ضد الحرب كنا وضد الحرب ما زلنا

بعض الناس يسيء الفهم فيسيء التقدير والتقرير ...

هذه الحرب التي تدور على أرضنا ، فرضها على الشعب السوري ابتداء بشار الأسد وحلفاؤه ، وسعّرها وصعّدها بشار الأسد وحلفاؤه ، ووسع رقعتها ونشرها بشار الأسد وحلفاؤه ، وتفنن في استخدام أسلحتها من البندقية إلى الدبابة والمدفع والصاروخ والطائرة والسارين والكلور والعنقودي والفراغي والخارق والحارق من النابلم ومشتقاته بشار الأسد وحلفاؤه ، وفتح فيها الباب للحزبللاوي والإيراني والباكستاني والأفغاني والروسي بشار الأسد ...

مسؤولية هذه الحرب ، ابتداء وانتهاء، لا يتحملها الشعب السوري ، ولا يتحملها أي فصيل من فصائله ، ولم يكن على الأرض السورية قبل هذه الحرب المفروضة متشدد ولا متطرف ولا إرهابي ولا آفاقي استفزه مشهد الدم والقتل ففزع ...كل مسئولية الأحرار السوريين أنهم لم يستكينوا ولم يخضعوا ولم يذلوا وما نظن أنهم سيفعلون ..

العالم كله ، السياسي منه والإنساني الرسمي منه والشعبي ، يكتم انبهاره بشجاعة السوريين وإقدامهم وثباتهم وصبرهم ومثابرتهم . يتساءل لافروف لماذا لا يهرعون إلينا أمجانين هؤلاء ؟! نقول له :

أحلامنا تزن الجبال رزانة ... وتخالنا جنا إذا ما نجهل

سيقرأ السوريون مستقبلا ومعهم كل العالم من تقارير البطولة وأخبارها غير الذي يسمعونه اليوم . حكايات اليوم غرضها الانضمام إلى الخارق والحارق في التخذيل والتثبيط والتشويه . تقارير اليوم يكتبها المتواطئون ، ويشارك فيها القاصرون ، فليس للثورة السورية إعلام راشد يحكي حكايات البطولات ، والبطولات ليست فقط بطولات ميدان على روعة ما في الميدان من بطولات . حتى على صفحات التواصل يعجز الخليون القاصرون فيها عن الكلمة الطيبة ، وأن يقول أحد لآخر أحسنت ، فالناس إلى حديث التنابذ والتدابر أسرع من ماء إلى منحدر ، ويغيب الراشدون وإرادتهم ....

ضد الحرب كنا ، وضد الحرب ما زلنا ، وضد الحرب التي تدار على أرضنا سنبقى ، ضد الحرب ، وضد من يسعّرها وضد من يحشّها . ضد الحرب مائة مرة ولكننا ضد الانكسار والخضوع والخنوع ألف مرة . نحن على أرضنا ندافع ، ونتصدى ، ونأبى وهذه هي الحقيقة التي يجادل فيها المجادلون ، ويراوغ عنها المراوغون ..

الحرب مطلب الأسدي والإيراني والروسي ومطلب كل الساكتين عنها المتواطئين عليها وليست مطلبنا نحن السوريين ، ولا هي وسيلتنا . مطلبنا الأولي عدل وكرامة وحرية في ظل شريعة ربنا ، ووسيلتنا دعوة بالكلمة ، ورفض بالإباء ...

نحتاج إلى تقرير هذا وتأكيده دائما حتى يعلم الناس ...

من هو الإرهابي ، ومن هم حواضن التطرف والطائفية والإرهاب ...

الحق يقوم بنفسه ولا تصنعه دعاوى الأقوياء

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 685