراء ستار  ثلثاً آخر يدعوه المفاوضون " أصحاب المصلحة " ليس فيه من المغتصبات والثكالى واليتامى أحد ، وسيشترط ديمستورا على الثلث الثالث من المعارضين  الأشداء  من يشاء وما يشاء ...

ماذا يفيدنا بعد اليوم أن نقول إنه بينما كان السيد ( ستيفان أوبراين )  المسؤؤل الأممي المكلف بملف العمليات الإنسانية ، وخليفة فاليري آموس ، يتفاوض في دمشق  مع وزير خارجية الأسد كيف يطعم الجائعين من السوريين ( أي سوريين ؟!! )  ، متناسيا  عشرات الألوف الذين يحكم عليهم الأسد بالموت جوعا في زنازينه  كانت طائرات شريكه الإنساني تدك  بقذائفها سوقا شعبية في دوما فتقتل أكثر من مائة شهيد ...

لم يستحق هؤلاء الشهداء من المبعوث الأممي الذي كان على بعد أمتار منهم  ولا من مجلس نيويورك ولا من السيد ديمستورا كلمة عزاء ...

هذه هي الحقائق مدركة عارية مفضوحة لا يواريها إلا مغرور أو مفتون ..هذه هي الحقائق التي أوصلتم الشعب والثورة إليها .. أيها المتباكون على الشعب السوري البطل وثورته الجميلة ، هذه هي الحقائق أيها المهرولون وراء الحلول الرخوة ، الحالمون بمجد يصنعه لكم الآخرون ...

أما الطريق الجاد فقد عرفتموه ...

لا تحسبن المجد شهدا أنت لاعقه

لن تدرك المجد حتى تلعق الصبرا

وعندما تكونون أقوياء ، أقدامكم على أرضكم ، وبأيديكم ما تدافعون به عن قراركم ؛ لن يهمكم كثيرا ماذا قال ديمستورا،  ولا ماذا قرر مجلس نيويورك وعندها فقط سيصغون هم إلى ما تقررون وإلى ما تقولون  .

والحق الحق أقول لكم : إني أقول ما تعرفون ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 630