١٧ فرقاً بين جماعة النور وجماعة جولن

17 فرقا بين جماعة النور وحركة غولن وتبيين أن حركة غولن ليست من جماعة النور . 

1/ المركزية.

المركزية في جماعة النور تتمثل بالكتاب " اي اﻹلتفاف حول رسائل النور" وتجعله مرجعا لها.

اما المركزية في حركة غولن فهي للاشخاص  "اي فتح الله غولن ومن يوصي بهم من طرفه"  وما تمليه افكارهم

2/ التقديس.

كان الاستاذ النورسي يرفض بشدة كل ما يوحي بتقديس اوتعظيم شخصه ، وكان يهرب من الاحوال التي قد تفهم انها كرامات شخصية ،ويكتفي بالتوافقات الواردة بحق رسائل النور والتي هي من قبيل العناية الالهية ،وقد اوصى ايضا بأن يكون قبره مجهولا .

واما فتح الله غولن فإن صمته وسكوته عن كلام اتباعه وطلابه حول وصوله الى مقامات ومراتب معنوية عالية ، وأنه يتلقى مكاتيب ربانية، إنما يدل على رضاه وتصديقه وقبوله لهذه الادعاءات، وحتى انه لم يكذِّب او ينفي مقولة طلابه عن لقائه الرسول صلى الله عليه وسلم كل يوم خميس.

3/ الحركة الإيجابية المثبتة.

ان الاستاذ النورسي عندما شاهد طفلة صغيرة من نافذة السجن، وسأل عنها فقيل أنها ابنة ذلك المدعي العام (الذي حكم عليه بالاعدام) فلم يدعُ على ذلك المدعي العام لاجل تلك الطفلة البريئة المسكينة (الامر الذي يبين مدى عظيم شفقة الاستاذ النورسي)

واما فتح الله غولن فلتوهمه ظلما من الحكومة التركية (ولم يثبت هذا الظلم) فقام مباشرة بالدعاء عليها من خلال شاشات التلفزة وأمام الملأ وفي الجرائد ، ولم يتوانى عن نشر هذا الامر على وسائل الاعلام كافة .

4/ قبول الهدايا والاموال.

الاستاذ النورسي لم يقبل هدية ابداً، ولم يقم باية خدمة مقابل مال او مقام و إنما كانت غايته رضاه سبحانه ، ولم تُبنَى جماعة النور على اي اهداف مادية ، وحتى ان افرادا من الجماعة ارادوا التجارة لم يسمح لهم الاستاذ بالقيام بهذا الامر باسم الجماعة وانما باسمهم ولصالحهم الشخصي (حفاظا على سر الاخلاص)

واما اعضاء حركة غولن فانهم شكلوا رؤوس اموال ضخمة وقوىً مادية جسيمة، من خلال فتحهم البنوك ومراكز التعليم الخاصة والمركز التجارية وكله باسم الجماعة.

5/ المنهجية.

جماعة النور التي يرجع تاسيسها الى ايام الدولة العثمانية ترتكز على ثلاثة اسس :

أ/ كتب حقائق الايمان ( كليات رسائل النور ) حيث بيَّن الاستاذ فيها أسس و حقائق الايمان و قدم من خلالها تربية ايمانية رفيعة وعلاجات ناجعة لهذا الزمان . 

ب/ كتب الملاحق و التي من خلالها بين الاستاذ مسلك و منهج خدمة رسائل النور و ذكر فيها ايضا الامثلة و القواعد التي ينبغي اتباعها في الخدمة والسير تماما تحت توجيهاتها . 

ج/ المدافعات في المحاكم و التي تبين كيفية و أصول الرد على المهاجمين المعترضين او  على رسائل النور

 و اما حركة غولن التي نشات تحت جناح و ظل جماعة طلاب النور و استفادت من تجربة الاستاذ النورسي و كسبت بالتستر شعبية كبيرة و بعد سنة 1970 بدأ غولن بتطبيق منهجية مغايرة عن جماعة طلاب النور و لم يلتزم بالنقاط 2 و 3 التي ذكرت آنفا اي لم يلتزم بمنهج الاستاذ النورسي في الخدمة و سلك طريقا خاصا به .

6/ المسمى.

كان الاستاذ النورسي و حسب تعبيره يصف طلابه بكلمة "نورجو"  اي النوريين او طلاب النور و كان طلابه لا يتوانون عن وصف انفسهم بهذا الاسم .

