المسألة الزنبورية : بين الاستبداد الأسدي ، والديموقراطية الأوروبّية !

أيّهما أكذب :

   النظام السوري ، الذي يكذب ، حتى في درجات الحرارة ، كما قال أحد إعلاميّيه ، المثقفين البارزين ، في بداية الثمانينات ، من القرن الماضي ، وهو: ممدوح عدوان .. الذي قال كلامه هذا، وهو يمارس عمله ، في إعلام يخجل ، هو، من العمل فيه؛ لكثرة كذبه ، كما قال! ولذا؛ اخترنا هذا النظام الأسدي ، نموذجاً لكذب الاستبداد؛ لأن الشاهد عليه ، هو أحد سدنته الكبار!

( وإذا كان يكذب ، في درجات الحرارة ، فمن باب أولى ، كذبه ، في شعاراته : بالوحدة و الحرّية والاشتراكية.. والصمود والتصدّي، والممانعة والمقاومة..التي كُشف زيفها، جميعاً ، للعالم كله)!

  أم سدَنة الديموقرطية الأوروبّية ، الذين يكذبون: على العالم، وعلى شعوبهم، وعلى أنفسهم.. في ادّعاء الديموقراطية والحرّية وحقوق الإنسان، وهم يتبادلون الأنخاب، صباحَ مساءَ، احتفالاً بسحقهم، لكل شعار من شعاراتهم، التي يتغنون بها؛ فيذكّرونا، بقولة عمر بن الخطاب : كنا، في الجاهلية ، نصنع أصناماً من التمر، فإذا جعنا أكلناها !

 مايفعله سدَنة أوروبّا،  اليوم ، الساسة والإعلاميون ، من تناقض ، بين الأقوال والأفعال .. ومن التهام الأوثان- التي يقدّسونها- عند الضرورة ، بل عند الحاجة ، بل بلا حاجة ولا ضرورة ؛ إنما لمجرّد المحافظة ، على أحقاد تاريخية ، يجترّونها، لممارسة عدوانية ، ترسّخت في صدور أجبالهم ، عبر العصور.. ولاسيّما ضدّ الإسلام والمسلمين ! نقول : مايفعله هؤلاء السدنة ، هو من أبرز الأدلّة ، على هشاشة حضارتهم المنخورة ، الخالية من القيم الخلقية ، والمتبجّحة بشعارات زائفة جوفاء ، لاقيمة لها ، حتى عند من يرفعها ، ويتغنى بها !

 والأمثلة الحيّة المتكرّرة ، يومياً ، تدلّ ، بوضوح ، على حقيقة القوم !

 من أبرزها :

 موقفهم ، من مأساة الشعب السوري: سياسباً وإعلامياً ، وحتى إغاثياً !

تأييدهم ، للانقلاب المصري ، ضدّ حكم ديموقراطي ، منتخب بحرّية ونزاهة !

موقفهم السلبي ، المخجل ، من الانتخابات الفلسطينية ، التي فازت بها حماس !

 موقفهم السلبي المخزي ، من الاستفتاء التركي ، على التعديلات الدستورية .. وتبنّيهم للصوت الرافض للتعديل !  

 وإزاء مايراه العالم ، من كذب السادة الساسة ، سدنة الديموقراطية الأوروبّية .. لا بدّ أن يقفز، إلى واجهة التفكير، نظام الحكم الأسدي ، الذي تتناقض شعاراته ، كلها ، مع ممارساته ، كلها! لتجري الموازنة ، بين الطرفين ، على غرار الموازنة ، بين العقرب والزنبور.. وهي المسمّاة ، في النحو: المسألة الزنبورية ! 

وملخّصها: أن مناظرة نحوية ، جرت ، بين الكسائي وسيبويه ، فسأل الكسائيُّ ،  سيبويه : كيف تقول : كنت أظنّ العقربَ ، أشدّ لسعة من الزنبور.. فإذا هوَ هيَ ، أم : فإذا هوَ إيّاها !؟

فقال سيبويه ، على الفور: بل ، فإذا هوَ هيَ .. ولا يجوز القول : فإذا هوَ إيّاها !

فأصرّ الكسائي ، على القول: فإذا هوَ إيّاها. وأصرّ سيبويه ، على رأيه :  فإذا هوَ هيَ !

وللقصّة تتمّة، لا تهمّنا، هنا ! مايهمّنا منها ، هو : ضرب المثل ، وسحب مناسبته ، على الحالة، التي نحن بصددها، وهي أيّهما أكذب : آل أسد ، سدَنة الاستبداد الخانق ، أم ساسة أوروربّا، سدَنة الديموقراطية الزائفة!؟ فتكون المسألة الزنبورية السياسية، على الشكل التالي:   

 كنا نظنّ الاستبداد الأسدي ، أكذب من ديموقراطية أوروبّا..! فهل نقول : فإذا هوَ هيَ، أم : فإذا هوَ إيّاها !؟

وسوم: العدد 713