معتقلي السلمية يا منظمات الإنسانية..

معاذ عبد الرحمن الدرويش

يتبجح اليوم نظام الإجرام الطائفي و أتباعه ، بأنه لم تعد هناك ثورة في سوريا ، و أن الذين يقاتلهم ليسوا سوى مجموعات إرهابية تابعة للقاعدة و أن معظم عناصرها من الأجانب.

و يؤكد أن الشعب السوري بات خارج دائرة الصراع في سوريا.

سنأتي معه و سنصدق كل أكاذيبه ، لكن أليس حري بمنظمات حقوق الإنسان أن تستفيد من هذه الثغرة و تطالب بمئات الآلاف من المعتقلين و المعتقلات و الذين من ضمنهم الكثير من الاطفال و النساء ، و معظم هؤلاء اعتقلتهم عصابات النظام الطائفي منذ عهد الثورة السلمية.

و الحقيقة أن معظم معتقلي الثورة السورية تم اعتقالهم في السنتين الاولى و الثانية للثورة و في تلك الفترة لم تكن هناك أي مجموعات مقاتلة غير الجيش الحر.

و لو سألت نظام الإجرام عن أولئك المعتقلين لأكد لك أن كلهم كانوا حاملي سلاح ، و الواقع أن نظام الإجرام لم يدخل إلى معتقلاته أي شخص إلا و أجبره على التوقيع و البصم بأنه كان حامل للسلاح ،و قد أكد ذلك الأمر الكثير من الأخوة و الذين كتبت لهم الحياة مرة ثانية و خرجوا من سجون نظام الظلم و الظلام.

أما من يثبت عليه أنه كان حاملاً للسلاح فإنه لا يلبث في معتقلات النظام الطائفي ساعة واحدة ، و تتم تصفيته جسدياً على الفور و بدون أية محاكمة

فجميع المعتقلين و المعتقلات الذين لا يزالون على قيد الحياة في سجون الظلم و الظلام ، هم من نشطاء الكلمة و الثورة السلمية.

نطالب جميع منظمات حقوق الإنسان أن تطالب بحريتهم ، و بالسرعة القصوى لأنه حسب ما نقله لنا الاخوة الخارجين من هناك - و هم على عدد الأصابع - أن الوضع في معتقلات النظام الطائفي الإرهابي فوق الوصف البشري ، حيث لا غذاء و لا ماء و لا دواء و يتكدس عشرات المعتقلين في غرفة واحدة و الأمراض تتفشى بينهم ، هذا ناهيك عن أساليب تعذيب لا تخطر على بال بشر ،و أنه في كل يوم يشهد معظم المهاجع حالات وفاة عديدة.

أنقذوا ما تبقى من معتقلينا في سجون الظلم و الظلام الأسدية.

وسوم: العدد 630