قبل أن تطلبي الطلاق

د. محمد رشيد العويِّد

عبارة قالتها إحدى الزوجات خلال استشارتها لي حول ما تفعله تجاه خلافها مع زوجها الذي وصل إلى المحاكم .

هذه العبارة هي : ( صحيح أنا تعبانة مع زوجي .. لكني بعد الطلاق رح أتعب أكثر ) .

فيا أيتها الزوجات الفاضلات ، أعلم أنكن تواجهن مشكلات كثيرة مع أزواجكن ، ولعلكن تشكين من بخلهم عليكن ، أو قسوتهم معكن ، أو عدم فهمهم لَكُنّ ،أو تقصيرهم تجاهكن ، أو انشغالهم عنكن … لكن هذا كله ، حتى لو اجتمع في أزواجكن ، يبقى أهون من الطلاق ، لأنكن ستعانين بعده أكثر إذا حملتنمسؤوليات الأب والأم معاً .

إن ما تراه الزوجة بخلاً من زوجها عليها يبقى أهون من أن لا ينفق عليهم بعد الطلاق . حتى وإن حكمت لك المحكمة بالنفقة فقد تجدينها أقل مما كان ينفقهعليكم .

وإن كانت الزوجة تشتكي قسوة زوجها عليها فقد تكون قسوة بُعْد الزوج عنها وعن أولادها أقسى من هذا كثيراً .

وإذا كانت الزوجة تعاني مما تسميه عدم فهم زوجها لها فإنها قد تعاني من عدم فهم جميع من حولها لها من أهلها وأقاربها وغيرهم بعد الطلاق .

حتى ما تصفه الزوجة بتقصير زوجها عليها يبقى أرحم إذا ما قارنته بما خسرته من أمور كثيرة كان يؤديها زوجها لها ويوفرها لأولادها .

أما شكوى الزوجة من انشغال زوجها عنها فلعله يهون عليها بعد أن تجد كل أهلها بعد طلاقها أكثر انشغالاً عنها بأعمالهم وزوجاتهم وأولادهم .

فيا أيتها الزوجة الفاضلة ؛ قبل أن تطلبي الطلاق من زوجك ، أو تكلفي محامياً بأن يقيم لك دعوى لتحصلي عليه ؛ فكري بخساراتك الكثيرة بعد الطلاق .

وسوم: العدد 676