البروفيسور مرسي ..رمزا، والإخوان رقم صعب .. وحقيقة راسخة لا تزول!

عرفت مصر نظام الفراعنة منذ فجر التاريخ!

والفرعونية أو [الفرعنة] قمة الدكتاتورية والتسلط! بل أبشع بكثير!..حيث يفرض الفرعون نفسه ربا لا ترد أوامره ..ويملك الجميع ويتصرف بهم وبكل شيء دون أن يردعه أو يمنعه أحد !

 ومن هنا قال العلماء والمفسرون : إن كل من يحكم مصر بغير شرع الله يسمى     [ فرعونا]!

..ولقد كانت هنالك –خلال التاريخ- بعض ما يمكن أن نسميه [ انفراجات أو تخفيفات].. كعهود الأنبياء – وبعض العهد الإسلامي.. وربما ما قيل عن عهد     ( أخناتون ) حيث [يتهمه] البعض بأنه كان موحدا!

.. ولكن لم يحصل في التاريخ ان اختار شعب مصر حاكمه بإرادته الحرة إلا في حالة استثنائية ..وهو ما رآه العالم منذ سنوات حيث نجحت ثورة الشعب المصرى على من ظنه الناس أنه آخر الفراعين..وانتخب الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية .. ! في انتخابات شعبية حرة نزيهة فريدة في تاريخ مصر !

ولذا لا نعدو الحقيقة إذا قلنا ( إن الدكتور الرئيس مرسي هو أكثر وأثبت رئيس شرعية في تاريخ مصر!)

..ولا نريد أن نفصل أو نعيد في الأمر .. فقد حصل كل ما حصل .."والله من ورائهم محيط "

 قد لا يعود مرسي إلى رئاسة الجمهورية –والغالب ألا يعود ..فالأمور مرصودة ..والخطط محكمة ..والكل [ مستوفز- ومستفز] وما زال الشر شرسا وفيه أنفاس!

ولكن السَّنة الواحدة والوحيدة – الفترة الذهبية- التي حكم فيها مرسي – مع كل التخريب والتشويش الذي مارسه ضده أجهزة الدولة العميقة والعتيقة ..وأطراف التآمر [الظاهرون والأخفياْ]..!

نقول: تلك الفترة تبقى حلما يراود كل مصري حر ..وأملا يعيش لأجله الملايين ..ويحلمون بإعادة مثله – وذلك ممكن – وها هو قد أثبت الواقع والتاريخ إمكانه – ولو حتى في مصر!!- ..والكثيرون مستعدون لأي عمل او تضحية تجعلهم يشعرون أنهم أحرار حقا ويستطيعون اختيار حاكمهم بملء إرادتهم الحرة! .. وبدون بطش ولا تدخلات ولا تزويرات ولا مخابرات..إلخ

..ولكن  : هل يمكن أن يأتي رئيس [ طيب أوي] مثل مرسي يسخرون منه ويشنون عليه الحملات وضده الدعايات والإشاعات ..ولا يعاقب أو يحاسب أو يسجن أو [ يقمع] أحدا!..كأنه في أوروبا أو أكثر تحضرا وحرية وديمقراطية!!؟

ما نظن أن أي رئيس ينتخب – أو لا يُنتخَب .. يتصرف مثل البروفيسور مرسي كأنه من الصديقين! و ( يعرض عن الجاهلين ) !..مما أطمعهم وأغراهم به حتى حيكت المؤامرات وشُنت الغارات ..وقُتل الألوف !! وكان ما كان!!

 مرة أخرى: د. مرسي لن يعود للرئاسة .. وقد يستغرق الأمر وقتا ..!

وأعمار الأمم تقاس بالعقود لا بالأيام والشهور...

ولكن الشعب المصري سيظل يحلم ويحاول ..ولن  ينسى تلك ( اللحظات الذهبية ) في تاريخه – أو من تاريخه ..وسيعمل على إعادتها ..أو محاولة إعادة مثلها!

