ظاهرة التطرف والعنف

هيئة التأصيل الشرعي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

تمهيد:

لا يمكن أن تُنسب ظاهرة التطرف والعنف إلى مجتمع بعينه، ولا إلى ملةٍ أو نحلة ما، وإذا بحثنا في نصوص الإسلام العظيم سنجدها أكدت على معاني الحق والعدل والاعتدال واليسر والوسطية وحفظ حقوق الإنسان وكرامته وحياته؛ قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾ [البقرة: 143].

﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِوَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90] 

﴿ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ﴾ [الإسراء: 33] 

إشكاليات جدلية مهمة:

في صدد البحث عن هذه الظاهرة نواجه جملة من الإشكاليات؛ منها:

ما هو التطرف؟ وما هو الإرهاب؟ ومن هو العنيف؟ ومن هو الإرهابي؟ فإنك تلاحظ كيف توزع هذه الأوصاف جزافاً، وأحياناً قد يطلقها بعض على من يدافع عن حقوق مسلوبة، أو يرد عدواناً عن نفسه وعرضه وماله ووطنه ودينه.

وإشكالية أخرى:

 أن من ينخرط في العنف والتطرف - أياً كان-، يسعى ليشكل منظومة تعطيه بعداً شرعياً وعمقاً فكرياً لعمله، ولذا لا ينظر إلى نفسه أنه متطرف أو عنيف؛ بل يرى نفسه أنه صاحب حق ورسالة ومشروع سليم، وأنه يسعى إلى تحقيق العدل واسترداد الحقوق، وتجد كل جهة لها مرجعيتها الفكرية والشرعية ومصادرها بحيث تثق بها وترجع إليها وتصدر عنها، مما يجعلها في منأى عن سماع الرأي الآخر، أو الاقتناع بأدلته، متخذاً موقفاً مسبقاً من المخالف، ومن هنا تتعقد هذه الظاهرة وتتعقد معالجتها؛ أياً كانت أسبابها وأياً كان أصحابها.

من المتطرف؟ ومن الإرهابي؟:

لن نخوض في جدل مطول، ولكن وبإيجاز،فكل ظالم معتد، وكل من يتجاوز أحكام الشريعة المعتمدة الثابتة في التعامل مع الآخر، وكل من يستخدم القوة استخداماً باطلاً شرعاً فهو في نظرنا إرهابي، وأما من يدافع عن حق، أو يرد عدواناً وفق تعاليم  الإسلام  الواضحة البينة، فهو صاحب حق.

ثم إن التطرف قد يكون فكرياً، وقد يكون عملياً، وكلاهما خطره شديد.

التطرف الفكري:

فكما أن هناك من يمارس العنف والإرهاب عملياً، هنالك من يمارس الإرهاب والتطرف الفكري، ذلك عندما تجد من يبني فكره على الظنون والأوهام، ثم يدعي  الحقيقة واحتكارها من غير استنادٍ إلى براهين ثابتة، ويرفض الآخر أياً كان، ويتعامل معه بمنطق الاتهام، وربما استحل دمه وعرضه، ثم قد يتطور فكر هؤلاء ليوصلهم إلى سلوكٍ ماديٍ مضادٍ معادٍ. 

أسباب الظاهرة في واقعنا الإسلامي:

من البديهي أنه إذا أردنا أن نعالج هذه الظاهرة في واقعنا فلا بد من الوقوف على أسبابها وجوانبها النفسية والاجتماعية والبيئية والفكرية والسياسية، ولعلنا نستطيع أن نجمل أسباب ظاهرة التطرف في واقعنا الإسلامي في النقاط الآتية:

أسباب داخلية ذاتية:

1-الخلل  في منهج التفكير عند بعضٍ، وعدم الفقه بمقاصد الشريعة، وأصول الفهم والاستنباط،  ومن ثم يتفشى خطاب التكفير والتبديع والتضليل؛ ليتحول إلى حالة في التعامل مع الآخر، تقوم على استباحة الدماء، والأموال والأعراض،  وللأسف فإن مثل هذا النوع من الخطاب يجد في بعض البلدان تأييداً من جهات (ما)؛ ظناً منهم أنهم يوظفونه لمصالحهم، ولمواجهة الفكر المعتدل؛ ليجعلوا من ذلك صراعاً في المجتمع وتناقضاً يصب لصالح تلك الجهة، في نظرهم.

