تلاوة صفحات كتاب المواطنة المقدس هي الحل

من مسجد السلام إلى الكنيسة البطرسيّة المجاورة لكاتدرائيّة العباسيّة بالقاهرة كل نقطة دماء ذكيّة تصرخ وتشهد إن الإرهاب لا دين له، ولا يفرق بين مسلم أو مسيحي، ولا يعرف لغةً إلا لغة مصالحه الدنيئة ؛ فيوم الجمعة تقع تفجيرات في المسجد ويوم الأحد تفجيرات في الكنيسة والضحايا من الفريقين والشهداء من الطرفين لا ذنب لهم إلا أنهم ذهبوا لتأدية الواجب المقدس أو للعبادة والتقرب إلى الخالق الرحيم.

ما بين تحريم الاحتفال بمولد نبي الرحمة والانشغال بتجارة الموت والخسة والندالة! في أي دين يكون هذا سوى دين المرضي النفسيين الذين هم في أشد الحاجة للعلاج النفسي . ما بين وضع العالم أجمع في خانة واحدة هي خانة الفرقة الضالة وهم فقط في خانة أخرى هي خانة الفرقة الناجية. وتناسوا جميعاً أن الله وحده هو الذي يحاسب الناس على أعمالهم وهو وحده الذي يهدي من يشاء ويُضل من يشاء وهو القائل لرسوله صلى الله عليه وسلم [لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ] ( الغاشية 23).

وحتى لا يبدو حديثنا هنا أشبه بالبكاء على اللبن المسكوب، فكل ما يمكننا التأكيد عليه أن كل المنتفعين من وراء هذه الأحداث لن يتوقفوا  ولن يتورعواعن ارتكاب المزيد من هذه الأعمال الخسيسة ، ولن تنجح أبداً كل المساعي الأمنية بمفردها أن توقفها  مهما بذلت من جهود مضنية. وإنما تبدأ المواجهة الحقيقية من تعليم أطفالنا وشبيبتنا بفقه المواطنة وشريعة العيش سويا ومعاً. وأن القتل محرم في كل الأديان وكل الشرائع وأن الدم كله حرام .

 والأهم هو أن يعرف الطفل والشاب والرجل والشيخ أن أقباط مصر الذين اعتنقوا الإسلام ودخلوا فيه أفواجا، كان لما رأوه من سماحة وعدل وإنصاف وصدق ورحمة ومحبة من المسلمين الفاتحين. وأن يعلموا أيضا كيف تصدى الشيخ إبراهيم الباجوري شيخ الأزهر للخديوي عباس حلمي الأول الذي أراد أن يطرد المسيحيين من مصر قائلا له " لماذا تغدر بهم وتطردهم من بلادهم ...إن دين الإسلام يأبى عليك تلك الفعلة الشنعاء".

وأن يعلم الجميع أيضاً  أن القمص سرجيوس وقف خطيباً من أعلى منبر الجامع الأزهر صائحاً في وجه بريطانيا العظمى التى ادعت زورا وبهتانا أنها جاءت  لحماية الأقباط من المسلمين، حيث قال" إذا كانت حماية الأقباط هي ذريعة الانجليز لاحتلال بلادنا، فليمت الأقباط وليعش المسلمون أحرارا، ولتحيا مصر حرة مستقلة". 

ومن ثم يتجاوب معه الشيخ محمد عبدالمطلب وكأنهما يعزفان على قيثارة الحب والمودة ويسطران بحروف من ذهب كتاب المواطنة المقدس  قائلاً:" كلانا على دين هو مؤمن به ..ولكن خذلان البلاد هو الكفر" .. وفي الختام أؤكد أن كنانة الله في أرضه لن تنكسر.. وأن ابنائها المخلصين لن تزيدهم تلك الأفعال الخسيسة سوى تماسكا وتلاحما وتعاضدا  سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.. فشعارنا جميعا أن الدين لله والوطن للجميع وأن خذلان البلاد هو الكفر.. تلك هي صفحة واحدة على سبيل المثال لا الحصر من صفحات كتاب المواطنة المقدس والتي بتلاوتها على كل أبناء الوطن يخرج لنا الحل.

وسوم: العدد 699