مهزلة الاحتفال بالإسراء والمعراج.. المجهول التاريخ!

منذ أن انطلقت الدعوة الإسلامية.. على يد الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة.. تعرضت إلى عداوة شديدة من قبل كفار قريش..

ولما انتقلت الدعوة إلى المدينة بعد الهجرة.. وأصبح لها كيان سيادي.. ودولة ذات مقومات.. وقوة.. ومنعة.. تعرضت إلى عداوة أشد بأساً.. وأقسى شكيمة من قبل يهود المدينة..

ولكن الفرق بين العداوتين.. كالفرق بين السماء.. والأرض..

فعداوة كفار قريش.. على شدتها.. وشراستها..

فهي منطلقة من نفوس بسيطة.. ساذجة.. جاهلة.. معتمدة على تقليد الآباء.. وإن كان لبعض زعمائها.. صلف.. وغرور.. وعناد.. وإصرار.. على التقاليد مع غطرسة.. وتكبر.

إلا أن الذي كان يستخدم عقله.. ويقتنع منهم بالإسلام.. يدخل مباشرة فيه..

ولم تمض سوى عشرون عاماً.. أو يزيد.. إلا والعرب كلهم.. دانوا للإسلام.. ودخلوا فيه أفواجاً.

أما اليهود.. فعداوتهم كانت.. عن علم.. وخبث.. وحقد.. وحسد.. ومكر.. ودهاء شيطاني لعين..

فقد رفضوا الإسلام منذ البداية.. رفضا قاطعا.. ولم يؤمن منهم.. إلا أفراد معدودون..

وبعد أن تم القضاء عليهم في المدينة..

أخذوا يكيدون للإسلام.. كيدا تتزلزل له الجبال..

وكان أول كيدهم.. دخول شخص منهم يُدعى ( ابن سبأ ).. الذي من ذريته اللعينة.. تشكلت كل الفرق الضالة.. المرتدة.. بدءاً بالشيعة.. ومروراً بالفرق الباطنية المختلفة.. كالنصيريين.. والدروز.. والإسماعليين.. والعبيديين الفاطميين.. وانتهاءاً بالمتصوفة.

وكان لهؤلاء العبيديين.. الذين بدأت دعوتهم الهدامة.. الخبيثة.. على يد يهودي يُدعى ( عبيد الله ) حيث استطاع في آواخر القرن الثالث الهجري.. تشكيل دولة لهم في المغرب.. ثم امتدوا إلى مصر.. وسيطروا على كل بلدان شمال أفريقيا..

 كان لهم الأثر الكبير.. في نشر الإحتفالات بمناسبات ابتدعوها..

( فاخترع حاكمهم آنذاك المعز لدين الله العبيدي: مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - وموالد لفاطمة وعلي والحسن والحسين ولجماعة من سلالة آل البيت رضي الله عنهم وأرضاهم  ، وتتابعت في دولتهم احتفالات أخرى اخترعوها، لم تكن من قبلُ في الإسلام؛ كالاحتفال بالهجرة، ورأس السنة الهجرية، وليلة الإسراء والمعراج، وغيرها كثير..

وتعددت الاحتفالات والموالد في العصر الفاطمي وكان الهدف من ذلك هو العمل على نشر الدعوة العبيدية الباطنية وإلهاء الشعب عن التغيير الديني الذي يحدث في البلاد ومحاولة استمالة الشعب السني من خلال عواطفه وإقامة الحفلات وتوزيع الطعام و الأسمطة.

ويقول الشيخ "يوسف القرضاوي ":" إن الذي ابتدع هذه الموالد والاحتفالات الفاطميون في مصر ، ومن مصر انتقل إلى بلاد أخرى ، وربما كان وراء ذلك أهداف سياسية معينة ! أنهم يريدون أن يشغلوا الجماهير والشعوب بهذه الموالد وهذه الاحتفالات ! حتى لا يبحث الناس في أمور السياسة ولا في أمور القضايا العامة إلى آخره !" الدكتور القرضاوي في حوار مع قناة الجزيرة.) منقول.

ولا يزال ذراري المسلمين.. الدراويش.. الساذجين.. سائرين على طريق العبيدين.. في الإحتفال بهذه المناسبات المبتَدَعة.. المختلقة.. بالرغم من مضي حوالي 900 عام على القضاء على العبيدين..

وذلك بتشجيع من طواغيتهم.. الذين يضحكون عليهم.. بإعطائهم عطلة رسمية.. للترفيه.. والراحة.. وفي المساء يتصدرون الصف الأول في المسجد.. للمشاركة في الإحتفالات العبيدية..لخداع الناس.. أنهم مسلمون.. في الوقت الذي يقتلون شعوبهم يومياً.. سواءً بالمدافع.. والطائرات.. كطاغية الشام والعراق وليبيا.. أو بتكريس العبودية.. لشخصهم.. كالذي يفعله.. ما يُسمى أمير العبابيد الضالين في المغرب.. بأمرهم بالركوع له.. وتقبيل يديه.. مروراً إلى بقية الطواغيت.. الذين يسبح الشعب بإسمهم.. ويمجدهم.. ليلاً ونهاراً.

علماً بأن هذا الإحتفال باطل.. ومنكر.. وآثم.. ولا أساس له من الشرعية.. ولم يمارسه الرسول صلى الله عليه وسلم.. ولا صحابته.. ولا التابعين!

بل:

أصلاً غير معروف تاريخ حدوث الإسراء والمعراج..