و اما حركة غولن لم تسمي نفسها بهذه التسمية و فضلوا تسمية انفسهم باسم جماعة فتح الله غولن و حتى ان فتح الله غولن نفسه لم يقبل ان يطلق عليه اسم نورجو او طالب نور ولكنهم سرقوا مصطلح الخدمة ليخادعوا به الشعب المسلم .

7/ احترام حقوق التأليف.

سمح الاستاذ النورسي بطبع رسائل النور وأيضا سمح بطبع رسائل النور بالحرف اللاتيني، ولكنه لم يسمح بتغيير كلمة او مصطلح واحد من رسائل النور.

بينما حركة غولن فانها عملت على تغيير وتحريف الكثير من مصطلحات رسائل النور بزعم تبسيط المفاهيم على حد قولهم ونسبة هذه التحريفات الى اﻷستاذ بذاته الامر الذي جعل طلاب النور ينكرون هذا ويرفضونه بشده ، ولكن حركة غولن لم يصغوا الى اي من هذا النكير وتعدوا على حقوق المؤلف بكل راحة ولم يحترموا وصية الاستاذ وضربوا بكل اﻹعتبارات عرض الحائط علما أن ورثة حق النشر والمحافظة على الرسائل على قيد الحياة وينكرون بكل الوسائل هذا الفعل . 

8/ التعلق بالاشخاص.

تَعتَبِرُ حركة غولن الاستاذ النورسي عالم دين كبير ادى مهمته وواجبه الديني وتُولي شخصه فقط الاهمية (وتهمل رسائله ودساتير خدمته)، بينما يحافظ طلاب النور على منهج الاستاذ في الخدمة ويستمرون بقراءة رسائل النور والاستفادة منها، اي انهم لا يكتفون بشخص وذات الاستاذ دون مؤلفاته ومنهجه.

9/ العلاقة مع السلطة.

ان الجماعة التي تتخذ رسائل النور منهجا لها تقف على مسافة واضحة من السياسة ، ولا تقوم بالحركات السياسية باسم الجماعة او تمثيلا لها ، وقد اوصى الاستاذ ووراثه طلبته الراغبين بالدخول الى المعترك السياسي، بالدخول بشكل مستقل و ان لا يكونوا ممثلين عن الجماعة ،ويكتفي طلاب النور عموما باعطاء ارائهم عن طريق صناديق الاقتراع ، والتصويت لاي حزب يسمح بالحريات الدينية. ويجعل العدالة والمساواة اساسا له.

واما حركة غولن فبتأسيسه تنظيما هرميا فهو يهدف الى الامساك بزمام السلطة، عن طريق منتسبيها الذين تسنموا مناصب مختلفة في قطاعات الدولة ، وهذا الامر حققوه بمختلف الاساليب الملتوية وغير الشرعية ليشكلوا بذلك دولة داخل الدولة .

10/ الشفافية و الصراحة

ان الجماعات التي نهجت طريق الاستاذ النورسي لم تتحرز او تتخوف من اي شيء بل اعتمدت على الشفافية في منهجيتها و فتحت ابوابها للجميع.

و مخالفة لمنهج الاستاذ فان حركة كولن اعتمدت السرية و الكتمان في مساعيها و خططها و اصبحت مجموعة منغلقة شديدة السرية.

11/ مفهوم الصدق

لم يتخلى الاستاذ في حياته و منهجه و رسائله عن قول الصدق في كل المحاكم التي حوكم فيها و هو المشهور بقوله :" انما الحيلة في ترك الحيل ".

بينما حركة غولن فانها اتخذت وسائل انتهازية انتفاعية كوسائل طبيعية ومشروعة في نظرها للوصول الى مآربها، واصبحت الثروة و الشهرة هوسا و شغفا لهم.

12/ العلاقة مع القوى العالمية .

لم يعرف عن  الاستاذ النورسي من خلال حياته كلها مساومته وتعامله مع القوى العالمية(امريكا والغرب عموما)رغم تسميمه أكثر من 18 مرة من قبل الحكومة،

اما فتح الله غولن فانه له اكثر من 15 سنة خارج تركيا و اظهر موقفا موازيا و مماثلا لللوبي الصهيوني و خطابا سياسيا موافقا له،وعمل على تاسيس علاقات ومصالح مع امريكا والدول الغربية.

13/ العلاقة بين الدين و القوى السياسية .

