مَن المسؤول عن البغي؟

أصدر المجلس الإسلامي السوري، الثلاثاء الماضي، بيانا هاما بشأن جبهة النصرة والأحداث الأخيرة، لفت فيه إلى أن الثورة السورية تستهدفها مشاريع عديدة، مثل المشروع الصليبي الغربي الصهيوني والمشروع الصفوي الباطني والمشروع القاعدي التكفيري. واعتبر المجلس جبهة فتح الشام، جبهة النصرة سابقاً، «بغاة صائلين معتدين، استحلوا الدماء والحرمات، وجمعوا إلى ذلك فكر الخوارج في تكفير المسلمين والخروج على جماعتهم المتمثلة في بلاد الشام بعلمائها ومجلسها الإسلامي وهيئاتها الشرعية وفصائلها المجاهدة وتجمعاتها المدنية وعامة الأمة».

المجلس الذي يجمع تحت مظلته ثلة من العلماء والدعاة السوريين برئاسة الشيخ أسامة الرفاعي، أفتى بوجوب قتال جبهة فتح الشام، ودعا جميع فصائل الثورة السورية إلى الاجتماع لرد البغاة عن بغيهم. ثم أصدرت جبهة فتح الشام بيانا بررت فيه هجومها على جيش المجاهدين والجبهة الشامية بــ «إفشال المؤامرات والتصدي لها قبل وقوعها»، مؤكدة أنها «ستواصل حملتها على جميع من يفاوض باسم الشعب السوري وهو لا يملك تفويضا بذلك».

فصائل الثورة السورية ستجلس على طاولة المفاوضات مع القوى الكبرى المؤثرة في المنطقة عاجلا أم آجلا، سواء في أستانة أو جنيف أو في أي مكان آخر. ومن المؤكد أن جبهة فتح الشام لن تكون جزءا من تلك المفاوضات. وبالتالي، لن تسلم الفصائل المشاركة فيها من تهمة «تحريف مسار الثورة» و»التآمر على جبهة فتح الشام»، ما يعني أن فصائل الثورة السورية ليس أمامها إلا التحالف مع جبهة فتح الشام وتسليم مفاتيح الثورة السورية إلى الجولاني ومواصلة الحرب ضد الجميع أو مواجهة المشروع القاعدي.

هذا التصادم أو «البغي» كما سماه المجلس الإسلامي السوري، يغذيه التحريض الممنهج ضد الدول الداعمة لثورة الشعب السوري وشيطنة الفصائل المتحالفة لأن تحريض الفصائل ضد تلك الدول ليس لصالح الشعب السوري وثورته، بل يخدم أعداء الثورة، وأجندات تنظيمات مثل داعش والقاعدة. وبالتالي، يتحمل هؤلاء المحرِّضون قسطا من مسؤولية هذا «البغي».

الوضع في سوريا لا يحتمل التساهل، بل لا بد من الحزم، ولذلك يستحق المجلس الإسلامي السوري الثناء والتقدير على موقفه الصريح والشجاع من الأحداث الأخيرة. لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. وكما جاء في البيان، «يكفي الجهاد الشامي درس داعش المرير

وسوم: العدد 706