والذي يدعي أنها حصلت ليلة السابع والعشرين من رجب.. فهو يفتري على الله الكذب:

( قُلۡ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ )   يونس 69

ويرتكب جريمتين:

الأولى: ممارسة عمل لم يأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم.. وهذه بدعة ضالة.. تودي بصاحبها إلى النار.. حسب الحديث الصحيح.. المذكور في الأسفل.

الثانية: التجرأ على الله ورسوله.. والكذب عليهما.. بأن الإسراء حصل في تلك الليلة!   

ولا يوجد تاريخ ثابت حصلت فيه هذه الحادثة..

وأقوال العلماء متباينة تبايناً شديداً.. فمنهم من يقول حصلت ثلاث إسراءات!

واحد قبل البعثة.. وإثنان بعد البعثة..

ومنهم من يقول حصلت بعد 18 شهر من البعثة!..

ومنهم من يقول قبل الهجرة بخمس سنوات!.

ومنهم من يقول قبل الهجرة بسنة واحدة!

ومنهم من يقول حصلت في ليلة السابع والعشرين من ربيع الآخر.. ومنهم.. ومنهم.. عشرات الأقوال!.

ولا يوجد ما هو شائع لدى عامة الناس.. وما يُدرس في المدارس.. التي لا تزال تدرس الدين.. أو ما يلقيه كهان وادي النيل.. وكهان الطواغيت.. وكهان التدين الشامي والعراقي والتركي والمصري والمغربي والصوفية.. من أنه حصل في عام الحزن.. كتسرية عن النبي صلى صلى الله عليه وسلم.. وتفريج همه.. وغمه.. بعد وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها.. وعمه أبي طالب..

فهذا ليس له أساس من الصحة.. وكل هذه الأقوال من المهرطقين.. والضالين.. والمبتدعين.

( لقد اشتهر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى العام الذي ماتت فيه خديجة - رضي الله عنها - وعمه أبي طالب بـعام الحزن

ولم أقف على تحقيق لهذه التسمية إلا ما حققه الإمام الألباني -رحمه الله-  في كتابه: "دفاع عن الحديث النبوي(ص/18) حيث قال: "فإني بعد مزيد البحث عنه لم أقف عليه، أي مسنداً..

ومن هذا التحقيق يتبين أن هذه التسمية لا يصح الجزم بنسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.منقول .

يا ترى لو أن حادثة الإسراء والمعراج وسواها.. لها شأن عظيم عند الله ورسوله.. وتستحق التعظيم.. والإحتفال بها.. وتذكرها كل عام.. هل كان سيتركها مجهولة التاريخ.. والتوقيت ؟!

هل كان يصعب على الصحابة ذوي العقول الكبيرة.. والذاكرة القوية.. أن لا يحفظوا تاريخ هذه الحادثة؟!

إذن لماذا لم يلهم الله سبحانة.. الصحابة.. لحفظ تاريخها؟!

أو لماذا لم يدعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. إلى تسجيل تاريخها.. أو على الأقل حفظها.. ليتمكنوا من تذكرها.. والإحتفاء.. والإحتفال بها؟!

هذه أسئلة مهمة جداً..

ويجب على كل مسلم عاقل.. بالغ.. أن يسألها.. قبل أن يندفع.. ويقوم بأعمال منكرة مُبتَدَعة.. ويدوس بقدمه على تحذير النبي صلى الله عليه وسلم.. من الزيادة في الدين!..

ففي الحديث الصحيح ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) وكذلك الحديث ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ).

علماً بأن خطباء الجمعة.. يرددون هذا الحديث أسبوعياً..

ومع ذلك فإن أكثرهم.. أو كلهم يشارك في هذا الإحتفالات الباطلة المنكرة!

وبعضهم يحتج.. وعيونه تذرف الدمع.. أنه يفعل حباً بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم!

والله إنه كذاب.. أفاك!

 فهو يفتري على الله ورسوله بأن الإسراء حصل في هذا التاريخ.. والله ورسوله لم يقولا ذلك..

فهذا إثم كبير.. وجريمة عظيمة.. لا تغتفر.. إلا بالتوبة النصوح..

ولوكان يحب النبي صلى الله عليه وسلم حقاً.. وصدقاً.. لاتبع سيرته.. ومشى على طريقه..

فعظَم ما عظَمَه.. وترك ما تركه.. وأهمل ما أهمله.. والتزم التزاما كليا.. بمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم..

فطالما أنه صلى الله عليه وسلم.. لم يعر تاريخ ولادته.. ولا تاريخ إسرائه.. شيئاً.. ولم يتذكرها كل عام.. ولم يأمر بتذكرها.. والإهتمام بها.. والحفاوة بها.

فعلى هذا الدعي.. الكذاب أن يقف عند حدود ما أمر به.. ونهى عنه الله ورسوله..

وكذلك كهان الضلال.. الذين يزعمون أنهم:

ما يحتفلون إلا لتذكير المسلمين.. بمعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم.. وترقيق قلوبهم.. وتحبيبهم به.

كذلك هؤلاء كذابون.. أفاكون..

لو كانوا صادقين.. فليذكروا معجزاته.. وأخلاقه.. وجهاده.. وبناء دولته.. وغزواته.. في أي يوم من أيام السنة.. بدون تحديد يوم معين.. والإدعاء زوراً.. وبهتاناً.. أنه حصل فيه الإسراء!

وبدون  احتفال خاص.. ولا تهريج.. ولا صخب.. ولا رقص.. ولا طرب بحركات مولوية!