التنظيم الموازي

 FETÖ منظمة دولية للاستخبارات بعباءة إسلامية ..

تأسست عام 1962م في تركيا ، بعد سنتين من وفاة بديع الزمان سعيد النورسي البدليسي الكردي ، و بعد الإطاحة ب عدنان مندرس عقب وفاة النورسي بأقل من شهرين ، و بعد إعدام مندرس بسنة واحدة ..

لماذا في تركيا ؟.

استخبارات بريطانيا أوعزت ل CIA بما يلي :

1- الإسلام في البلدان العربية لا خوف منه ، فهو مشوش بالوهابية و الغلاة و المتصوفة .

2- الإسلام في كل من شرق آسيا و في إفريقيا جنوب الصحراء غير مؤهلان لليقظة .

3- الإسلام في الأناضول مهيأ لقيادة المسلمين ، بدليل النورسي و فكره ، و قد مات ، فلا بد من تمييع فكره ، و بدليل مندرس الذي بعث الروح من جديد في الأناضول ، و قد أطحنا به و أعدمناه للعبرة لمن بعده ..

فوقع الاختيار على فتح الله كولن ، الشاب المتحمس المتصف بصفات فريدة ، بعلم وافر رغم أنه خريج مدرسة ابتدائية ، و بنبرة صوت فريدة ، و بخطابة مؤثرة ..

تم تهيئة الشاب كولن حتى عام 1967م عندما انضم رسميا للمحفل الماسوني في استانبول عن طريق قاسم كولك Kasım Gülek سكرتير عام حزب الشعب الجمهوري CHP ، و قد نشرت صحيفة يني شفق Yeni Şafak تلك الوثائق ..

في عام 1971م وضع حجر الأساس للتنظيم الموازي FETÖ كمنظمة مجتمع مدني تقوم على ما يلي :

1- مشيخة بقيادة كولن ، بعد تعيينه إماما و خطيبا في ازمير ، و ترويج القداسة حول شخصه .

2- اختيار موظفين للقيام بأعمال الخير و جمع التبرعات ، و آخرين للتدريس في مدارس الخدمة التي سيفتتحونها ﻹعداد كوادر التنظيم اللاحقة ، كلا النوعين من الموظفين يكونان من الطبقة المحافظة الفقيرة من الأناضول برواتب مغرية ، و زرع قداسة كولن في ذهنهم من أن فضيلة الشيخ اختاركم لثقته بكم .

3- اختيار صفوة ممن تم اختبارهم للقيام بأعمال التنظيم و إدارة أمواله الضخمة في البنوك و الاستثمارات و الصحافة و الإعلام .. الخ

بدأ العمل الفعلي بافتتاح اول مدرسة في استانبول عام 1984م باختيار طلاب و طالبات من الأناضول غالبيتهم من عائلات علوية معدمة بحجة زرع المذهب السني فيهم ليكونوا دعاة لبني قومهم ..

ثم الإنتقال إلى افتتاح مدارس و جمعيات خيرية حول العالم ، ختى انتشروا في 158 دولة و قاموا بنفس الأعمال التي يقومون بها في تركيا ..

بعدها ، خريجوا تلك المدارس تغلغلوا في مؤسسات الدولة التركية ، في الجيش و القضاء و الشرطة و الأمن و المال و الأعمال ، و في الأحزاب السياسية و المنظمات الإرهابية ، في البلديات و في مؤسسات المجتمع المدني ..

و بعد انتقال كولن إلى الولايات المتحدة الأمريكية و استقراره في بنسلفانيا عام 1999م ، بحجج واهية ، بدأت المعلومات التي يحصلون عليها تتدفق إلى بنسلفانيا تحت إشراف CIA ، يتم تحليل تلك المعلومات لرسم سياسات و وضع خطط ل لجم العدالة و التنمية Ak Parti ..

قاموا بعدة محاولات للإطاحة بالعدالة و التنمية Ak Parti في 2007م في 2010م في 2013م 3 مرات في 2014م مرتين في 2015م مرتين ..

و أخيرا في 15 تموز 2016م في الإنقلاب الفاشل المفضوح ..

نسبة احتمال فشله كانت صفر بحسب الخطة الموضوعة بدقة متناهية ، لكنها فشلت و صدمتهم ، فذهب جهد 60 سنة هباء منثورا ..

كيف فشل الإنقلاب ؟. نبحثه في مقال آخر ..

ما هي خططهم البديلة عن كولن ؟. نبحثه في مقال آخر ..

و أخيرا :

التنظيم الموازي FETÖ ، أعلاه خيانة ، أوسطه مال و أعمال ، و أدناه عبادة بسذاجة و غباء و جهل ..

الطبقة العليا يغلب عليهم الفجور ، و الطبقة الوسطى يغلب عليهم التحلي بأخلاق مصطنعة لخداع الناس ، و الطبقة الدنيا يغلب عليهم التدين لكن بقشور الدين دون فهم الدين فهما صحيحا ..

إنه الإسلام الأمريكي العالمي الذي كان مرشحا كبديل لإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم ، لكن هيهات ، فالله لهم بالمرصاد

عادل داود اوغلى

وسوم: العدد 735