الروس سيتابعون قتل السوريين حتى تُرفع عنهم العقوبات الأوكرانية

لا مسلمون يغضبون... ولا سوريون يغضبون !!ـ

وبعد أن سقطت جميع الأوراق ، وانكشفت جميع السوءات ، واتضح للجميع أن الروس سيظلون يقتلون السوريين ، الأطفال والنساء ، ويدمرون من سورية المدارس والمساجد والمستشفيات والأسواق ، احتجاجا على العقوبات ( الأمريكية – الأوربية ) التي فرضت عليهم ، يوم احتلوا أوكرانيا ، وابتلعوا القرم . وأن حكاية مقاتلة الإرهابيين ومشتقاتها وتوابعها ما هي إلا إعلانات ذرائعية ، يدفع ثمنها السوريون الأبرياء ، الذين كتّف المجتمع الدولي والإقليمي أيديهم ، وربطهم بإحكام إلى كرسي الإعدام (باستنزاف الدم) قطرة ..قطرة ، تجاوبا مع مشروع بشار الأسد في إعدامهم بالتجويع والقتل : عضوا ..عضوا .. وعرقا ...عرقا . هل حقا

العجيب في المشهد الواضح كل ما فيه ، الناطق بالجريمة والشاهد بها وعليها ؛ أننا لا نكاد نسمع صوت استنكار أو إدانة لا من مسئول مسلم وما أكثر أدعياء الإسلام ، ولا من كبير عربي وما أكثر المتلفعين بعباءات العروبة ، ولا من وطني سوري متصدر ، وما أكثر حسيس هؤلاء وهسيسهم وشخيرهم ونخيرهم ...

هل حقا أن هؤلاء في حالة من الضعف وفقدان الحول والطول بحيث يعجزون عن أن يصرخوا في وجه القتلة والمجرمين والمناورين والمتواطئين : كفى ...؟!

هل تعجز الدول العربية ، أو أصدقاء الشعب السوري منها على الأقل، أن تقلب ظهر المجن للعدو الروسي ، فتستبدل لغة المهادنة والمداهنة بلغة المناهدة ؛ فتطرد السفراء ، وتلغي الصفقات ، وتقطع العلاقات ، ليعلم بوتين ومن ورائه كل روسية أنها تحكم بالإعدام على يومها وغدها في هذه المنطقة على المدى المنظور ؟!

هل تعجز الدول العربية والإسلامية أن ترد على مؤتمر غروزني بكل ما كان فيه بدعوة مسلمي المستعمرات الروسية إلى التحرر، والتوجه إليهم لينضموا إلى أهل (السنة والجماعة) بدلا من خنوعهم في ظل أهل الفجور والخلاعة ، فيرد العدوان بما يليق ويردع ...

ماذا سيكون موقف الروس والأمريكيون وكل أشرار العالم ، لو فاجأتهم عشر دول عربية وإسلامية بتأمين نظام كامل للدفاع الجوي تجعل من كل مجاهد سوري قلعة صمود وتحد ؛ بدل من أن يظل هؤلاء الأبطال الميامين أهدافا مستباحة للروس والأسديين ...ويح ويحهم قومي وما عسى الروس والأمريكيون أمام وحدة كلمتهم يفعلون ...؟!

أما هؤلاء السوريون المسترسلون الناكسو الرؤوس ، المفرطون بالثوابت ، الجارون وراء الوهم ومسوقونه في سياق ثورة نادت كل قطرة دم من دماء شهدائها وأطفالها ونسائها : ما لنا غيرك يا الله ، فهم العقبة الكأداء ، والثغرة التي أطل منها كل هذا البلاء ...

ويمغمغون ويجمجمون ويحمحمون والله من ورائهم محيط ..وإلى الله نشكوهم بما خذ لوا ، وبما تخاذلوا ، وبما فرطوا وبما ضيعوا ...

أيها المجاهدون السوريون الأحرار الأبطال أنتم والله وما يعرض عليكم ، وما يراد بكم ، ويزين إليكم ، وما يدعونكم للصيرورة إليه ، والتوقيع عليه بين خيارين : نصر أو شهادة ، أو استسلام زينه ابن العلقمي للمستعصم، فكان أن دُيّث المستعصم بالصَّغار ، ووطئ بالأقدام ...

أيها المجاهدون الصامدون

أجدادكم قالوا : الطعن في ثغر النحور ، أكرم منه في الأعجاز والظهور. وقد اخترتم طريقا سبقكم عليه إخوانا فإن كنتم تعتقدون أنهم على حق مضوا فامضوا حيث رأوا ورأيتم ، وإن رأيتم الأخرى فهي والله الموت مع الذلة في الدنيا والخسار والبوار في الآخرة ...

لا تغرنكم وثائق المجتمع الدولي ، ولا ضمانة مجلس الأمن ، ولا تخاريف يزينها لكم الصِّغار من أهل الصَّغار ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 685