في عام 1973 فان اخر الاتهامات الموجهة نحو الاستاذ و التي تقول "انه يستخدم الدين لاغراض السياسة" انتهت ببراءته و اعادة جميع رسائله و كتبه 

و بعد حادثة 17 كانون الأول 2013 التي حدثت بين حركة غولن و الحكومة التركية فان طلاب النور و على راسهم طلبة الاستاذ النورسي (الورثة) وقفوا بجانب الحكومة الشرعية في تركيا و اصبحوا على اختلاف جذري مع حركة غولن بشكل واضح للجميع،

و اتخذوا مقولة الاستاذ " اعوذ بالله من الشيطان و السياسة " اساسا للتعامل مع هذا الموقف بعدم خوضهم مع المجريات، وقد عبر الطلاب الوارثين للاستاذ النورسي عن  ان الحكومة الحالية افضل من في الساحة السياسية

و اذ كان و لا بد من تغييرها فيجب انتظار زمن الانتخابات و المنافسة بشرعية من خلال صناديق الاقتراع،

و اما حركة غولن فتصرفت و كانها حزب سياسي مشارك في السلطة و اصبحت تعمل على الاطاحة بالحكومة القائمة بكل ما لديها من سبل و وسائل.

14/ الاهداف الاستراتيجية

نرى ان الاستاذ النورسي قام باتخاذ استراتيجية تقوم على التركيز على الوظيفة و ترك النتائج لحكمة القدر الالهي الامر الذي ذكره في رسالة الاخلاص و طبقه في حياته القائل بعدم التدخل في الوظيفة الالهية،

و لكن حركة غولن تدعي هذا الامر ظاهرا الا انه يفهم من تطبيقاتهم و فعالياتهم انهم ينتهجون استراتيجية الاعتماد على النتائج و يبنون وظيفتهم على اساسها، و قد خلطت حركة غولن بين مفهوم العمل لوجه الله (الذي كان طريق النورسي) و العمل تمثيلا عن الله ( الذي كان منهج حركة غولن )

15/ الجماعة الدنيوية و الجماعة الاخروية.

و يظهر ايضا فرق جلي في مفهوم الكمية و النوعية لدى الطرفين حيث  ان الاستاذ بديع الزمان سعيد النورسي قد جعل الاخلاص اهم اساس لديه و قد رفض الاستاذ الذين اخلوا بسر الاخلاص جراء المنافع المادية،

و قد عمل الاستاذ النورسي على جعل هدف طلابه اخرويا و بهذا تشكلت جماعية اخروية،

و اما حركة غولن فقد جعلت الاخلاص في المرتبة الثانية و كان همها تكثير منتسبيها عن طريق مسمى الفدائية و الطاعة التامة للجماعة و قد جعلت المنافع الدنيوية هدفا اساسيا لنموها الامر الذي جعلها جماعة دنيوية و من هذه الزاوية اصبح الفرق واضحا للعيان

16/ العلاقة مع الجماعات الإسلامية الاخرى.

ان جماعة طلاب النور توصي باتباع الدستور القائل  " يجب عدم القول بان مسلكي هو الحق فقط "

الامر الذي يقضي ببطلان مسالك الاخرين

وبهذا الوجه يفتح مجال التعاون مع الاخرين،

اما حركة غولن فكانت تنظر إلى الجماعات الاخرى نظرة استعلاء و تبقي مسافة بينها و بين غيرها

و تتهرب من العمل الجماعي و الاندماج مع الآخرين

17/ كيفية الرد على الظلم .

ان الاستاذ سعيد النورسي قبل ان يخرج الى اورفا (المكان الذي توفي فيه)  قد كانت اخر جملة له هي " لم يفهموني " و كان يعاني الظلم و السجن و التعذيب من حكومات ذلك الوقت و كان اخفها الاقامة الجبرية و النفي و اكتفى بالاعتراض على الظلم و لم يقم باي عصيان كما يفعل كبار الائمة و العلماء

اما حركة غولن فانهم عندما توهموا على حد قولهم تعرضهم لظلم من الحكومة القائمة فانهم بدأوا بالقيام  بعمليات ضد الحكومة بما يشبه انقلاب 28 شباط 1997  الذي كان انقلابا على مستوى العسكر و الشرطة و الاعلام و القضاة و منذ ذلك الحين استمروا الى ان  واجهتهم حكومة قوية و لولا ذلك لتحولت تركيا الى بلد تعمه الفوضى.

وبما مضى يتبين أن هذه الحركة تسترت بظاهر الجماعة وحاولت التلبس بلباسها لجمع الحشود الشعبية المسلمة حولها لتصل الى مصالخ دنيوية ومناصب سياسية

 ومنهج طلاب النور يرفض ذلك ولا يسعى الا الى تحقيق اﻹيمان في القلوب والتوجه الى الله والدار اﻵخرة . 

وسوم: العدد 682