نداء وإهابة من الدكتور نزار السامرائي

إلى أصحاب الجلالة والسمو ....

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأمراء دول الخليج العربي المحترمين

أصحاب الفضيلة علماء المسلمين الموحدين في كل مكان 

إلى رجال الفكر والسياسة والإعلام ورؤساء تحرير الصحف ومجالس إدارة ومديري الفضائيات في الوطن العربي 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمحوا لي بتجاوز طرق الخطاب المغلقة مع حضراتكم وأجعل من رسالتي مفتوحة من أجل أن أشهد الله والناس أجمعين على أنني بلّغت وقلت كلمة الحق قبل أن يفوت الأوان.

إنني مواطن عراقي عربي مسلم سني يخاف على عروبة بلده وهويته الإسلامية استنادا إلى دين التوحيد الذي أرسل الله سبحانه وتعالى محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وليس دين البدع والخرافات والأساطير التي تستميت إيران لفرضها بقوة السلاح أو المال والإغراء أو الخديعة والتضليل على سائر المجتمعات الإسلامية، وهنا أجد نفسي مضطرا للاستشهاد بما قاله الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصف أهل العراق بأنهم "أهل الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق"، إلا من رحم ربي، ولذلك أحذركم من سلوك وسوء نية وطوية كل من ارتدى العمامة من أهل السنة ولم يعطها حقها، فتراصف جبنا ونفاقا وطمعا في رضا دولة الولي الفقيه عنه، أو خشية من أدواتها الظالمة التي تبطش بكل مخالف لمنهجها الضال، أما من ركب في قارب العملية السياسية التي ترعاها إيران من السنة العرب فهم شرّ مكانا وأضلّ عن سواء السبيل، لأنهم زعموا أنهم المدافعون عن أبناء جلدتهم ومدنهم ومناطقهم، ولكنهم زاغت قلوبهم وأبصارهم إما جريا وراء السحت أو خوفا من بطش شركائهم في العملية السياسية، هؤلاء مغلوبون على أمرهم ولا يمثلون أحدا ولا يعبرون عن طموحات حتى عوائلهم، فلا تسمعوا لهم كلمة عندما يصورون لكم أنهم يدافعون عن أهل السنة من أجل تجنيبهم التصفية لأن السنة سائرون على طريق التصفية على كل حال، إن هؤلاء في واقع الحال أشد خطرا وضراوة على أهل السنة من الحرس الثوري الإيراني ومليشيا الحقد الطائفي الشيعية الإرهابية التي تحرق الناس وهم أحياء وتعلق أجساد الشباب ثم تقطعها بسكاكين الكراهية حتى تذيقهم عذابا غير مسبوق حتى عند جيوش المغول والتتار، وتبقر بطون الحوامل كي لا يولد مسلم سني يمكن أن يتحول إلى مشروع رفض للبدع والباطل أو يفكر بالثأر لأبٍ أو أمٍّ أو أخٍ أو قريب.

إن العراق ككل، والفلوجة بشكل خاص، خط الدفاع الأول عن الخليج العربي وجزيرة العرب بوجه الحملة الصفوية الجديدة التي تريد إقامة إمبراطورية فارس المجوسية، كما أعلن عن ذلك أكثر من مسؤول فارسي من دون أدنى تردد أو وجل، ولكنني أوكد هنا أن الفلوجة هي خط الدفاع الأخير عن الأمن القومي العربي في المنطقة كلها، وهذا كله يحصل بتواطؤٍ أمريكي إسرائيلي إيراني كواحدة من استحقاقات الاتفاق النووي الذي تم توقيعه من قبل الدول العظمى مع إيران، فأطلق يد إيران للتوسع والهيمنة والعبث بأمن المنطقة واستقرارها، لأن الغرب مخدوع بفكرة أنّ فرض الجهاد عند الشيعة معطّل بسبب غياب الإمام الثاني عشر.

