كلمات جرئية في ذكرى الوحدة !!!

الشيخ حسن عبد الحميد

أنا ممن رحب بالوحدة بيننا وبين مصر ، 

ومشيت في مظاهرات تأييدا لها ..

وأقمنا حفلات دبكة في قلب جامعة دمشق ، 

وكنت فيمن استقبل قائدها .

وللعلم فرض الوحدة ضباط غاطسون في السياسة لأذانهم ، وأعرفهم فردا فردا ، منهم واحد من أبناء بلدنا .

كان رئيسنا يومها البطل العظيم شكري القوتلي المناضل في الثورات ضد فرنسا ،  ولو كان شيخ الثورة على فرنسا حيا لقلت لكم اسألوه  .

الكثير ينظر إلى المشايخ  رجعيون لا يعيشون عصرهم !!!

اعلموا أن الذي قاد الثورة في دمشق ضد فرنسا ، والجنرال ديغول يعرف ذلك ، 

أستاذ التاريخ الإسلامي ، القاضي الكبير الأديب الفقيه ، أديب سوريا بلا منازع الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله .

وقاد مظاهرات حمص ضد فرنسا الشيخ مصطفى السباعي فسجن ، وعندما درس في الأزهر قاد المظاهرات ضد الانجليز فأخرجوه مكبلا بالقيود وسلموه إلى أحد عملائهم في العراق نوري السعيد .

وفي حلب قاد المظاهرات الشيخ معروف الدواليبي والشيخ الفقيه مصطفى الزرقا 

رحمهم الله .

وعمامة بدر الدين الحسني وعمامة حسن الحبنكة وعبد الكريم الرفاعي وأبو الخير الميداني لهم دور مشهود في تحرير سوريا من فرنسا .

وأنا وأعوذ بالله من كلمة أنا ممن رحب بقدوم سيد الوحدة وقائدها العبد الخاسر !!!

وهذه العبارة ( العبد الخاسر ) ليست من عامي مثلي ، بل وضعها فقيه العالم الإسلامي مصطفى الزرقا رحمه الله ، وهو سليل عائلة كلها فقهاء وأولياء .

أنا وللأسف استمعت إلى كل خطب عبد الناصر العبد الخاسر ، وإلى خطبة الجمعة في الأموي بدمشق بحراسة عشرة آلاف عسكري ، 

منهم الكثير من أصحاب البيريه الحمراء ( شرطة عسكرية ) وقفوا على الأسطحة !!!!

وخطبت مرة في الجامع الصغير بمدينتي الباب ، وأيدت التأميم الذي صدر من قائد الوحدة ، وكان كبير الأمن محمد الجراح ورئيس الأقليم الشمالي عبد الحميد السراج .

كنا في عفرين ١٣ مدرسا منهم ١٠ مصريين وثلاثة سوريين ، أحدنا كتب فيَّ تقرير إلى أبي درة الملحق الثقافي في السفارة المصرية سابقا ؟؟؟؟

كان أحدهم يلبس خاتما من ذهب قلت له بالمصرية دا حرام ، فتح عينيه بقوة وقال : 

دا حرام !!!!!

ده أنت رجعي فظيع ؟؟؟

وحدثني مصري عما استغربه في الباب في شارع النوفوتيه ، وكان شارعا فيه الدور العربية ، وعادة أهل الباب أن المرأة تتحدث مع من في الدار المقابلة فإذا مرّ رجل دخلت كل منهما دارها وأغلقت الباب .

يعاتنبي المدرس المصري الذي جاءت الوحدة به ليعلم أبنائنا قال : 

أنا إذا مررت تدخل الحرمة وتغلق الباب !!!

دا أنا وحش ؟؟؟

وليس غريبا على من تربوا في بلد تحتله بريطانيا ويسير نساؤهم بالزلط في شوارع القاهرة !!

بعد هذه المقدمة أقول كلمات جرئية وعلى مسؤوليتي أمام الله :

أنا أستغرب من البعض يقول عن نفسه ( ناصري ) ، يا أخي بالعربي الفصيح هذا حرام ؟؟؟

قل أنا وحدوي فأنت مشكور !!!!

إننا كمسلمين لا نقول نحن محمديون  !!!

وهي عبارة يستعملها المستشرقون !!!

نحن مسلمون .

نقول وجه محمدي  ، إذا قالها عامي أقبلها ،  فهذا من قبيل المجاز .. فالنسبة إلى نبينا وعظيمنا محمد عليه الصلاة والسلام  شرف لا يدانيه شرف ، لكن ربنا ورب نبينا محمد عليه السلام قال :

( هو سماكم المسلمين ) الحج ٧٨

فأنا مسلم بنص القرآن  ...

