الإعلامية رضا الكرداوي سندريلا الإعلام : لا أعرف اليأس وصوت الحق هو الأقوى

رضا الكرداوى هاميس فى بلاط صاحبة الجلالة وسندريلا الميكروفون فى الإذاعة المصرية وأم الأيتام .. لا تعرف اليأس ولا تتجمل فهى تحمل القدرات والإمكانيات والأفكار الجديرة بالإجلال والتقدير ولذا كان هذا الحوار .

.................

في البداية لمن لا يعرف من هى رضا الكرداوى فى سطور موجزة ؟

رضا الكرداوى إنسانة مصرية من المنصورة مدينة العشق والجمال وعروس النيل وعاصمة محافظة الدقهلية .

حلم القاهرة هل أختلف عن المنصورة ؟

اغتررت بالأحلام التى نسجتها فى خيالى للقاهرة العاصمة وساعدنى فى نسجها غرقى بين الكتب التى كنت أطالعها فى مكتبة المنصورة العامة لكبار الكتاب والأدباء والشعراء وأذكر منهم : أنيس منصور وطه حسين ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وإبراهيم ناجى وغيرهم .

ما السر فى تركك دراسة الطب ؟

تركت كلية الطب والتحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية .. قسم العلوم السياسية حيث كان بداخلى حلم الإصلاح ولكن وجدت القاهرة العاصمة كما قال الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى ( مدينة بلا قلب )

لماذا تركت العمل بوزارة الخارجية ؟

بعد تخرجى التحقت بوزارة الخارجية وبينما كنت أستعد للسفر مرضت والدتى ولم يكن هناك أحد غيرى لرعايتها وهنا كنت بين خيارين كلاهما فى غاية المرارة فإما السفر واستكمال طموحاتى وترك والدتى وإما ترك هذا العمل والتواجد بجوار والدتى والبحث عن عمل آخر فاخترت عدم السفر والبقاء فى جمهورية مصر العربية لرعاية والدتى والبحث عن عمل آخر وبالفعل عملت لفترة بالصحافة ولكن للأسف اكتشفت الخطر الفادح ولذا أحذر كل من يبدأ العمل فى مهنة ما بعدم التسرع فى الوصول للنجاح فقد اعتقدت أن قيامى بعمل تحقيقات وحوارات صحفية ناجحة السبيل للنجاح فى عالم الصحافة ولكن فوجئت بعكس ذلك فعندما تجتهد وتتميز فأنت فى نظر البعض تهدد قواعدهم ومكانتهم لأن اجتهادك وتميزك فى بداية طريقك سوف يكشف ضعفهم مما يدفعهم لإبعادك عن طريقهم وهذا ماحدث فى بداية طريقى الصحفى .

الموضوعات الصحفية التى قمت بها ومازالت بذاكرتك .. ماهى ؟

فى فترة عملى الصحفى أجريت مجموعة من التحقيقات والحوارات الصحفية ومنها الحوار الذى أجريته مع الرئيس الراحل ياسرعرفات ووقتئذ كان على خلاف مع حماس وكشفت سر مرضه بالتهتهه وهو بسبب سقوط طائرته فى صحراء ليبيا وتركه لمدة 24 ساعة ولم تتوصل أجهزة البحث لمكانه فحصل نزف فى شريان دقيق بالمخ أدى لوجود تجلط بالدم مما أثر على قدرة النطق عنده وأيضا قمت بعمل تحقيق صحفى آخر وكشفت من خلاله عن برديات تؤكد أن الملكة بلقيس مصرية وكان الإثبات من خلال التوراة فقد ذكر أن سيدنا سليمان تزوج من ملكة مصرية كما أثبت نخبة من باحثى علم الحيوان أن الهدهد لايستطيع الطيران للمسافة التى بين القدس واليمن حيث يقطن سيدنا سليمان بالقدس والملكة بلقيس فى اليمن وبعد نشر هذا التحقيق قامت الدنيا ولم تقعد فى الصحافة والإعلام باليمن وانبرت الأقلام لدحض هذه الأدلة وأيضا من التحقيقات الصحفية التى أجريتها أذكر ماقمت به فى محافظة الشرقية وكشفت عن وجود خلايا شيعية فى مصر حيث قمت بالتنكر والدخول بينهم وأذكر أيضا التحقيق الذى كشفت من خلاله بعض الأسرار عن البراهمة وأفكارهم واعتقادهم بأن القاهرة هى موطنهم الأصلى وعملهم لأجل السيطرة عليها وفى بداية عملى فى الصحافة كنت أكتب باسم ( هاميس ) وبعد ذلك كتبت اسمى وكانت هذه التحقيقات والحوارات بمثابة شيك أستفزاز لأعداء النجاح الذين نجحوا فى إبعادى عن صاحبة الجلالة.