إن إيران ماضية في قضم البلدان العربية الواحد تلو الآخر، لأنها وجدت ترددا أو ضعفا أو تخاذلا عن نصرة أهل السنة في العراق، إما خضوعا لضغوط أمريكية تارة أو لعقيدة باطنية عند البعض تارة أخرى، أو لعدم تأشير حجم الخطر المحدّق بالمنطقة، وإذا تمكنت إيران من تحقيق حلمها بأن تصبح جارا للمملكة العربية السعودية باحتلال كل أرض محافظة الأنبار، فإنها لن تقف أبدا إلا بتحقيق حلمها باحتلال المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، فكيف نسمح لإيران أن تمضي في باطلها ومعنا الحق ونمتلك القدرة على دحرها، ولو أننا اخترنا أن ننصر الله لنصرنا الله سبحانه وتعالى بجنده.

ما يحصل في الفلوجة هو معركة التوحيد ضد الشرك، ودفاع أهلها عن عقيدتهم، ومع الأسف هناك من يصدّق بأن الحكومة الطائفية في بغداد تريد طرد داعش منها، هذا ليس صحيحا أبدا لأنها هي التي تواطأت على الانسحاب من عدد من المدن العراقية، إن المطلوب تشييع المنطقة ومدّ طريق بري سالك بين المنذرية على الحدود العراقية مع إيران إلى التنف على الحدود بين العراق وسوريا كي تحتفظ إيران بموقع استراتيجي على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط وعندها تبدأ بفرض شروطها على دول المنطقة، إن الحكومة الطائفية في بغداد والمعبرة عن مصالح إيران والمنفذة لمفردات مشروعها الطائفي التوسعي، هي الجزء الخطر من أدوات اللعبة، لأنها تتظاهر بالحرص على أمن العراقيين واحترام معتقداتهم، ولكنها تتغافل عامدة عن خطوات تشييع العراق الجارية بكل قوة على نفس الأسس والأساليب التي اعتمدها الصفويون في إيران بعد وصولهم إلى الحكم عام 1708م.

لذلك أناشدكم وربما لن تتاح فرصة أخرى لتكرار ندائي لكم إذا ما سقطت أندلس الشرق، أناشدكم أن تدافعوا عن عروبة الخليج العربي وجزيرة العرب فالقتال دفاعا عن هدف استراتيجي لا يحصل فوق أرضه وإنما أمامه بل يجب نقل المعركة إلى أرض العدو، هناك عرب في إيران وهناك سنة من البلوش والأكراد يتطلعون إلى كل يد بيضاء تمتد إليهم فلنبادر باحتضانهم.

تحاموا عن الأمن القومي للمنطقة، فإذا حصلت الكارثة في العراق لا قدر الله فإن اليمن ستشتعل من جديد على أيدي الحوثيين عملاء إيران، وستلتهب سوريا ويذبح سنته، ومن سيبقى منا سيجد نفسه غريب الوجه واليد واللسان.

فسارعوا إلى نجدة إخوانكم الذين يقاتلون نيابة عنكم وعن دينهم ودينكم الذي ارتضى الله لكم ولهم، ويدافعون عن أعراض كل العرب وأرضهم، وهم يبذلون الغالي والنفيس من أجل أن تبقى كلمة الله هي العليا، فلا تصغوا إلى من يتهمكم بمساعدة داعش، لأنكم إنما تدافعون عن مستقبل الأجيال العربية كلها.

إن الصفويين لم يعودوا يكترثون لتهمة وهم يتدخلون في كل مكان بلا خوف أو تردد، لأنهم مطمئنون أن أحدا من الغرب أو الشرق لن يعترض عليهم طالما كان مشروعهم ضد العرب والمسلمين الموحدين السنة الذي يرى فيه الغرب والشرق الخطر الأكبر.

تقبلوا خالص التقدير من قلب أوجعه إغفال الأمة لنزفه الراعف ولجرحه المتوسع والممتد على طول الساحة الإسلامية وعرضها مع الوقت والصمت العربي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور نزار السامرائي

سياسي وكاتب عراقي

الجمعة 20 شعبان 1437

الموافق 27/5/ 2016

وسوم: العدد 670