دم جوليو ريجيني لعنة على قاتليه

هل هناك ازدواجية للمعايير ونفاق سياسي وأخلاقي  وخلل  في الفطرة والقيم  أفضح وأوقح من قرار الاتحاد اﻷوربي بحظر المساعدات

 إلى مصر على خلفية تعذيب الطالب اﻹيطالي جوليوريجيني حتى الموت؟؟؟

 ياأيها اﻹتحاد اﻷوربي  المنافق نحن نتضامن مع عائلة جوليو  ريجيني وشعبه ﻷنه إنسان  فهذه أخلاقنا وقيمنا  بل هي أخلاق الشعوب اﻷروبية ﻷنها أخلاقيات الفطرة الغير مسيسة بسياسة الكيل بمكيالين

أما انت يا أيها اﻹتحاد اﻷوربي المنافق الوضيع بأخلاقك وقيمك وموازينك البائدة ،  يا من خولت وكلفت وفوضت العجوز الشمطاء الممثلة لسياستك الخارجية كاترين أشتون ان تتولى مع البرلماني اﻷوربي اﻹسباني برناردينو( والذي يعبث اليوم بملف ليبيا  وبتفيوض من اﻹتحاد اﻷوربي) وبتنسق وبضوء اخضر مع أمريكا صاحبة اكبر تمثال يرمز للمتاجرة بالحرية ...وتنسيق مع الكيان الصهيوني كما ذكرت ليفني وزيرة خارجية الكيان الصهيوني ورئس الشاباك السابق( آفي ديختر ) هذا الكيان الوالغ بدماء أطفالنا وشعبنا في فلسطين، نعم أيها اﻹتحاد قد خولت العجوز الشمطاء ومن معها حسب اعتراف محمد البرادعي عراب السياسة الغربية الحاقدة على عقيدتنا وثقافتنا و منطقتنا العربية واﻹسلامية وذلك بالتأمر و العمل  على مصادرة ونسف ارادة الشعب المصري وإعادته ليكون تحت الحكم العسكري وذلك باﻹنقلاب الدموي الذي لم تشهد مثله اﻹنسانية بشاعة وخسة وسادية وإجراما ،فحصد ألاف اﻷرواح قتلا وحرقا من الشباب والشابات المصريين المحتجين و المحتجات سلمياً في ساحات  رابعة و في الساحات اﻷخرى  وغيرها وعلى مرأى ومسمع العالم  فقد تم ارتكاب  جريمة موثقة على أرض الكنانة بموافقة و إشراف اﻹتحاد اﻷوربي وأمريكا وغيرهم من الحكام العرب أعداء الحرية والديمقراطية ، و كل ذنبهم انهم  طالبو بالحرية والديمقراطية ورفضوا اﻹنقلاب العسكري ورفضوا مصادرة ارادة الشعب المصري المطالب بالحرية وبالديمقراطية ، لقد ذهبت أيها الاتحاد اﻷوربي الى استقبال المجرم القاتل لشعبه سواء في مصر أو غيرها من الحكام الذين وصلوا الى سدة الحكم بالدبابة طرق أخرى غير نزيهة ،كما ساهمت في إجهاض ثورة الشعب السوري السلمية فقد كان لك الدور الكبير  في ايجاد المبرر و المخرج لسفاح سورية وعصابته المدعومة من ايران وحزب الﻻت وأخرين ،نعم ساهمت بإطالة عمر نظام شهد العالم على مجازره وارتكابه أبشع الجرائم ضد اﻹنسانية طيلة خمسة أعوام بمشاركة روسية ،بل ذهبت في نفاقك ﻷبعد الحدود عندما بادر رئيس البرلمان اﻷوربي مارتن شواتز  في 6 نوفمبر 2015 وكذلك وزيرة خارجية الاتحاد  فيديريكا موغيريني بزيارة ايران ثم تقوم كل من فرنسا وبلجيكا وايطاليا ودول اخرى بإستقبال الجلاد روحاني   و هو الذي علق مخالفيه على أعواد المشانق بمن فيهم اﻷطفال، و فضلا عن ذلك رئيس أكبر دولة ثيوقراطية  في العالم حيث تنص المادة 12 من دستورها  على أن المذهب الجعفري هو المعتمد لديها إلى اﻷبد وباقي اﻷقليات أو اﻷصح باقي الشعوب اﻹيرانية  التي ليس لها أي اعتبار أو مكانة  في عقيدة ولاية الفقيه ، حيث لا حقوق لها ولا حريات ،فإيران تتعامل معهم باسلوب  الدرجة الثانية والثالثة.. فلا تعترف بدينهم ولا لغتهم  وتكاد ان لا تعترف بإنسانيتهم و هي  منتهكة  لحقوق اﻹنسان واﻷقليات اﻹيرانية نعم اﻹيرانية داخل ايران ؟؟

 وفي مقدمتهم عرب اﻷحواز اﻹيرانين ، إيران التي هدمت المصلى الوحيد ﻷهل السنة و الجماعة في طهران قبل بضعة أشهر ،و إيران هي  التي لا تسمح بوجود اي مصلى أو مسجد ﻷهل السنة والجماعة  في طهران  ،فانتهاكات حقوق اﻹنسان قائمة ومستمرة وبشكل  ممنهج حسب ما أوردته  بيانات اﻷمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى ، إن الاتحاد اﻷوربي يشارك حقيقة في ويلات شعوبنا المقهورة في أسيا وأفريقيا  و ليس لديه مشكلة أي أخلاقية في التعامل مع دولة ولاية الفقيه؟؟؟

 إنها التقية التي يسلكها ويتبناها اﻹتحاد اﻷوربي، ان الشعوب اﻷوربية وقيمها الديقراطية واﻹنسانية تضعك  أيها اﻹتحاد اﻷوربي في مكان المسائلة ،أيها اﻹتحاد اﻷوربي  لقد اصبحت ساقطا ووضيعا ومكشوف السوءة أمام قيمك التي تعتز بها أمام ناخبيك؟؟؟ وأمام أطفالنا ونسائنا وشعوبنا وستبقى كذلك ما لم تتعامل مع اﻹنسان في مصر وسورية والعراق وفلسطين واليمن وبورما واﻷحواز وغيرها بنفس الطريقة   التي تعاملت بها مع قاتلي جوليو  ريجيني والذي نعتبره أخا لنا في اﻹنسانية.

د.بسام ضويحي                                         

مركز أمية للبحوث و الدراسات الاستراتيجية

وسوم: العدد 659