وماذا عن عملك الإعلامى ؟

عملت مذيعة بالبرنامج الأوربى الموجه والبرنامج الثقافى كما عملت مترجمة للأفلام الأجنبية بالقناة الثانية ثم عملت لفترة فى قناة حورس الطبية والقناة الثانية ثم فى القنوات الفضائية الخاصة حيث أذيع النشرة السياسية ( عيون على الأحداث ) بقناة دريم وقد تركت بعض البرامج التليفزيونية التى أقدمها فى قناتى درة والأطباء نظرا لإنشغالى واهتمامي بقضية اجتماعية تشغلنى الآن  وعدت للعمل بإذاعة الشباب والرياضة ( مذيعة ) .

مارجع الصدى لجهدك الطيب ؟

منذ عام 1996 وأنا أحاول تطوير بعض المناطق العشوائية مثل حكر أبو دومة ومنطقة الشيخ على ببولاق أبو العلا والحمد لله تمكنت من مساعدة 320 أسرة فى الحصول على معاش مبارك بالإضافة إلى فصلين دراسيين تم افتتاحهما لمحو الأمية كما ساعدت بعض الشباب فى الحصول على فرص عمل وأذكر أيضا وبمساعدة مجموعة من الزملاء الإعلاميين وعن طريق اتحاد الإعلاميين من أجل التنمية والذى أسسناه تمكنا من تكرار هذه التجربة فى منطقة إمبابة وبالتعاون مع وزارة الزراعة والمجلس القومى للشباب أقمنا معسكرات للشباب وهؤلاء قاموا بزارعة الأشجار أمام بيوتهم ومن المناطق التى تم تشجيرها ميدان الكيت كات وشارع 26 يوليو وبعض الشوارع فى إمبابة والجيزة .

مارسالتك من عملك فى مجال الإعلام ؟

رسالتى فى مجال الإعلام تتمثل فى تبنى كل مايفيد الوطن فالعلم هو السبيل الوحيد لإنقاذ مصر مما هى عليه الآن ومن ثم تبنيت بعض العلماء وقمت بعمل حملات إعلامية تخدم موقفهم ومنهم د. محمد صلاح الدين النشائى المرشح لجائزة نوبل وصاحب مبادرة النانو تكنولوجى فى مصر فهذا العالم الجليل تحتفل الصين كل عام بعيد ميلاده وأقامت جامعة علمية لتنفيذ تطبيقات نظرياته فى علم النانو تكنولوجى كما أن الفائز بجائزة نوبل فى الفيزياء العام الماضى قال عنه : ( لقد أخطاتنى الجائزة ووصلت إلى وكان المفروض أن يحصل عليها الدكتور محمد صلاح الدين النشائى ) وتبنيت أيضا الدكتور الموجى الذى حمل بذور الجوجوبا وجاء بها من الولايات المتحدة الأمريكية ليزرعها لأول مرة فى مصر لكن لم تهتم به الجهات المعنية فقام هو بزراعتها كما أقام مصنعا لإنتاج المنتجات المستخرجة من بذور هذا النبات ومنها زيت محركات الطائرات .

