أخطر ما قاله ديمستورا على الإطلاق : تعديلات دستورية وإصلاحات انتخابية

 في إطار تقريره إلى مجلس الأمن ، والذي حمّل فيه نظام بشار الأسد المسئولية عن تعثر المفاوضات ، في جنيف 8 ، صرح ديمستورا أنه سيوصي المجتمع الدولي بإجراء إصلاحات دستورية وفي قانون الانتخابات في سورية ، للذهاب إلى مشروع الحل في سورية ..

هذا الكلام هو الصدى المباشر لكلام طاغية الشام : نقبل أي حل وأي انتخابات تحت إشراف دولي إذا كان ذلك في ظل السيادة السورية.

هذا التناغم الدولي – الأسدي ، تنضم إليه مباشرة ، تصريحات الرئيس الفرنسي : نحن سنتعامل مع بشار الأسد ، وعلى الشعب السوري أن يحاكمه على جرائمه ؛ ندرك بلا شك الدور العبثي الذي يعمل عليه المفاوضون  في جنيف وغيرها، بكل منصاتهم  ومسمياتهم وداعميهم ..

إن ثورة قدمت مليون شهيد ، وتسببت في تشريد نصف سكان سورية الحقيقيين ؛ ما يكون لها أن تقبل بأن تكون طرفا في لعبة دولية قذرة ، وقذر كل ما فيها .

وإنه ليثير الإشفاق المعارضون الذين يظلون يرددون – لن نقبل ..- - لن نتنازل عن ثوابت الثورة –  وهم في وضع لا يسمح لأحدهم أن يتنفس إلا بإذن مجهزي المنصات ، ومفصلي بدلات التفاوض !!

يثير الإشفاق هؤلاء المفاوضون الذين لم يتأملوا جيدا لماذا استقال أو أقيل السيد رياض حجاب ومن معه ، ولمصلحة من كانت الاستقالة أو الإقالة ..

يثير الإشفاق هؤلاء الذين لم يدركوا بعد أسرار إصرار الأمريكي والروسي في جنيف على وفد – ممزوج – وليس متحدا  ، ما أسرع ما تتفكك وحداته وذراته عندما يريدون ، ليكون التصويت على وثيقة الهزيمة والاستسلام ، وتحمل المسئولية التاريخية عن الكارثة الإنسانية حاضرا عندما يريد المدبرون والمستفيدون ..

ندرك بكل الحزن والأسى والموضوعية والواقعية حقيقة ما تعيشه الثورة السورية من مؤامرة وخذلان وضياع ..

ولكننا ما زلنا نجد في المشهد العملي أوراق قوة حقيقية يملكها الشعب السوري ، وثواره الأوفياء ، وسيهيئ الله لهذه الأوراق رجالا حقيقيين ، يمسّكون بها ، ويقومون بحق الثورة على وجهه ..

كل الذي ننتظره ونرجوه من هؤلاء الذين نشفق عليهم ، وبتنا نخاف منهم ونحذرهم ، ألا يعطوا ديمستورا ولا الروسي ولا الأمريكي ولا الإيراني شرعية يحلمون بها منهم ..

ألا يقروا بالهزيمة ، وألا يوقعوا على الاستسلام ، وأنا أؤكد لهم أنهم فاعلون ، إن استرسلوا في طريق لعبة ( مزيج المنصات ) . لقد علمنا ربنا علم الحساب ، ومن علم الحساب أن تحسبوا حساب الكمائن تنفجر بكم في لعبة عد الأصوات ..

توقفوا عن العبث نرجوكم ، واقدروا ما أنتم فيه حق قدره ، وإن الذين يذهبون إلى أي مفاوضات على خلفية أنهم : لا خيار لهم غير المفاوضات ، لا يذهبون ليفاوضوا وإنما ليستسلموا ..توقفوا نرجوكم وما نظنكم مستجيبين ..

بالغرور أخرج إبليس أبويكم من الجنة (( فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ )) (( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ))..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 751