نعم القرضاوي إرهابي !!

هذا هو الدليل..

أليس هو الفقيه الثائر، المجدد الخطيب المفوه، والشاعر الممتلك لناصية لغة القرآن.

أليس هو الذي تبنى الوسطية منهجاً والتجديد طريقاً، حتى حاز لقب إمام الوسطية والتجديد عند قطاعات كبيرة في العالم.

• هو الوحيد الذي قال وعلى أرض قطر:

اربأُ بدولة قطر وأرضِ قطر أن تستقبل شارون على أرضها، لا أهلاً بشارون في قطر.

وهو القائل: قلت لمن صافح بيريس سفاح (قانا) أن يغسل يديه سبع مرات إحداها بالتراب، وأقول لمن صافح ويصافح الجزار شارون سفاح صبرا وشاتيلا اغسل يديك سبعين مرة، قالها في قطر بحضور الأمير..

• لماذا لا يكون القرضاوي إرهابياً ومتطرفاً وهو الذي قال في برنامج الشريعة والحياة في 16/2/2003:-

إنما الغزو الامريكي الآن يتمثل بالجنود التي تأتي من أمريكا، المائة والخمسون الفاً والأكثر من أربعين ألفاً من بريطانيا والإنزال البحري والجوي، هذا يجب أن يقاوم ومن قاومه من المسلمين فقتل فهو شهيد إن شاء الله.

• لماذا لا يكون إرهابياً وهو الذي أعلن مناصرته للثورات العربية في الربيع العربي ابتداء من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا.

• هو من أفتى بالعمليات الاستشهادية ضد العدو الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة، وعن مشروعية المقاومة للمثل وأصل ذلك بالأدلة الشرعية القاطعة، وهل سيبقى معتدلاً في نظر من يرفضون مقاومة المحتل ؟

• إنه أبرز من تصدى لفتاوي علماء السلطان وفقهاء الشرطة، الذين يسوغون الحصار والتطبيع والصلح مع اليهود، والجدار وهدم الانفاق.

لماذا لا يكون إرهابياً وهو الذي يدعو لوحدة الموقف بين الإسلاميين والقوميين حيث قال مرة واستمعت إليه في بيروت في مؤتمر جمع الإسلاميين والقوميين والأحزاب العربية ؟

وهو الذي يقول:- إذا كانت المقاومة الفلسطينية التي تدافع عن المقدسات وتسعى لتحرير الأرض إرهاباً، وإذا كان الجهاد في سبيل الله إرهاباً فإنني أقول اللهم أحيني إرهابياً وأمتني إرهابياً واحشرني في زمرة الإرهابيين، وهو يقصد المقاومة المشروعة.

نعم إنه ارهابي والدليل على ذلك وسطيته ومنهجيته ومنطقه ورده على المغالين من متوسطي العلم والوعي والثقافة حيث يقول:-

أرفض الدولة الدينية فلسنا دولة تاريخ ولا ملالي وأنا مع إقامة دولة مدنية ولكن بمرجعية إسلامية.

إنه الذي يوضح سراب السلام أو سلام السراب حيث قال شعراً:

و قالــوا صفـقــــــة للسلــــم                   نطـــــرحهـا بـــلا بخـــــــــس

            ســــلام يشـتــرى بــــالأرض                  لا بالـــسنتيِّ و البنــــــــــسِ

فمــــا معــــنى  فـلـسطــــــين                  بــلا  أقـــــصى و لا قــــــــدس

فـلـسـطـــــيــنُ بـــلا  قُــــدسٍ                   كــــإنــــــســــان بـــــــلا  رأس

وهو الذي:

 يذكر الناس بالقدس التي سلبت                     فالشيخ والقدس عنوان وصنوان

لماذا لا يصنف على قائمة الإرهاب وهو القائل:-

ليس في قلبي ولا في حياتي متسع للضغائن والاحقاد، فهذا رجل يجمع ولا يفرق وهو الذي رفض أن يكون مرشداً للإخوان وقال: أريد أن أكون لجميع الأمة.

نعم إنه إرهابي..

• إنه الممنوع من دخول أمريكا ثم بريطانيا، أو يُسمح له ان يدخل قلوب العرب وديارهم؟

من جرائمه الدولية الأخرى أنه ظل في الميدان عندما انسحب غيره.

وجهر بالحق وجبن علماء. 

وتصدى للغلو والتطرف، والتفريط بدين الله.

عجباً للمتسرعين بشأن هذا الرجل.

لماذا لا تَدعوا مهمة قتله وتشويهه لإسرائيل وعملائها وهم يكفوكم.

يكفيه أنه عَلَمٌ عظيم (بالقرضاوي) دون يوسف ودون دكتور ودون علامة ودون سماحة، فإذا قيل القرضاوي عرفه من يحبه ويبغضه حتى لا يحتاج إلى تعريف.

من يدعي أنه إرهابي فليأتِ بموقف واحد له، أو فتوى واحدة تخالف العقل والمنطق والقيم الإنسانية المشتركة العامة، أو تفتئت على صحيح الدين.

في واحد وتسعين عاماً ونيف أشغلها وهو بشر يصيب ويخطئ والكمال لله وحده، لكنه حفظ القرآن قبل ما يزيد عن ثمانين عاماً، وحفظ معه الأمانة الكبرى، وظل يهتف من مبتدئه حتى منتهاه:-

سأعيش معتصماً بحبل عقيدتي                       وأموت مبتسماً ليحيا ديني

والدين عنده مفهوم واسع سعة الأفق...

وأخيراً إن كان القرضاوي مع وسطيته إرهابياً، فيظهر أن المعركة مع الإرهاب هي كمن يسعى لتجفيف المحيطات أو إطفاء نور الشمس ؟

فهل من مُدَّكر ؟