يا لها من مشكلة بسيطة!

مجاهد مأمون ديرانية

سألني صديق فلسطيني مهتم بالثورة السورية ومتابع لأحداثها، قال: لم أعد أفهم شيئاً مما يجري في الشمال  السوري مؤخراً، فأرجو أن توضح لي: مَن مع مَن ومَن ضدّ مَن؟

قلت: عجيب، ما الذي لا تفهمه؟ الأمور واضحة جداً. سأعرضها لك بإيجاز:

1- الأكراد الانفصاليون ضد داعش وفصائل الثورة، وتؤيدهم أمريكا، وهم ينسقون مع نظام الأسد أحياناً ويقاتلونه في أحيان أخرى، وتسعى تركيا بكل قوتها لإحباط مشروعهم الانفصالي.

2- داعش ضد الثورة والأكراد، وتقاتلها أيضاً أمريكا وروسيا وتركيا، وتضغط أمريكا على أكثر الفصائل لعدم قتالها وتدفع بعض الفصائل لقتالها في بعض الأحيان، وهي في حالة تنسيق غير معلَن مع نظام الأسد، وفي حالة سلام ووئام مع إيران.

3- جيش النظام ضد الأكراد وداعش ويقاتلهما في بعض الأحيان، وينسق عملياته مع الأكراد بشكل علني ومع داعش بشكل سرّي في أكثر الأحيان، وهو ضد فصائل الثورة بالمطلق، ومعه إيران وروسيا والمليشيات الرافضية وحزب اللات، ولم تمسّه أمريكا قط، ولا حتى بالرصاص المطاطي، وإن تكن قصفته كثيراً بالتصريحات والبيانات.

4- الفصائل الثورية تقاتل نظام الأسد والأكراد وداعش وإيران وحزب اللات والمليشيات الرافضية الإيرانية والعراقية، ويقاتلها أيضاً متطوعون فلسطينيون ومصريون ومرتزقة من كوريا وباكستان وأفغانستان، وتقصفها روسيا باستمرار وقصفتها أمريكا في بعض الأحيان.

5- تركيا مع الثورة، وهي ضد الأكراد الانفصاليين وضد نظام الأسد وضد داعش، وتنسّق مع روسيا مؤخراً. روسيا ضد فصائل الثورة كلها وضد داعش، وتنسّق مع إيران والنظام. إيران مع النظام وضد الثورة وتركيا، وهي تنسق مع روسيا وأمريكا. أمريكا تزعم أنها مع الثورة فيما هي تحاصرها وتمنع عنها السلاح النوعي، وهي تسعى إلى المحافظة على النظام وتصر على استمرار دوره المحوري في مستقبل سوريا، وتنسّق مع روسيا وتركيا وإيران. ولا تنسَ الغائب الحاضر واللاعب الخفيّ الأكثر تأثيراً من وراء الكواليس: إسرائيل، وهي تنسق مع أمريكا وروسيا وإيران والنظام.

*   *   *

أخرج صاحبي من جيبه علبة تحوي أقراصاً ضد الصداع، فبلع قرصين وقال: كنت أظن أن مشكلة فلسطين هي أعقد مشكلة في العصر الحاضر حتى رأيت مشكلة سوريا، وأجزم أنها أعقد مشكلة في التاريخ. أعانكم الله.

وسوم: العدد 682