الفريق علي محسن المفترى عليه

د.محمد صالح المسفر

“علي محسن.. المناسب في المكان المناسب”، وانهالت على بريدي الإلكتروني ووسائل الاتصال الاجتماعي تعقيبات، منها ناكر كل ما قلت عن الرجل من خير، وبعضها من فريق الحاقدين، وآخرون تمجيدا للرجل وكل ما فعل.

(2) 

لن أعقب على ما وصل إليّ مكتوبا، وسيأتي الزمن المناسب للرد على كل من أدلى برأي فيما كتبت حاقدا أو ناقدا، متفقا معي أو مخالفا. جمعتني الظروف بمجموعة ينسبون إلى أرض اليمن العزيز، ودار بيننا حديث يطول شرحه، ولما كانت المساحة، هنا، محددة بكلمات معدودة، فسأختصر الحديث دون إخلال بالجوهر.

يقول أحد رواد المجلس عن الفريق علي محسن “إنه نهب أرض الجنوب وباعها قطعا على حاشيته من الشمال وأصبح من أكبر الأثرياء”، وهو الذي يعتمد على مرتب شهري لا يؤهله أن يكون من بين أغنياء اليمن. وقال آخر “إنه قتل كثيرا من أبناء الجنوب ليمكّن الشمال من الجنوب”، وقِس على ذلك من الآراء. قلت: الفريق أعلن في مؤتمر صحفي: “إذا ثبت زعم أن لي أراضي في الجنوب أو لأحد أبنائي أو بأسماء وهمية، فإني أفوض نائب رئيس الجمهورية خالد بحاح والعقيد الزبيدي محافظ عدن، بحصرها وتسليمها إلى أسر الشهداء”. كان رد أحد المشاركين في الجلسة: لقد باعها -كما قلنا أعلاه- ولا نستطيع أن نثبت أن له أرضا في الجنوب. وقال آخر: إن من السهل تتبع شراء وبيع أراض في اليمن شمالا وجنوبا إذا صدقت النيات، وعندها لكل حادث حديث.

(3)

يقول أحد الجالسين معنا، وهو من أهل الجنوب، “لا تتهموا الفريق علي محسن بأنه قتل آلافا من أهل الجنوب في حرب 1994، فهذا غير صحيح، نحن وحزبنا الاشتراكي الحاكم للجنوب عام 1986 وقادته قتلنا أكثر من عشرة آلاف من أهل الجنوب، ولم يصل عدد القتلى في معركة تثبيت الوحدة في 1994 إلى هذا العدد”.

يؤكد أحد الحاضرين أن معظم قادة حرب تثبيت قواعد الوحدة بين الشمال والجنوب كانوا من القيادات العسكرية الجنوبية، سواء في أثناء الحرب أم بعدها، أذكر منهم العميد عبدربه منصور هادي وهو أحد أهم القادة العسكريين الجنوبيين في أثناء حكم علي ناصر محمد، قاتل من أجل الوحدة، ثم عين وزير الدفاع، واليوم هو رئيس الجمهورية، وكان عبدالله علي عليوة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ثم وزيرا للدفاع، ومحمد ناصر أحمد قائد الإمدادات والتموين العسكري، رقي فيما بعد وزيرا للدفاع، والعميد أحمد مساعد حسين عين محافظ ريمة ثم وزيرا لشؤون المغتربين، واللواء الخضر العفيش، وأصبح اللواء علي الأحمدي محافظ شبوة ثم عين رئيس جهاز الأمن القومي، وعين اللواء حسين عرب بعد الحرب وزيرا للداخلية، وهو الآن وزيرا للداخلية في عهد عبدربه منصور، وعين اللواء علي منصور رشيد فيما بعد وكيل جهاز الأمن السياسي (المخابرات)، والعميد الركن أحمد عبد الله الحسني قائد محور أبين، والعميد أحمد علي محسن محافظ شبوة ثم محافظ حضرموت، وكان اللواء سالم قطن (أبين) قد عين قائدا للمنطقة الرابعة.. ويعتبروا أهم قادة انتصار الوحدة. هذا لا يعني أن الفريق علي محسن لم يكن له دور في تثبيت الوحدة اليمنية، لكن معظم القيادات العسكرية كانوا من الجنوب ولا يستطيع أحد أن ينكر هذه الحقيقة.

(4) 

عندما أُعلن تعيين الفريق علي محسن نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة (رئيس الجمهورية) وأدى اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدربه منصور هادي توالت الاعتراضات على هذا التعيين من قبل قيادات جنوبية وحوثية، فما أسباب الاعتراض؟ في شأن الحوثيين، عداؤهم معروف والفريق محسن خاض خمس حروب ضد تطلعاتهم لعودة دولة الإمامة. ويرد معترضون: الأسباب إلى أحداث حرب الوحدة عام 1994، وقد أكدنا أن معظم قادة تثبيت الوحدة اليمنية قيادات عسكرية وسياسية من الجنوب اليمني، وكان اللواء علي محسن أحدهم، ويتلقى توجيهاته من وزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الحرب، وكلاهما من الجنوب، فلماذا يصبون جام غضبهم على الرجل وينسون الآخرين؟ هناك من يقول إن الفريق علي محسن ينتمي إلى تنظيم التجمع اليمني للإصلاح، وما الضرر في ذلك؟ رجل تُعرف اتجاهاته وميوله الوطنية الوحدوية ومعاداته للباغين على الشرعية اليمنية، خير لليمن وللجزيرة العربية عامة من رجل ذي وجهين ولا تعرف له لونا ولا اتجاها. والرأي عندي أنه لا خطورة على اليمن والجزيرة العربية من تنظيم التجمع اليمني للإصلاح، إنه ليس نسخة مكررة عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر التي يناصبها العداء بعض قادة مجلس التعاون الخليجي.

يرفض ا(لإصلاح) الهيمنة الإيرانية على أي شبر في جزيرة العرب كما يرفضها قادة التحالف العربي (عاصفة الحزم)، يرفضون هيمنة الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح على اليمن مرة أخرى، إنهم يرفضون دولة الإمامة التي كانت سائدة في اليمن والتي يدعو الحوثي إلى عودتها، كما أنهم لا يعملون لقيام دولة الخلافة في اليمن، ولا يعملون لتصدير فكرهم إلى خارجه لأسباب كثيرة لا يتسع المجال هنا لذكرها، فلماذا هذا العداء لقامة عسكرية يمنية وعدم التعاون معه لكي يستطيع اليمن أن يخرج من محنته.

لننسَ الماضي وجراحه ولنبنِ جميعنا يمنا موحدا قويا ونتخلص من زمرة (الثنائي الرهيب صالح والحوثي) الخارجين عن الحق.

آخر القول: الحقد والثأر لا يبنيان دولة ولا يحققان انتصارا على التخلف والتبعية، خذوا العبرة من ألمانيا، توحدت وتحكمها اليوم قيادات كانت في قمة العداء مع الشق الألماني الغربي، واليوم بعض كوادر” الشبيبة الألمانية الحرة” التي كان يهيمن عليها الحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية يحكمون ألمانيا الموحدة، أفلا تعتبرون!!

وسوم: العدد 658