ولا غرو ! فقد ذاق طعم الحرية ..وما ألذه من مذاق !!

الإخوان تيار وفكر وليسوا مجرد جسم:

... أما الإخوان المسلمون – فهم على علاتهم – رقم صعب لا يمكن تجاهلهم ..ولا تجاوزهم – مهما حاول الإعلام الموسادي وردائفه  وقوى الشر تشويههم وشيطنتهم !..

هم ليسوا ملائكة ولا شياطين بل بشر يخطئون ويصيبون!

..إنهم ليسوا مجرد أفراد ..ولا حتى ( جماعات)..ولكنهم تيار كاسح له مؤيدوه ودأعموه وأنصاره ..وهم الأكثرية الساحقة – مهما [ تعامى] المتعامون!

وهم فكر شامل نابع من الإسلام الذي يؤمن به جميع المسلمين كاملا غير منقوص

 وهم ليسوا كل المسلمين ولا كل الإسلام .. فالساحة واسعة ..والإسلام أوسع ..لأنه يسع الدنيا والآخرة ..ويشمل كل تصرف للإنسان في حياته ومصيره بعد مماته!!

 فالإسلام ينظم جميع شؤون الحياة ..وكل شيء يدخل في دائرة الحلال أو الحرام ..والمسلم –أي مسلم- يحرص على آخرته – المؤمن الحقيقي – يريد الجنة –ولذا فإنه يحرص على أن يكون في جانب الحلال .. ويرفض الحرام أيا كان ..إلا العصاة والعتاة ..فأمرهم إلى بارئهم!

والإخوان ( كمجموعة – أو جماعة من المسلمين – كما قال مرشدهم الثاني حسن الهضيبي رحمه الله-) ولكن السهام توجه إليهم لأنهم-مع الزمن- أصبحوا كيانا مهما وتيارا واسعا له تجاوبه وأصداؤه في الساحات الشعبية ..وهنالك آخرون يتبنون فكر الإخوان ..بل هنالك من يتجاوزهم وينتقد [لينهم وتراخيهم وعدم ردهم بالعنف]..ومن هنا نشأت حركات التطرف ومدارسها !

..ومعروف أن هذه ليست أول محنة يتعرض لها الإخوان ..فقد تعرضوا من قبل لعدة محن ..وخرجوا منها أقوى مما كانوا بكثير !..

وقد كررنا هذه الفكرة لقصار النظر ..والصهيونية خاصة محركة المعارك كلها ضدهم وضد العرب والمسلمين – وخصوصا الفلسطينيين ..رجاء أن يدوم باطلها في فلسطين أبد الدهر ..!

ولكنهم – اي الصهاينة و[جوقاتهم] - واهمون فوجودهم ضد طبائع الأشياء والأفراد والأمم ...

وضد التاريخ والجغرافيا والأديان والأخلاق ..وضد العقل والمنطق والإنسانية!

..ولذلك لن يدوموا ..ولن يكتب لدولتهم وكيانهم البقاء ..ولن يضيع حق وراءه مطالب ..والملكيات والحقوق لا تسقط بالتقادم !..وكذلك الجرائم ! ..,وما أكثر جرائم الصهاينة في كل ميدان ..

.. والشعوب لن تبقى نائمة ..ولن يبقى النواطير كما يريد سادتهم- مهما غيروهم ولمعوهم وموهوهم ..إلخ

..,لا بد أن تعود الشعوب إلى رشدها وتحطم [القبضات الحديدية المطبقة على رقابها ..وتنتخب مسؤوليها بكامل إرادتها الحرة – دون [ فبركة ولا تزوير ولا تحوير ولا التفافات أو تحايلات]!

  إرادة الشعوب لا بد أن تنتصر ..! وما النصر إلا من عند الله..

"ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .. ينصر من يشاء"!

" ويسألونك : متى هو؟ .. قل : عسى أن يكون قريبا" 

وسوم: العدد 703