المسيحيون شركاؤنا في الوطن، الدولة الأموية مثالا

الخوف ليس على المسيحيين  ..

الخوف علينا جميعا من فتن الطائفيين .

أعزائي القراء..

 الدولة الأموية هي "دولة تمثل المعاملة المدنية مع رعاياها    بمرجعية إسلامية" فبلاد الشام  كانت في العهد الأموي المثال للذي يحتذى به في تقارب المكونات العرقية والدينية تحت سماحة الدين الحنيف.فقد  اعتمدت التنظيمات السريانية والبيزنطية التي كانت موجودة سابقًا بما فيها من الناحيتين الإدارية والعسكرية وقد انتقلت هذه السماحة إلى الدولة العباسية ..

يقول المؤرخ "فيليپ حتّي" أن زوجة معاوية بن أبي سفيان هي ميسون بنت بحدل الكلبية و كانت مسيحية,  قد تكون أسلمت أو حافظت على دينها لايهم  , فالإسلام لايجبر أحدا على تغيير دينه .كما ان طبيب معاوية ووزير ماليته كان مسيحيًا وشاعر بلاطه كذلك، كما انه عيّن ابن آثال واليًا على حمص وهو تعيين كان يبدو غريبا وغير مسبوق  في تاريخ الدول الإسلامية، وقد لقب سكان سوريا معاوية "بالمستنير السمح" كما ذكر الطبري والمسعودي.ونلفت النظر إلى أن سيدنا معاوية كان أحد كتبة القرآن الكريم بأمر من رسول الله عليه الصلاة والسلام.

خلال مرحلة الدولة الأموية ، أخذت المسيحية تتحول إلى طابع اجتماعي خاص في القبائل التي ظلّت عليها، يمكن أن ترى بعض أشعار الأخطل التغلبي في هذا المجال كدليل ساطع، وكذلك قول عبد المسيح بن اسحق الكندي في بداية الخلافة العباسية مفتخرًا بدين قبيلته كندة.

سمح الأمويون بالاحتفاظ بأغلب الكنائس ولم يمانعوا في ترميمها أو في بناء كنائس جديدة، وقد روى الطبري أن خالد القسري والي العراق، كان يأمر بنفسه بإنشاء البيع والكنائس، وأبو جعفر المنصور الخليفة، حذا حذوه عندما شيّد بغداد. وعلى صعيد آخر انخرطت أعداد كبيرة من المسيحيين في صفوف الدولة، فكان الوزراء وكتبة الدواوين وأطباء البلاط ومجموعة كبيرة من الشعراء والأدباء من المسيحيين، حتى أن فريقًا من أتباع الكنيسة المارونية وفريقًا من أتباع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية تساجلا حول طرق اتحاد طبيعي المسيح - وهو الخلاف الذي تفجّر في أعقاب مجمع خلقيدونية عام 451 - أمام الخليفة معاوية بن أبي سفيان طالبين تحكيمه في الموضوع، فأقرّ الخليفة رأي الموارنة ومنحهم كنائس كانت تابعة للأرثوذكس في حمص وحماه ومعرة النعمان.

ونملك اليوم، قولاً يوّصف تلك المرحلة نقلاً عن الجاثليق إيشوعهيب الثالث جاثليق بابل وتوابعها لكنيسة المشرق:

  لم تكن المسيحية في الدولة الأموية  أعداءا للنصرانية 

ويتابع  الجاثليق إيشوعهيب الثالث : لقد كان الأمويون  يمتدحون ملتنا، ويمدون يد المعونة إلى كنائسنا وأديرتنا.

هذه هي العلاقة المتميزة بين المسلمين والمسيحيين في صدر الإسلام .

فالخوف اليوم ليس على شركائنا المسيحيين من الأكثرية المسلمة فهذا لم يحصل على مدى التاريخ وهم يعلمون ذلك ويعلمون مدى متانة الرابطة بينهم وبين المسلمين , فشق الصفوف هو عبارة عن حملة صادرة عن بعض الموتورين الغربيين وعملائهم من الطائفيين في سوريا ولبنان وبلاد الملالي. ولكن الخوف من تصرف الطائفيين من عصابات الاسد وإيران بضرب كنائس  إخواننا واحراقها لاتهام المسلمين بها وفعلوها مرات ومرات وذلك لإيقاع الفتن فهذا هو ديدنهم ,  ولنا في عقلاء الطرفين ما يخمد المؤامرة في مهدها. فلن يستطيعوا فصل مكونات الشعب السوري عن بعضه وسيبقى نسيجا واحدا في بناء الوطن .

فانتبهوا يا عقلاء المسيحيين وياعقلاء المسلمين من المؤامرة علينا جميعا واخمدوها في مهدها فنحن باتحادنا أقوى منهم.

وسوم: العدد 706