2- الضغوط النفسية التي تمارس على شخص ما؛ كالسجون والتعذيب، والشعور العميق بالظلم مما يولِّد ردات فعل خاصة.

3- الطموح الشخصي وتحقيق الذات؛ لا يراه البعض إلا من خلال انتحال طريق العنف والتطرف والعدوان.

4- التسرع في اتخاذ القرارات والمواقف من غير فهم للواقع، والانجرار وراء ما يرسمه العدو من خطط ماكرة للإيقاع بالأمة الإسلامية في صراعات وفتن ومشكلات.

5- أنَّ أعداء التطرف ومن يقف في وجه الإرهابِ لا يمثّل الحق الصُّراح؛ بل ويصدر عنه اعتداءات كثيرة تجاه الأمة مما يجعل العديد من الناس تضفي على الإرهاب والتطرف شيئاً من المشروعية ومسوِّغاً للتطرف والعنف.

وللحق نقول: أن  أياً من هذه الأسباب  لا يكفي لوحده إذا لم تتوافر له حاضنة ومنظومة ومؤثرات، ودعم، وأسباب خارجية.

الأسباب الخارجية:

1- الإقصاء للآخر والتهميش، فضلاً عن الظلم الخطير والاضطهاد والاستبداد الذي يمارس على الشعوب التي تشعر أن حقوقها مستلبة وإنسانيتها مسحوقة.

2- مشاهد القتل والتدمير والإجرام الذي تمارسه الدول في حق بعض  الشعوب؛ فهذا الطفل أو الشاب السوري الذي يرى بأم عينيه آثار القصف الروسي المدمر أو الإجرام الإيراني، ويقتل أمام عينيه والداه أو إخوته، أو يدمر منزله، أو يرى الجوع يحصد البشر نتيجة حصار ظالم، في ظل صمت رهيب،  فماذا نتوقع منه؟ وهذه الأحكام القضائية الظالمة التي تودي بالإنسان إلى السجن أو الإعدام، ماذا نتوقع من ذوي أولئكم الناس.

3- مصادرة نتائج الحراك الديمقراطي، وقمع حركة الشعوب في تطلعها نحو الحرية والعدالة والحياة الأفضل.

4- الفساد المالي والإداري، واستلاب أسباب الحياة الكريمة، وتعميق التخلف، ومنع عجلة التنمية والرفاهية للشعوب.

5- التطرف الذي يمارسه الآخر، سواء كان في السلطة، أو ذا نفوذ، كمثل ذاك التطرف الذي يرفض الحجاب والأذان، ويرفض حق المسلم في أن يحتكم إلى شريعته أصلاً، والتطرف الذي يمارسه البعض من خلال التهكم على أحكام الشريعة، أو الاعتداء على أهلها، والتطرف الخطير الطائفي الذي يحرق المساجد، ويهجّر الناس على أساس طائفي، أو عرقي،  مما يولد ردات فعل عند الآخرين، فالتطرف يولد التطرف.

6- البعد عن منهج الله في الحكم ومناهج الحياة، مما يدفع البعض للبحث عن مشروع إعادة الإسلام إلى واقع الحياة، وإذ  تُسد أمامه طرق المشاركة السلمية ،والانتخاب  والاعتدال، بل  ويساق إلى السجون والمجازر؛  وإذ يحال بين الإنسان وحرية الاختيار للمنهج الذي آمن به، و بأساليب قسرية، فماذا سيؤدي ذلك؟ 

7- محاربة المصلحين والمعتدلين في بلدانهم، والتضييق عليهم، ومنعهم من ممارسة دورهم الإصلاحي السليم الرشيد، بل ربما اضطهدوا وعذبوا ، مما يورث ردة فعل عند كثيرين.