أيضا تبنيت أحد علماء الهندسة وهذا العالم تمكن من تحويل جريد النخيل إلى خشب كونتر وأقام مصنعا لذلك فى الوادى الجديد وباع الإنتاج إلى الاتحاد الأوروبى ثم سلم المحافظة مشروعه وعاد مرة أخرى لأبحاثه العلمية فى جامعة عين شمس إلا أن المسئولين فى محافظة الوادى الجديد أهملوا المصنع وتم غلقه وأقمنا ندوة لهذا العالم حضرها نخبة من الصحفيين ومحافظ الوادى الجديد الذى قرر فتح المصنع للإنتاج والاستفادة من منتجات النخيل ومن هذا المنطلق نتبنى مسابقة للعلماء على مستوى الدول العربية ورصدنا لها جائزة مالية قدرها مليون جنيه وهذه المسابقة برعاية العالم الكبير محمد صلاح الدين النشائى .

إنجاز سبب لك السعادة ؟

أعتز بأن مصر كلها بتسمعنى من خلال رسائل الموبايل ( هذا الرقم غير متاح حاليا ) و ( عفوا لقد نفذ رصيدكم ) وأيضا من خلال حملات 0900 والتى تتم إذاعتها منذ سنوات كما قرأت نشرات الأخبار فى بعض الأفلام وأذكر على سبيل المثال فيلم دكان شحاته فقد قرأت فيه الخبر الخاص بغرق العبارة الذى هز كل المصريين .

مالذى يشغلك ؟

تشغلنى قضية الطفولة فى مصر حيث يقولون أن أول الغيث قطرة وكانت القطرة الأولى فى أهتمامى بالطفولة فى مصر رفع الظلم على ماوقع على ابنى يوسف الصديق والملايين من أمثاله .. لقد نبهتنى قضية ابنى يوسف الصديق إلى أن هناك الآلاف من أمثاله ولكن لاتوجد التوعية اللازمة بهذا القانون ولذلك سوف أقود حملة إعلامية لحماية حقوق الطفل عن طريق اتحاد الإعلاميين الذى أترأسه كما سنتقدم بمذكرة إلى اللجنة الدولية لحقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة والتى تراقب تنفيذ الاتفاقيات الدولية التى وقعتها الدول لشرح آليات تنفيذ البنود وسوف يقدم ملف ابنى يوسف الصديق فى جلسة أمام الأمم المتحدة للتدليل على التطبيق الحقيقى للاتفاقية التى تنص على حقوق الطفل وأن هناك الملايين من الأطفال الذين يطالبون بحقوقهم .

عيد العمال نشأ عندما خرجت أول مظاهرة تطالب بحقوق العمال .. وهكذا سجلنا يوم إقامة أول دعوى قضائية تطالب بحق الطفل أمام القضاء فى أول تطبيق لقانون الطفل الجديد .

سجلناه كعيد للطفل المصرى تحت شعار (أنا الطفل المصرى) لتكون البداية للمطالبة ببقية حقوق الأطفال والتى ينص عليها القانون ومنها مثلا سجن الأب الذى يسمح بتسرب ابنه من التعليم أو الذى يترك طفله بلا مأوى أو مصدر آمن للمعيشة وهناك المواد التى تعاقب كل من يقوم على عمالة الأطفال وتحدد شروطا وعمرا معينا لعملهم .

ينص قانون الطفل الجديد 126 لسنة 2008 على أنه يجب أن تتشكل فى كل محافظة ومركز ومدينة وقرية لجان لحماية الطفولة ومهمتمها رصد تعرض الأطفال للخطر والتشرد والعنف الأسرى والتسرب من التعليم.

هذه اللجان تم تشكليها ولكنها لاتعمل ومن هنا سوف أقود حملة قوية حتى تقوم وزارة الدولة للأسرة والسكان بتفعيل هذه اللجان لأجل عودة كل طفل إلى بيت أهله وإنذار كل من تسول له نفسه من الآباء بمخالفة هذا القانون .. هذا هو حلمى فى مجال الطفولة فى مصر.

