على الرغم من الإسلاموفوبيا

لقد همشت العلمانية الدين المسيحي في أوروبا.. ولأن الفراغ مستحيل علميا.. فلقد أخذت العقائد الدينية الأخرى - وخاصة الإسلام – تملأ الفراغ الديني في أوروبا.. رغم مظاهرات أحزاب اليمين والمنظمات العنصرية التي تصيح محذره من "أسلمة أوروبا".

لقد زادت معدلات الالتفات إلى الإسلام والدخول فيه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م.. فأصبح عدد الذين يدخلون فيه بأمريكا- سنويا- أكثر من 20 ألفا وفي أوروبا أكثر من 23 ألفا.

وفي إنجلترا عام 2011، بلغ تعداد المسلمين 2,700,000 والمتوقع أن يصبحوا عام 2021م 4,000,000 وفي عام 2031، 8,000,000 وربما 15,000,000 بعد 30 سنة من الآن.

كما يتوقعون ألا يسمع طنين أجراس الكنيسة في لندن بعد ثلاثين عاما، فلقد قفز عدد الملحدين الإنجليز من 7,000,000 عام 2001م إلى 14,000,000 عام 2011 أي أكثر من الضعف، فأصبحوا يمثلون 48% من سكان لندن وحدها، ومن المنتظر أن يبلغ عدد الملحدين في عام 2041م 77,000,000.

وبسبب تفكك الأسرة، وقلة المواليد، للأنانية المادية وسيادة ثقافة الشهوة واللذة العلمانية، سبق اسم "محمد" اسم "جورج" في مواليد 2006م، واحتل المرتبة الأولى قبل اسم "جاك" و"هاري" في مواليد 2009م، فلقد أطلق عام 2009م على 7,549 طفلا من جملة المواليد في إنجلترا وويلز، البالغ عددهم 706,248 طفلا، وبينما زاد عدد المسلمين نصف مليون في أربع سنوات (2004م – 2008م) نقص عدد المسيحيين في المدة نفسها مليونين!

كما أن الشريحة الأكبر من المسلمين تتكون من صغار السن، بينما الشريحة الأكبر من المسيحيين – أو من يصنفون أنفسهم مسيحيين – فوق سن الـ70!

وبسبب تفكك الأسرة والشذوذ الجنسي بين الجنس الأبيض انخفضت نسبة هذا الجنس لسكان العالم من 28% عام 1915م إلى 18% عام 2015م.

وفي فرنسا يبلغ عدد المسلمين 6,000,000 حسب الإحصاء الرسمي و8,000,000 حسب إحصاء الجمعيات الإسلامية، وفيها أكثر من 1,080 مسجدا وزاوية، ويعتنق الإسلام فيها سنويا أكثر 3,600 فرنسي.

وفي روسيا الاتحادية كان عدد المساجد عند سقوط الشيوعية عام 1991م 98 مسجدا، فبلغ عددها عام 2008م 7,200 مسجدا، ويبلغ عدد المسلمين 23,000,000، أي واحد من كل خمسة، ومن المتوقع أن يصبح المسلمون أغلبية في روسيا عام 2050م.

وفي بلجيكا 25% من السكان مسلمون، و50% من المواليد مسلمون! وسيشكل المسلمون غالبية سكان بروكسيل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، بعد أقل من 20 عاما، ومنذ عام 2001م أصبح اسم محمد الأكثر انتشارا بين مواليد بروكسيل.

وفي عموم أوروبا، يبلغ عدد المسلمين الآن 52,000,000 وسيرتفع هذا العدد إلى 104 ملايين خلال الـ20 سنة المقبلة.

إنها لغة الأرقام المفصحة عن صنيع العلمانية بالدين في أوروبا، الكأس المسموم الذي تجرعه الأوربيون والذي يحاولون أن نتجرعه – نحن المسلمون – لنلقى المصير نفسه!

وسوم: العدد 683