8- دور أجهزة خفية تسعى لدعم منظومات متطرفة بقصد الإفادة منها واختراقها لمواجهة خصوم محتملين أو واقعيين، أوتوظيفها لخدمة سياساتها.

9- موقف الغرب من الإسلام؛ لعل من أخطر أسباب العنف والتطرف موقف الغرب أو بعضه المعادي للإسلام، ويظهر ذلك من خلال تصريحاتهم ومواقفهم؛ بل ومخططاتهم لإذكاء الصراع في العالم العربي والإسلامي عامة لضمان بقائهم وهيمنتهم:

لقد كتب المفكر الاستراتيجي الأمريكي "فوكو ياما" – في العدد السنوي "للنيوز ويك" (ديسمبر 2001 م – فبراير 2002م)، يقول: "إن الصراع الحالي ليس ببساطة ضد الإرهاب، ولكنه ضد العقيدة الإسلامية الأصولية، التي تقف ضد الحداثة الغربية وضد الدولة العلمانية، وهذه الأيديولوجية الأصولية تمثل خطراً أكثر أساسية من الخطر الشيوعي، والمطلوب هو حرب داخل الإسلام، حتى يقبل الحداثة الغربية والعلمانية الغربية والمبدأ المسيحي "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله"!.

ولقد فسر الرئيس الأمريكي الأسبق "نيكسون" في كتابه "الفرصة السانحة" مراد الأمريكان من "الأصولية الإسلامية"، فقال: "إنهم هم الذين يريدون بعث الحضارة الإسلامية، وتطبيق الشريعة الإسلامية، وجعل الإسلام ديناً ودولة، وهم وإن نظروا للماضي فإنهم يتخذون منه هداية للمستقبل، فهم ليسوا محافظين، ولكنهم ثوار"!.

وكتب المستشرق الصهيوني "برنارد لويس" في "النيوز ويك" (عدد 14 يناير 2004) يقول: "إن إرهاب اليوم هو جزء من كفاح طويل بين الإسلام والغرب، فالنظام الأخلاقي الذي يستند إليه الإسلام مختلف عما هو في المسيحية واليهودية الغربية، وهذه الحرب هي حرب بين الأديان".

وكتب السيناتور الأمريكي "جوزيف ليبرمان" – المرشح نائباً للرئيس في انتخابات عام 2000م – بقول: "إنه لا حل مع الدول العربية والإسلامية إلا أن تفرض عليهم أمريكا القيم والنظم والسياسات التي تراها ضرورية، فالشعارات التي أعلنتها أمريكا عند استقلالها لا تنتهي عند الحدود الأمريكية، بل تتعداها إلى الدول الأخرى"!.

وهكذا نرى أننا في صدد صراع بين مشروعين لا ثالث لهما؛ مشروع وضعي أرضي (يعبر عنه بالعلمانية) ومشروع يستند إلى الإيمان ومنهج تحكيم شرع الله في الأرض، ولن يقبل أي منهج بالآخر مهما كلف الأمر، لكن جهات من كلا المشروعين تتعمد أن تذهب به بعيداً في دوامة من الصراع لا تنتهي، فضلاً عن الفهم الخاطئ، والتناقضات التي تكون داخل المشروع الواحد.

هذه جملة الأسباب للتطرف، ثم ينشأ حولها أسباب خاصة وموضعية بحسب الظرف والبئية والشخص والمؤثرات الخاصة.

أسباب غير صحيحة:

1- البيئة: يدعي البعض أن بيئة ما هي التي تولد هذا التطرف، والواقع أننا رأينا هذا التطرف ينتشر في بيئات شتى.

2- النص الشرعي: يدعي البعض أن النصوص الشرعية هي التي تولد هذا التفكير، وليس هذا بصحيح، بدليل أن عامة أئمة المسلمين يردون على هؤلاء المتطرفين بالنصوص الشرعية ذاتها.

3- الفقر: وهذا أيضاً ليس صحيحاً، فكم من بيئات فقيرة لم ينشأ فيها  تطرف، وقد وجدنا أغنياء نهجوا منهج التطرف.

4- اليأس، وهذا لا يُسلم، فكثير ممن نحا منحى التطرف كانوا يعيشون حالة من الرفاهية والاستقرار المادي والمدني والعلمي.