ولم يقل ربنا هو سماكم المحمديين ...

وفرحت كل الفرح لما سمعت أن أخا أعرفه ناصري ، لكن سمعت أنه صار حافظا للقرآن ، فدعوت له وهنأت بلدي به .

وصدق رجال البعث لمرة واحدة فقط حين قالوا : أردناها وحدة ، وأرادوها مزرعة ؟؟؟؟؟

فإلى المخدوعين بدعاية أبواق الصحف كالأهرام في مقالها الأسبوعي بصراحة للبوق محمد حسنين هيكل ؟؟؟

أقول : هدم عبد اللطيف البغدادي وزير البلديات ٢٦ مسجدا في القاهرة ، فقدّم وزير المعارف للاقليمين استقالته احتجاجا على ذلك !!

وعلى الاعدامات ، وقال للعبد الناصر اتق الله .

اقروا كتاب محمد نجيب وهو قائد الثورة  ( كنت رئيسا لمصر )

والذي عزله عن الحكم عبد الناصر ، وأعاده للحكم مظاهرات عبد القادر عودة المليونية .

الذي نفذ الثورة وكان سبب نجاحها بكباشي عبد المنعم ، هو الذي أنزل الملك فاروق من قصره في الاسكندرية ، ألا تسمعون المثل في الباب ( أجا من البرية وخطف الطاقية )

والله وأقولها صادقا إن عبد الناصر وزميله كانا في فيلم سينمائي لما أطلق محمد نجيب أول رصاصة ، ودخول السينما احتياط لفشل الثورة !!!

وأعدم العبد الخاسر القادة ؟؟؟

وفيهم أكبر عقل قانوني في مصر والعالم العربي ، واسألوا عنه كل محام عربي ، إنه صاحب التشريع الجنائي في الإسلام ، الشهيد عبد القادر عودة رحمه الله .

أتعرفون لماذا شنقه العبد الخاسر ؟؟

لأنه أخرج مظاهرة تعدادها ٣ مليون تهتف بحياة محمد نجيب قائد الثورة ، فاضطر العبد الخاسر لإعادته  إلى كرسي الرئاسة ، لكنه حقد على من حرك المظاهرات ، وهو الفقيه القانوني عبد القادر عودة ، فليشنق عقابا له ؟؟؟

والآخر عمامته تمشي في ظلها آلاف العمائم ، حارب الإنجليز في القنال ، عمامة تشرف الأمة العربية والإسلامية كلها ، ولا أقولها عصبية ولا حزبية ، عمامة هذا الرجل التي دوخت الانجليز !!!

انه الشيخ محمد فرغلي ، وضع الإنجليز ١٠٠ ألف جنيه لمن يأتي به حيتا أو ميتا ، وقدمت عمامته مجانا لمن يحتلون القناة !!!

اسألوا المؤرخ العسكري كامل الشريف هل مايقول هذا الخرفان البابي الحلبي صحيح ؟؟؟

إن الزعيم المغربي علال الفاسي زعيم حزب الاستقلال وزعيم الحركة الوطنية المغربية ، وأحد أعلام الحركة الاسلامية في القرن العشرين ، وزير الدولة للشؤون الإسلامية سنة ١٩٦١ ، صاحب كتاب ( مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها ) و ( واقع العالم الإسلامي ) قارع الظلم والاستبداد وحارب الاستعمار ، توفي سنة ٧٤ رحمه الله .

خرج من مصر مسرعا ، قائلا أخشى أن ينزل عليّ غضب الله وأنا في مصر ؟؟

لماذا ياعلال ؟؟؟  

قال : شنقوا صاحب الظلال ، أعظم من فسر القرآن بلغة بليغة رحمه الله .

ووقعت نكبة حزيران سنة ١٩٦٧ وقال الزعيم علال الفاسي يومها ( ماكان الله لينصر حربا يقودها قاتل سيد )

ودفعت مصر الثمن !!!

وانتقمت عدالة السماء لظلم جاوز حدود البشر ، ومرض العبد الخاسر ..

وغضبت السماء وهطلت الأمطار والغبار في عز الصيف ، وتكهرب الجو وتناثرت قطع الثلج من السماء لأجل آخر كلمة قالها الشهيد سيد قطب قبل إعدامه :

  ( اللهم اجعل دمي لعنة في عنق عبد الناصر )

اقرأوا التاريخ !!!!!

لاتأخذوا التاريخ من كتب جرجي زيدان ؟؟؟

أعجب  من الشباب حين يسمي نفسه ( ناصري ) ، قلها ولاتخف : وحدوي !!!

ولا تنسب نفسك إلى شخص ؟؟

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 689