لقب سندريلا الميكرفون هل يسعدك ؟

تخليت عن طموحاتى فى الإعلام لبعض الوقت وتفرغت لهذه القضية ولم أعد أحب أن ينادينى الجمهور بسندريلا الميكرفون وهو اللقب الذى حصلت عليه عند تكريمى فى مجال الإعلام وأصبحت أحب المناداة بأم يوسف الصديق .

لقبنى البعض بأم الايتام وأم المتشردين ورغم أن البعض قد ينفر من ذلك إلا أننى أرى أن المتشردين هم أطفال أبرياء ولدوا على الفطرة الطيبة ولكن نحن الذين فعلنا بهم ذلك .

ماجديدك ؟

الجديد أننى سوف أعمل مع الفضائيات ليس بمنظور مذيعة تعمل فى قناة فضائية ولكن كمشاهدة ترفض ماتقوم به بعض الفضائيات من مخالفات وخروج عن الآداب ولذلك سوف أقوم بحملة لتفعيل ميثاق الشرف الإعلامى وعودة الفضائيات لإعمال مبدأ الحرية المسئولة وليست الحرية من أجل الحرية .. هذا مع احترام حريات وخصوصيات الآخرين فحريتك تنتهى عند بداية حرية الآخر .

مقولة فى خاطرك حاليا ؟

الضربة التى لاتقتلنى تقوينى وأن أقف على الحجارة التى يقذفنى بها أعدائى لكى أعلو وأشكر ابنى يوسف الصديق فقد جعلنى أشعر بأمومة تجاه كل الأطفال وأتمنى أن أكون له الأم التى عندما يذكر اسمها فى أى مكان يشعر بالفخر والعزة .

عرفينا على هوايتك ؟

هوايتى فى الفترة الحالية القراءة فعقلى مشغول جدا بتدبر سورة يوسف عليه السلام لكى استقى منها العبر وأسير بهديها فى طريقى .. إن الله يثيب فى النهاية من صبر واتقى وهو سبحانه وتعالى الغالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون كما تستهوينى قراءة رواية الأم لماكسيم جوركى وقصة الرائدة روز اليوسف والدة الأديب الكبير إحسان عبد القدوس وأيضا قصة أم الإمام الشافعى رضى الله عنه والذى ولد يتيما فقالت له أمه :  أذهب يابنى للعلم وأنا أكفيك بمغزلى .. فبصبرها أنجبت لنا أحد الأئمة الأربعة .

إبراهيم خليل إبراهيم

إبنة قارىء النصر .. الرئيس السادات قال لوالدي : والله أنت كبرت فى نظرى قوى يا مولانا

دولة القرآن الكريم المصرية زاخرة بالمواهب التي قلما تتكرر واليوم نتعرف من هناء إبنه الشيخ محمد عبد العزيز حصان والحاصلة على الأم المثالية عن محافظة الغربية عن الكثير حول والدها الشيخ محمد عبد العزيز حصان قارىء القرآن الكريم

..................