المعالجة:

معالجة الأسباب الداخلية الذاتية:

  تبدأ المعالجة بمواجهة الأسباب الحقيقية، وإزالتها أولاً؛ وإلا كانت الجهود في ضياع، ودون جدوى؛ بل قد تكون المعالجات القاصرة سبباً في تأصيل المرض وتقويتهِ وزيادة انتشاره، ويمكن إجمال منهج المعالجة في النقاط الآتية:   

1-             معالجة طريقة التفكير عند بعض أبنائنا التي تقوم على رفض الآخر، والقراءة الجزئية للنصوص، وتعميم الخاص، والقطع عن السياق، والتجزئة للأدلة، وعدم التدقيق في صحة الدليل أو مدلوله، وعدم التنزيل على الوقائع تنزيلاً سليماً، وعدم التفريق بين الظني والقطعي، ولا يتم ذلك إلا بالتركيز على نشر العلم الشرعي الصحيح الراسخ، والفهم السليم، عن أهله الأكفاء، ووضع برامج معمقة، ومتكاملة، ونشر علم الأصول، وفقه المقاصد، وتنوع الخطاب، وحق الاختلاف وآدابه، ومنهج البحث المنفتح على الآخر والمخالف، ورفض التكفير والتبديع والتضليل، واتهام النوايا.

2-             ومن ثم فواجب العلماء العمل على تفكيك الخطاب العنيف والمتطرف المنحرف، من خلال دراسة معمقة لخطابهم وأصولهم وحججهم، ومسوغات وسائلهم، وكشف انحرافاتهم الخطيرة ونقض وسائلهم وأساليبهم، والكشف عن مناقضتها للإسلام وهدي المصطفى في سيرته العظيمة، وأن منهجهم أبعد ما يكون عن الإسلام؛ بحيث  يرتقي المسلم في فهمه إلى حقائق الإسلام وأخلاقه ومنهجه القويم في الصراع، فمهما رأيت ظلماً أو تطرفاً من الآخر أو اعتداء فلا يكمن أن يحملك ذلك على سلوك طريق غير صحيح شرعاً؛ فالمسلم الحق لا يمكن أن يوجه سلاحه لبريء، أو مدني مسالم، أو تجمع يختلط فيه الناس، ولا يمكن أن يتصرف بردات فعل، مهما كانت الظروف.

3-             تعميق فقه الجهاد الحق في العقلية المسلمة، فلابد قبل أن يحمل المسلم سلاحه أن يدرك مآلات الأمور ونتائجها البعيدة والقريبة، وأن يتأكد من ضوابط ممارسة الجهاد على ضوء تقريرات الفقهاء، وفق النصوص الشرعية المعتمدة.

4-             نصرة الحق بالحق، مما يخفف من الضغوط النفسية التي تمارس على المسلمين، وهم يشعرون بالظلم العميق الذي يولد ردات فعل خاصة.

5-             ويعدُّ الحوار مع كل من نسب إلى إرهاب أو تطرف من أنجع الوسائل وأسباب العلاج؛ إذ كثير منهم لديه فكر مشوش، وتصورات خاطئة، وفهم مغلوط عن الإسلام، وكثير يحمل في نفسه نوايا طيبة وتطلعات إيجابية، لكنه يخطئ الطريق إلى تحقيقها.

6-             مدّ الجسور العلمية والاجتماعية مع سائر التوجهات والتجمعات والمدارس الإسلامية، لتحقيق قدر أعمق من الفهم، والاجتماع على القواسم المشتركة، ومعالجة ما اختلف فيه، وفهم كل جهة للآخر.

7-             الارتقاء بالوعي الجمعي والإعلامي بحيث لا يخضع المسلم لردات الفعل، ولا يقبل الاختراق والتوظيف من جهات أخرى خفية .

8-             إصلاح العلاقة مع الله أساس معالجة هذه الظاهرة؛ ففي ظلال العبودية لله تلتقي القلوب، وتسود الرحمة، وترد الحقوق إلى أصحابها، وتعالج المشكلات الجذرية بعدالة وحق، ويسحب من يد الكثير من الأدعياء حججهم ومسوغات ما يدعون أنه جهاد أو دفاع عن الإسلام.

