من يهندس الأزمات و يضع العلامات المسجلة؟

صحيح أن الإعلام و خاصة المتلفز هو من يسوق الأحداث و يروّج لها و يجعل من الحدث التافه كبيراً و من الحدث الكبير تافهاً و غير ذي أهمية.  من وظائف الترويج و التسويق الإعلامي إلصاق علامات مسجلة على أناس معينين حسب مقتضيات السياسة و الإقتصاد.  المسلمون عليهم علامة مسجلة هي (الإرهاب) و الأفرو أمريكان علامتهم المسجلة المخدرات و العنف و العنصرية و كراهية البيض و الأفارقة علامتهم المسجلة الأمراض و الفساد المالي و الهسبانيك السرقة و المخدرات و العمل بطريقة غير مشروعة و هلمّ جرا.

آلاف القنوات المحلية و العالمية الأمريكية و الأوروبية تطحن كلاماً كثيراً كل يوم و على مدار الساعة بدون توقف - يراد منه غسل المخ الأمريكي و الأوروبي و غيره؛ إما لتسويق منتج صناعي لغرض إقتصادي مالي و إما لتمرير فكرة سياسية و هكذا. بل إن إثارة الأزمات السياسية هدفها تنشيط الإقتصاد.  بَيْدَ أن السؤال أو التساؤل من وراء هذا الترويج و التسويق؟

اليهود في أمريكا بالتحديد لا نسمع في الإعلام عن أن لهم علامة مسجلة.  بل إن الحديث بالسلب عن اليهود في أمريكا و أوروبا يعد جريمة يحاسب عليها المرء أمام المحاكم بتهمة "معاداة السامية."  لأن مؤسسات اليهود الإعلامية و الإقتصادية و السياسية تقف خلف التسويق و الترويج و هندسة الأزمات و إلصاق العلامات المسجلة بمن هو ليس يهودياًّ.

أذكر قبل حرب الخليج في ١٩٩٠ أشاع الإعلام الأمريكي البريطاني (أحياناً يبدوان وجهين لعملة واحدة) إشاعة أن العراق في عهد (صدام حسين) كان يمتلك أسلحة تدمير شامل و كيميائية.  بدأت "إسرائيل" تصنّع أقنعة واقية ضد السلاح الكيميائي تم تصديره للخليج العربي عن طريق شركات أمريكية و بريطانية كسبت "إسرائيل" و المصانع اليهودية في أمريكا و غيرها أكثر من ثلاثمائة مليون دولار و الأمثلة كثيرة.  من هذه الأمثلة إستفادة "إسرائيل" من حادثة 9/11 فقامت بتصنيع أبواب محصنة لكابينات الطائرات، مما درّ عليها أكثر من مليار دولار.

اليهود في أمريكا و أوروبا لا يهندسون الأزمات و يضعون العلامات المسجلة و يعينون قادة تلك الدول (بدرجات متفاوتة) فحسب.  بل هم من يقودونها و هم من جرّم إنتقاد اليهود تحت دعوى "محاربة السامية."

لاحظوا أن كل ما يجري في أمريكا و العالم يخدم "إسرائيل" و اليهود.  بل إن تقارير أمريكية تحذر من سيطرة اليهود على أمريكا و أوروبا فعلياًّ و بشكل علني و ليس فقط من وراء جُدُر كما هو الواقع حالياًّ.  لاحظوا أيضاً أن "إسرائيل" في مأمن بينما العرب نيابة عنها يقتلون بعضهم بعضاً في سوريا و العراق و ليبيا و اليمن و مصر و في كل مكان تقريباً.  إنها مسرحية (وليم شكسبير تاجر البندقية) تعود كل يوم من القرن السادس عشر إلى مسرح الأحداث.

أستاذ جامعي و كاتب قطري

وسوم: العدد 687