قالت هناء ابنة فضيلة القارىء الشيخ محمد عبد العزيز حصان قارىء القرآن الكريم : والدي من مواليد يوم 22 أغسطس عام 1928 في قرية الفرستق التابعة لمركز بسيون والقريبة من مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية وحفظ القرآن الكريم فى سن السابعة من عمره وقد ساعده على ذلك تفرغه الكامل لحفظ القرآن الكريم بسبب فقد بصره وبدأت علامات النبوغ تظهر على وجهه وهو صغير حتى أن الشيخ على زلط صديق والده الحاج عبد العزيز نصحه بالذهاب بابنه محمد لكتاب الشيخ عرفة الرشيدى فى قرية قسطا ليحفظه القرآن الكريم وهى قرية مجاورة لقرية الفرستق وكان الشيخ محمد يذهب للكتاب كل يوم سيرًا على قدمه بصحبة والده ولم يتوقف طموحه عند هذا الحد بل كان لديه طموح متفائل حتى تعلم القراءات السبع وحفظ متن الشاطبية فى عامين وأصبح ينادونه بلقب الشيخ محمد وكان يتلو القرآن بصوت وتجويد وتنغيم بالسليقة التى اكتسبها عن طريق سماعه لقراء الجيل الأول بالإذاعة وكان الشيخ عرفة يطلب منه بعد المراجعة تلاوة بعض الآيات بصوته الجميل لتزيد ثقته بنفسه وليتعلم أحكام التلاوة ليجيد القرآن وتلاوته وبعد مشوار طويل مع التلاوة على مدى 15 عامًا قارئًا للقرآن فى المآتم والسهرات والمناسبات المختلفة استطاع خلالها بناء مجده وشهرته بجهده وعرقه وذات يوم قال له الشيخ عرفة : ياشيخ محمد لي صديق اسمه عبد الرحمن بك رمضان دعاني لحضور حفل ديني سيحضره مشاهير القراء وإيه رأيك تذهب معي حتى يتعرف عليك كبار الموظفين ومشاهير القراء ؟ فوافق وذهب معه وقرأ ماتيسر من القرآن فأعجب به الحاضرون وقال عبد الرحمن بك رمضان : ياشيخ عرفة الولد الممتاز الذي قرأ اسمه إيه ؟ فقال : اسمه محمد عبد العزيز ومن الفرستق فقال : باشيخ عرفة اهتم به لأن مستقبله باهر جدا وستثبت الأيام ذلك .

أضافت هناء ابنة الشيخ محمد عبد العزيز حصان : تقدم إلى اختبار الإذاعة أمام لجنة القراء فى شهر يناير 1964م ولم تقف إعاقته وفقده للبصر وقتها عائقًا أمامه ولكن اللجنة أعطته مهلة لمدة شهور ثم تقدم مرة أخرى للاختبار أمام الإذاعة وحصل على مرتبة الامتياز فى الاختبار الثانى وعندما وقعت نكسة 5 يونيه 1967 تمنى والدي أن يقرأ فجر اليوم الذى تحارب فيه مصر العدو الصهيونى وشاءت الأقدار أن يعتذر الشيخ محمود البيجرمى عن قراءة هذا الفجر لأن حماه توفاه الله وتم التواصل مع والدي عصر يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 هجريا ولم يكن يعلم أن مصر بدأت الحرب فوافق على القراءة وتوجه ليلًا إلى مسجد الإمام الحسين بالقاهرة وكان المسجد مكتظًا بالمصلين فى الفجر وقرأ من أواخر سورة الأحقاف وأوائل سورة محمد ووقتها طلبت الإعلامية صفية المهندس المسئول عن الوقت إتاحة المجال أمامه ليقرأ أطول فترة ممكنة وبسبب ذلك لقب بقارئ النصر وقارئ العبور كما أطلق عليه أقرانه وتلاميذه أستاذ الوقف والابتداء والتلوين والتنغيم.

في سياق متصل قالت هناء ابنة الشيخ محمد عبد العزيز حصان : كان هناك رجلًا يعمل فراشًا بجوار إحدى المدارس بكفر الزيات وكان يحب والدي وأوصى أسرته وأقاربه بأن يدعوه للتلاوة فى مأتمه عند وفاته وكانت الأسرة لا تستطيع دفع تكاليف المأتم وعند وفاته تمت دعوة والدي وعلم بالموقف فما كان منه إلا أنه تكفل بمصاريف العزاء ووعدهم بأنه سيقرأ فيه لكن حدثت مفاجأة حيث اتصل به الفريق محمد سعيد الماحى كبير ياوران رئاسة الجمهورية ليقرأ فى عزاء والدة الرئيس السادات لكن والدي اعتذر عن عدم الحضور لأنه مرتبط بقراءة فى عزاء آخر وبعد ذلك تمت دعوته لحضور حفل أربعين والدة الرئيس السادات فوافق والدي وعندما حضر استقبله الرئيس السادات مداعبًا له وقال له : والله أنت كبرت فى نظرى قوى يا مولانا عندما علمت أنك اعتذرت عن عدم الحضور فى مأتم والدتى لتفى بوعدك مع أولاد عم خليل بتاع الفراشة .