معالجة الأسباب والمؤثرات الخارجية:

1-             دعوة العالم بأسره إلى كلمةٍ سواء بيننا وبينهم للعمل على إزالةِ أسباب الإرهاب بإحقاق الحق والوقوف في وجه الباطل، والتعاون على الحفاظ على الإنسانية وحقن الدماء والأخذ بأسباب السعادة والرفاهية؛ فما لم يكن ثمة سياسات تصحيحية تعيد الحقوق إلى أصحابها، وتنهي الظلم الواقع على شعوبنا، وتنهي الكثير من مظاهر الفساد، وإعاقة التقدم والتنمية، وتحرير إرادة الشعوب؛ مالم يحدث ذلك فلا نتوقع أن علاجاً صحيحا ومنتجاً يمكن أن يتحقق؛ لأن استمرار أخطر الأسباب سيجعل الظاهرة تتعمق مهما قدمنا من معالجات شرعية وفكرية .

2-              لابد أن يتاح للمصلحين المعتدلين، ممن يحملون الإسلام رسالة شاملة؛ القيام بدورهم الكامل توجيهاً وتعليماً وإعلاماً، وأن يكون لهم دورهم الكامل في الميدان العملي في شتى مجالات الحياة؛ ورفع الظلم عنهم، مما يعين على إيصال الرسالة الصحيحة عن الإسلام لجميع مكونات المجتمع داخلياً وخارجياً، ويسقط الكثير من حجج وادعاءات المتطرفين ومن نسبوا إلى الإرهاب.

3-              لابد للعالم أن يسلم بنتاج الحراك الشعبي المتطلع للحرية والعدالة، ومن ثمّ التسليم بنتائج الصندوق، وإلا فلا حلّ.

4-             أن يتوقف الأطراف الأخرى في المجتمع الواحد عن التطرف؛ إذ نجد من بعض من ينتسبون إلى توجهات غير إسلامية تطرفاً شديداً في عدائه للإسلام والمسلمين، فلا يمكن أن تطالب فئة بالكف عن التطرف؛ بينما الآخر يمارس أشد أنواع التطرف.

5-              الحوار المعمق مع قطاعات الغرب المختلف لإيجاد رأي عام يتفهم حقيقة الإسلام، ومقاصده، لقد كان لللوبي الصهيوني أكبر الأثر في وصولهم إلى تحقيق أهدافهم، وسار على طريقتهم الإيرانيون، إلا أهل السنة فهم الحلقة الأضعف في ذلك.

6-             وثمة قضايا جوهرية لابد أن تخضع للبحث، فماهو التطرف؟ وماهو الإرهاب؟ وماهو منهج الإسلام في الجهاد والحكم والسياسة، والعلاقات الدولية، ومتى يكون الجهاد والمقاومة جهاداً مشروعاً؟ وما هي الوسائل المشروعة؟ فكل ذلك من أسباب العلاج المنهجي السليم المتكامل.      خاتمة:

لايمكن أن نلجأ إلى أسلوب الخطاب العاطغي، ولا التعميم المطلق، ولا اللغة  المعادية لكل مخالف، ولا لتوزيع الاتهام جزافاً، كما لا يمكن أن نغضي عن ما يقوم به العدو  أو الصهاينة وبعض القوى العالمية من عدوانية تجاه الشعوب الإسلامية، فإذا أردنا المعالجة الصحيحة فلابد أن يتحمل أولئك مسؤولياتهم كاملة، مع التأكيد أن منهج الإسلام يرفض التعامل بردود الأفعال في مواجهة اعتداءات الآخرين، فمهما اعتدى الآخر فلايمكن أن نعتدي على بريء أو مسالم أو طفل أو امرأة أو شيخ، لا علاقة لهم بإجرام أو اعتداء، ولا يمكن أن نؤذي إنساناً مسالماً، أو نعتدي على دور عبادة أو رجال دين: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8].

وسوم: العدد 686