الأمريكان يعرفوا الحقيقة

غضب نتنياهو اليوم كثيرا جراء قيام السيناتور الامريكي الديموقراطي ( باتريك ليهي ) بإرسال رسالة موقعه من عشرة ممثلين من البيت الابيض الى وزير خارجية بلادهم  السيد جون كيري طلبوا فيها من الادارة الأميركية التحقيق في شبهات بضلوع (قوات الاحتلال الإسرائيلية) في انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان في الارض المحتلة , وقال  هؤلاء النواب إن من بين الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها قوات الاحتلال في الضفة الغربية اعدامات ميدانية وتعذيب سجناء , كل هذا  يصور حقيقة يعرفها الامريكان منذ زمن وليس الان وحتى قبل قيام جيش الاحتلال بإعدام الشبان الفلسطينيين في تل ارميدة بالخليل الاسبوع الماضي , ولم تكن هذه هي السابقة الاولى التي يرسل فيها نواب امريكان ديموقراطيين يطالبوا وزير الخارجية من التحقق في ضلوع الجيش الاسرائيلي بارتكاب جرائم خارج القانون باعتبار ان القانون الأميركي يمنع الولايات المتحدة من تقديم المساعدات العسكرية إلى وحدات عسكرية أجنبية تنتهك حقوق الإنسان, فقد ارسل (باتريك ليهي) رسالة مماثلة قبل عقدين من الزمان تتحدث عن ذات الموضوع, لكن لم تلقي حتى الان اهتماما من الادارة الامريكية .

الحقيقية التي وثقها  الناشط في منظمة بيت سيلم بالصوت والصورة  وصلت كل العالم بما فيهم الامريكان وهي اليوم تثبت ان جيش اسرائيل لا تضبطه قيم اخلاقية ولا انسانية ولا يحترم قواعد المعركة بالمطلق  ,والحقيقة التي يعرفها الجميع ويحاولوا تجاهلها هو "ان الجيش الاسرائيلي هو جيش احتلال لا يتوانى في ارتكاب جرائم الاعدامات الميدانية وتنفيذ علميات ابادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين" , في العام 1956 نفذ الجيش الاسرائيل عشرات المذابح في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية وبطرق ابشع من طريقة اعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف, وفي العام1967 اعدم الجيش الاسرائيلي المئات من الفلسطينيين المقاومين والمدنيين بطرق الاعدام البطيء فقد كان يتعمد وضع المصابين الفلسطينيين على مقدمة الجيبات العسكرية ويدور بهم في المدينة او المخيم حتى يلفظوا انفاسهم الاخيرة  ومن ثم يسلمهم لذويهم وهذه حقيقة مثبته بشهود ,وكل هذا يجري في ظل منع التجول حتى يبقي الناس كالمساجين يشاهدوا قتل ابنائهم من النوافذ فقط .

  يعرف الامريكان انه بين العام 1947 والعام 1950 نفذ الجيش الاسرائيلي والعصابات الصهيونية الاسرائيلية اكثر من اربع عشرة مذبحة  قتل فيها المئات من ابناء الشعب الفلسطيني في قري( ذبحة الشيخ وسعسع و رحوفوت وكفر حسينية وبنياميناه ودير ياسين  وناصر الدين و تل ليفنسكي و مذبحة حيفا وبيت دراس واللد والدوايمة ويازور) ويعرفوا انه بين العام 1950 و 1956 ارتكبت الجيش الاسرائيلي اكثر من ثلاثة عشرة مذبحة في الضفة الغربية وقطاع غزة راح ضحيتها الالاف الشهداء الذين تمت تصفيتهم وفتح النار عليهم من مسافة متر واحد بعد ان قام  الجيش الاسرائيلي بتجميعهم وصلبهم على مداخل المدن وتجهيزهم للمقصلة كان من بين هذه المذابح (مذبحة شرفات و بيت لحم و قرية فلمة و مخيم البريج و قلقيلية و قبيه و نحالين و يالو و غزة الاولى والثانية والرهوة وكفر قاسم وثلاث مذابح في خانيونس) , ويعرفوا انه بين العام 1966 والعام 1970 ارتكب الجيش الاسرائيلي مذبحتين بحق ابناء واطفال وعمال مصر في بحر البقر ومصنع ابو زعبل اثر فصف مصنع ابو زعبل ومدرسة بحر البقر الابتدائية , بين العام 1981 والعام 1983 ارتكبت اسرائيل عشرات المذابح  عرف منهم ( مذبحة صيدا وصبرا وشاتيلا وعين الحلوة وسحمر) , في العام 1985 ارتكبت اسرائيل مذبحة (حمامات الشط )بتونس التي راح ضحيتها عشرات المواطنين الفلسطينيين والتونسيين الابرياء , لم تتوقف المذابح الجماعية عند هذا التاريخ بل استمرت بشكل اكثر ضراوة ففي  العام 1994دفعت الجيش بالمجرم (باروخ غولدشاتين) ليرتكب  مذبحة الحرم الابراهيمي لتنفذ اسرائيل اهداف التقسيم الزماني و المكاني للحرم الابراهيمي في العام كانت مذبحة قانا على الحدود اللبنانية وفي حرم  قوات حفظ السلام الدولية  , وفي الحرب الاخيرة على غزة اعدم الجيش الاسرائيلي العشرات في خزاعة و الشجاعية و بيت حانون و رفح ومازالت توثيقات هذه الجرائم شاهدة حتى الان.

لعل جريمة اعدام الشبان في تل ارميدة بالخليل تفتح ملف هام جدا وهي ان الإدارة الامريكية تعرف الحقيقة كاملة ولم تتحرك حتى الان وتعرف اكثر من ذلك وتصلها التقارير عن كل المذابح الاسرائيلية التي نفذها الجيش الاسرائيلي وقواته الخاصة امتداد من العام 1947 ومرورا بمذابح الاحتلال الاسرائيلي عام 1956 وبيروت وتونس والانتفاضتين الاولى والثانية التي كان الجيش الاسرائيلي يدفع بما يسمي ( القوات الخاصة اوالمستعربين) لقتل واعدام الشبان الفلسطينيين , كل هذا يضع عشرات علامات الاستفهام امام صمت وتجاهل الادارة الامريكية لكل  التقارير التي تضع كل الحقائق جلية امامها ,وبات سؤالنا هنا يتكرر هل صمت الادارة الامريكية سيطول ؟ نقول نعم وعلينا الا نراهن على انصاف الامريكان لنا كفلسطينيين يوما ما ...!! وهذا يعزز وجوب العمل مع باقي افراد المجتمع الدولي ومحاولة تعزيز وتسجيع اصوات رافضة لسياسة واشنطن مع الاستمرار في سياسة محاسبة القاتل والاسراع بالبحث عن السبل والاليات التي تكفل حماية الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال واحترام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949وانفاذ ما جاء في كافة المواد والبرتوكولات الخاصة بتوفير الحماية الدولية للشعوب الواقعة تحت الاحتلال .