حلب تحترق

إبادة جماعية بالكيماوي والقنابل العنقودية يستخدمها مليشيات بشار وروسيا وحزب الله وإيران وغيرهم ضد أهالي حلب العُزل الذين لا يملكون لحماية أنفسهم إلا الإستسلام الآن.

سمحت إيران لروسيا أن تستخدم قواعدها العسكرية لأول مرة منذ 70 عاماً لضرب أهالي حلب حتي تُجبرهم علي الإستسلام خلال الأيام المقبلة، فقد بدت إيران تجهيز قواعدها العسكرية في قاعدة "نوجة" الجوية في مدينة همدان غربي البلاد ليستخدمها الروس في إنطلاق طائراتهم لضرب أهالي حلب، كما أكد وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان استعداد طهران لجميع أشكال التعاون مع روسيا بسوريا.

مليشات بشار وحزب الله والحرس الثوري الإيراني وجنود السيسي يتوغلون في القرى القريبة من حلب ويسيطرون عليها مما أجبر عائلات بأكملها تستسلم لهم، حيث لم يتبق في حلب سوى 250 ألف سوري معرضون للإبادة الجماعية بالكيماوي والقنابل العنقودية وبراميل المتفجرات والقصف المستمر وغيرها من الأدوات التي يستخدمها الأعداء ،فهل من منقذ لأهل حلب والجيش الحر وغيرهم من المضطهدين في سوريا ؟ 

إن إيران الشيعية تحاول أن تبسط مشروعها الصفوي علي المنطقة بأكملها من خلال الهيمنة علي العالم الإسلامي ،وإعادة الإمبراطورية الفارسية في شكلها القومي بغطاء ديني، وذلك بإنشاء قوة تمركز دولية تتكون من إيران والعراق وسوريا والبحرين ولبنان واليمن بل تطمع أن تمتد إلي الأراضي السعودية.

لقد دفعت إيران بحزب الله اللبناني الشيعي للوقوف مع بشار بكل ما أوتيت من أسلحة ورجال وخبرات إستراتيجية وعسكرية وجغرافية ، واستعانت بالسيسي أن يمد بشار السفاح بجنودٍ وأسلحةٍ وذخائر مصرية الصنع!.

إن الإتفاقيات الروسية الأمريكية الإيرانية التي تمت بينهم جعلت أمريكاعلي إثرها صامتة مشاهدة لما يحدث في سوريا من نزوح ملايين السوريين إلي خارج حدودها ، وإبادة بأحدث الأسلحة للجيش السوري الحر وانصاره حتي كاد أن يستسلم أو يفر هارباً خارج حلب وغيرها في الأيام المقبلة.

ان ثروات سوريا استولي عليها أعداءها ، وباتت سوريا تُقسم بعد القضاء علي الجيش الحر إلي دويلات تسيطر عليها إيران وروسيا وإسرائيل وما تبقي منها لبشار القاتل.

إن مدير الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان تحدث عن تقسيم سوريا، والصمت الدولي وهيئاته المختلفة يدفع جميع القوي الدولية في تنفيذ ذلك التقسيم المخطط له سابقاً بأسرع وقت بعد ان نزح ملايين السوريين ومع إستسلام الجيش الحر لعدم وجود أسلحة لديه، وفقده الغذاء والماء وما يتطلبه من مستلزمات حياته تعينه علي الحرب ضد هؤلاء المجرمين.

إن الشعوب العربية والإسلامية المتعاطفة مع الشعب السوري المنكوب والتي لا تملك بين يديها إلا الدعاء ليملأها الحزن والأسي علي ما يحدث لإخوانهم السوريين دون حراك من حكامهم وحكوماتهم.

إن العرب اليوم باتوا مشغولون بإطفاء الحرائق التي اشتعلت في قلب الصهاينة ، وتركوا أحرار سوريا يحترقون.

في ظل هذا الخضم من الظلم للسوريين وغياب العدل وحقوقهم المشروعة إنسانياً فإننا نوقن أن سمش الحرية ستشرق علي تلك البقاع المنكوبة ، وان جند الله التي لا يعلمها أحد إلا هو ستأتي بالنصر للمظلومين والمضطهدين حتي تعود الحقوق إليهم كاملة، ويزول بشار وسلطانه وأعوانه من الخونة والمرتزقة والمأجورين.

"وإن غداً لناظره لقريب".

وسوم: العدد 696