سجن صيدنايا 2014

“5 دقائق من أزير الرصاص لم أعد أشم بعدها إلا رائحة الدم ، شعرت بأن الموت يملأ المكان ، قدماي رطبتان وكأني أجثو في بركة ماء ، ترى هل أصبت ولم أشعر بالرصاصة عندما اخترقت جسدي المنهك “ ، 

جملة وصف فيها سليم وضعه في لحظة قتل  400 معتقل دفعة واحدة في سجن صيدنايا بدم بارد من قبل قوات النظام في  شهر شباط من عام 2014 .

قصة جديدة تخرج من أقبية سجون النظام لتفضح ممارساته وتكون شاهدا على صحة ادعائه ، فلم يشنق المعتقلين في صيدنايا  لأنه قتلهم رمياً بالرصاص بكل دم بارد ، نجا سليم وخمس معتقلين من براثن الموت ، وكانوا شاهدا على ضحايا دفعوا حياتهم ثمنا لخروجهم ضد نظام لايعرف الإنسانية.

تحدث سليم عن القصة المأساوية ويداه ترتجفان من هول الظرف الذي عاشه في تلك اللحظات وشفتاه بالكاد تتحركان ولسانه “يتأتئ” في لحظة أعاد ذاكرته لعام 2014 وهو في سجن صيدنايا في : (سنة وثلاث اشهر ضليت بسجن صيدنايا ولكن اليوم الأصعب بالنسبة لي كان اليوم الأخير ،  

صاحو أسماء 400 معتقل من بينهم أنا ففرحنا كثيرا وكنا نسمع من المعتقلين الجدد بعفو لأن أول مرة بيصيحو على هالكم الكبير ودعنا رفقاتنا إلي ضلوا ورانا ودعناهم ودموع الفرح بعيوننا وعيون الأسى على حالهم بعيونهم وطالبونا السجانين أنا نشيل  كل واحد اليطق الخاص فيه 

(عبارة عن قطعة نايلون ينامون عليها ) 

وأخدونا على الساحة  وصفونا  حسب ما نادو علينا وطلبو كل واحد منا يحط اليطق تحتو وإجو عدة أشخاص حطو عصابات على عيونا وربطو أيدينا لورا وقالوا لنا : 

“ لاتتحركو ربع ساعة رح نطالعكن” 

وفجأة سمعنا صوت وكأنو صوت مسؤول بيقول نفذ بصوت عالي…)

بدأ سليم بالتلعثم بالكلام ولم يعد يقوى على إكمال  الحديث ، تذكر الحادثة المفجعة التي حصلت معه لم يصدق أنه على قيد الحياة ، وبعد تهدئته عاد ليكمل قصة المجزرة  قائﻻ :

( لما صاح المسؤول نفذ ماعاد سمعت إلا صوت الرصاص  

وهي عم تمر من حدي وصرت شم ريحة عرفت أنها ريحة دم ركبي صارت ترجف ، حسيت وأنا جاثي كأني ببركة مي توقعت أني تصاوبت وعم انزف دم ،  وبعد دقايق صاحو  ست أسماء من بينهن أنا ونحنا مطمشين حطو الهواية بجيابنا ومافكو العصابات عن عيونا وحاولت أني شوف شو الي صار  حاولت بكتفي أرفع العصابة شوي عن عيوني عينكن ماتشوفو كل الساحة حمراء والجثث معبيتها هذا المشهد شفتو لثانينين قبل مايضربني أحد العناصر ويقول خليناكن عايشين لأنكن كويسين وأهلكن أوادم بس باينتك بدك دبح …

وأكلت كم ضربة ، 

صرخلو شخص وقلو أهلو دفعو ليطلع لاتقتلو وتخسرنا 30 مليون ليرة ) .

وأما حسن الذي أمضى 3 سنوات في سجن صيدنايا قال: 

( في عام 2014 صاحو على 400 أسم  إخلاء سبيل وبعد ساعة سمعنا صوت رصاص فكرنا اشتباك وبعد أيام صاروا يقولونا السجانيين ال400 واحد دبحناهن والي بدو يكون مشكلجي رح ندبحو كمان وصرنا نتساءل شو صار مع المعتقلين الي طلعو بهداك الوقت )

عاش سليم ورفاقه الخمسة بسبب الفساد داخل النظام ومجزرة راح ضحيتها  394 معتقلاً دون أن يسمع عنها الشارع السوري وبعيدا عن التغطية الإعلامية وعدسات المصورين مجزرة سوف تكون الأكبر داخل سجون النظام منذ 40 عاما .

سليم

سجين وشاهد عيان

على مجزرة سجن صيدنايا

وسوم: العدد 712