الدِيمُقْرَاطيَّةُ تَتَهَاوَى

د. حامد بن أحمد الرفاعي

أمَا وأنَّ أصْنَامَ الدِيمُقْرَاطيَّةِ آخذتٌ اليَومَ بِالتْهَاوي..فإنَّه بِكُلِّ مَودَةٍ وَتَقديرٍ نَتقدمُ بِبالِغِ التعَازي وَالمُواسَاةِ لِعُشَاقِها وَسَدَنَةِ مَعَابِدِها وَالمُتبتِلِين في مَحَارِيبِها..وَقد نَبهتُهم في إحْدى رَسَائلِ هَذه السِلْسِة مِنْ رَسَائلِي اليَوميَّةِ لأبنَاءِ أمتِنَا العَزيزَةِ المَجِيدَةِ بِعنوان(عُشَّاقُ الدِيمُقْرَاطيَّةِ)قلت:"أحسَبُ أنَّ عُشَّاقَ دِيمُقْرَاطيَّةِ الغربِ في قَادِمِ الأيَّامِ..سَيُفْجَعُون كَمَا فُجِعَ أخوةٌ لَهم بِالأمسِ مِنْ عُشَّاقِ اشْتِرَاكيَّةِ الشرقِ..فَنَدِمُوا وَتَلَاومُوا ولات سَاعَةَ مَنْدَمِ"وَكَتبتُ قَبلَها رِسَالَةً بِعِنْوان(عُشَّاقُ زِينَةِ الآخَرِ) قلت:"أخشى أنْ يَجِدَ عُشَّاقُ زِينَةِ الآخَرِ وَإبْدَاعَاتِه أنْفُسَهم فَجْأةً مَعَ أطْلَالِ قَديمِهِ..وَقَدْ غَادَرَهَا الآخَرُ إلَى جَديدِهِ فِي سِياقِ حَرَكةِ استجَابتِه لِتحدِياتِ الحَيَاةِ وَمُسْتَجدَاتِها..وبعد:أفَلا تَحَولَّ هَؤلاء بِأنْفُسِهم مِنْ ثَقَافَةِ الاسْتِهلَاكِ إلَى ثَقَافَةِ الإنْتَاجِ وَالإبْدَاعِ ..؟وَكَتَبتُ مُنْذُ سِنين فِي كِتَابي (العقدُ الاجتماعيُّ مُنتجٌ إسلَاميٌّ) فصلاً بعنوان(قِصةُ الليبِرَاليَّةِ الدِيمُقرَاطيَّةِ)قلت فيه:"أنَّ الغربَ اعتَجَرَ القُبَعَةَ الدِيمُقْرَاطيَّةِ لِيوَاري سَوءاتِ لِيبِرَاليَّتِهِ الإبَاحيَّةِ الفوضَويَّةِ المُدَمّرَةِ..وَلِيَستُرَ بَشَاعَةَ جَرَائمِ مَفاسِدِهِ وَمَظَالِمِهِ إقلِيميَّاً وَدَوليَّاً"أمَا وأنَّ الدِيمُقْرَاطيَّةُ قَدْ هَرِمَتَ وَشِاخَت وَأصبحَت عَاِجزَةً عَنْ تَغطِيةِ تَضَخّمِ وَتَوَسّعِ مَفَاسِدِهِ وَعَورَاتِ فَضَائحِهِ وطنيَّاً وعالميَّاً..فَهَاهُو اليَومَ يَخَلَعُها وَيَدُوسُها وَيُحَمّلُها كُلَّ مَسؤوليَّاتِ عَوراتِ مَسيرَتِه السيَّاسيَّةِ عَلَى مَدَارِ عُقودٍ عَديدةٍ مِنَ الجَبَروتِ وَالطُغْيانِ..وبعدُ:مَا هو البَديلُ ..؟رَاجع مِنْ فَضلِك بَحثنَا (قِصَةَ الحُكْمِ الرَشِيدِ) تجد الجواب.

وسوم: العدد 705