محاربة داعش يجب ان يكون بطرقنا المدروسة وليس بطرق المتآمرين علينا

اعزائي القراء...

داعش اليوم أصبحت كالكرة يتقاذفها الجميع اضاداً وحلفاءاً فتراها تارة في شرق الملعب وتارة في غربه وتارة مع فريق ضد خصومه وتارة مع الخصم. 

وعليه فانه يمكن اعتبار داعش هو اختراع مخابراتي جديد متطور جداً يحاولون عبره تغيير مباديء الحروب القادمة بحيث يقللون من خسائرهم ويحققون عن طريقه مرابحهم . 

وبناءاً على ذلك علينا ان نكون واعين جميعاً وندرك ان فكرة اختراع داعش ليست مرحلة مؤقتة أملتها الحاله السورية والعراقية لمحاربة الثورات الوطنية فيهما فحسب ، وان حياة داعش لاتنتهي بمحاصرتها وإنهائها كما يحاولوا ان يوهموننا اليوم . فهي ليست اختراعاً تكتيكياً , أكرر هي ليست اختراعاً تكتيكياً تنتهي بانتهائها من سوريا والعراق . ولكنها اختراع استراتيجي قادرون على استنساخها وتطويرها في اي وقت يشعرون بحاجتهم لها وليس بالضرورة ان يكون الاستنساخ الجديد يحمل نفس الاسم وليس بالضرورة ان تكون الحركات القادمة هي من اختراعهم ايضاً وهذا مهم جدا وهذا ما اريد التركيز عليه .

 لماذا؟

لَو فرضنا ان قامت مجموعه وطنية خالصة لا شائبة فيها في دولة عربية او إسلامية وتريد ان تزيل استعماراً جثم على ارضها ، فاطلاق اصطلاح الارهاب عليها ثم محاربتها بتحالف دولي صار كشربة ماء بالنسبة لهم ولا يجروء احد على محاسبتهم ، وكذلك اذا قامت حركة وطنية تريد ان تزيل حاكماً مجرماً وديكتاتوراً ارهابياً فان الارهاب سيتلبسها مباشرة وستتكاتف الدول بإنشاء تحالف دولي يكون الديكتاتور طرفاً فيه للقضاء عليها والمحافظة على الديكتاتور القاتل .

اعزائي القراء ..

بالسابق كان محاربة الاستعمار شرف 

وكانت المظاهرات الصاخبة ضد الديكتاتوريين شرف 

وكان محاربة اسرائيل شرف 

وكان ازالة الاحتلال شرف 

اما الان وحسب الموءامرة الجديدة ،فكل ماذكرته أعلاه صار ارهاباً

فداعش كانت الطعم المصنع بعناية من قبلهم 

وهذا الطعم صار المقياس والمعيار لاي حركة وطنية نظيفة تريد تنظيف وطنها من الاحتلال او من حكام خونة ومجرمين فان تطبيق معيار داعش عليهم سيُصبِح واقعاً مع الاسف .

اذن اعود واقول: 

ان اختراع داعش هو اختراع استراتيجي طويل الامد ان استطاعوا الى ذلك سبيلا ،وعن طريق هذا الاختراع سيحاولوا الباس كل الوطنيين ثوب داعش .

وعليه انبه كل القوى الثورية الوطنية في سوريا بضرورة الاجتماع الفوري تحت راية واحدة حتى لايتم اصطيادهم واحداً بعد الاخر بنسبهم لتيار داعش، ثم العمل على وضع استراتيجية مدروسة مقابلة للمؤامرة الاستراتيجية على الامة العربية وبطرق علمية وليس بطرق عفا عليها الزمن . 

وختاماً أقول :

ان محاربة داعش يجب ان يكون بطرقنا المدروسة وليس بطرق المتآمرين علينا.

وسوم: العدد 748