أيضا قالت هناء ابنة الشيخ محمد عبد العزيز حصان : تم تعيين والدي قارئًا للسورة فى المسجد الأحمدى بطنطا بقرار جمهورى من الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1980 فقد كانت له ذكريات مع مدينة طنطا .. كان يقف خاشعًا باكيًا على أبوابها فقد حفظ القرآن بها وتعلم علومه وجوده والتقى مع عشاق صوته واستمعوا له فقد كان يقرأ بها كل أسبوع حتى جاءه تكليف من رئاسة الجمهورية وقتها بأن يكون قارئًا للسورة بأشهر مساجد مصر وكان يقول إنه من حسن حظى أن منَ الله على وجعلنى خادمًا للقرآن وقارئًا للسورة وأذكر أيضا أن إذاعة القرآن الكريم بدولة إيران أرسلت له العديد من السفريات إلى دول الخليج العربى فسافر إلى الإمارات بدعوة خاصة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمملكة العربية السعودية التى كان يعتبرها وطنه الثانى بعد مصر وكان يشعر بحبها فى قلبه ويحس بالأمان فيها لحسن معاملتهم وشدة إعجابهم وتقديرهم له وكان والدي القارئ الوحيد الذى لم يطبق عليه قرار المسئولين بالتليفزيون المصرى بمنع ظهور القراء كفيفى البصر بالحفلات والجمعات التى ينقلها التليفزيون فى بث مباشر على الهواء من المساجد وكان سبب القرار هو صعوبة تنبيه القراء كفيفى البصر إلى انتهاء الوقت المخصص للقراءة ولم يجرؤ أحد من مسئولى التليفزيون وقتها على إزاحة والدى عن قراءة قرآن الجمعة فى الجمعات التى كان ينقلها التليفزيون من الجامع الأحمدى بطنطا رغم أن رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسنى مبارك حضر الجمعة الأخيرة من رمضان ذات مرة فى الجامع الأحمدى فى بداية التسعينيات من القرن الماضى ولم يجرؤ مسئولو التليفزيون على تغيير والدي لأن الناس كانت لن توافق على ذلك .

أضافت هناء ابنة الشيخ محمد عبد العزيز حصان قارىء القرآن الكريم : أنجب والدي تسعة أبناء ستة من الذكور هم : إبراهيم ومحمد وهشام والشافعى ورضا وأحمد وثلاثًا من الإناث هنَّ : وفاء ومايسة وأنا وتوفي اثنين فى حياة والدي وهما عبد المنصف الذى مات فى حادث أثناء رجوعه من محافظة كفر الشيخ وكان يستمع للوالد فى قرآن الجمعة ورضا الذى كان مريضًا وتوفى بعدها وأذكر أيضا أن في عام 1990 حصل محمد العيسوي محمد نجا من جامعة الملك عبد العزيز آل سعود بالمملكة العربية السعودية على الدكتوراه عن والدي الشيخ محمد عبد العزيز حصان في الوقف والابتداء تحت عنوان التصوير النغمي للقرآن الكريم وعلم التنغيم .

في الختام قالت هناء ابنة الشيخ محمد عبد العزيز حصان : توفى والدي ليلة الجمعة 2 مايو عام 2003 وأقيمت صلاة الجنازة عليه فى مسجد السيد أحمد البدوى بطنطا وكان قد قال لنا فى إحدى المرات : يا أولاد لما أموت صلوا على صلاة الجنازة مع صلاة الجمعة فى المسجد الأحمدى بطنطا ومن مفارقات القدر أن أمي توفاها الله فى عصر نفس اليوم وقد ترك والدي تسجيلات عدة وتراث يقدر بـ 10 آلاف ساعة من التلاوة .

الشيخ محمد ساعي نصر الجرزاوي من قراء القرآن الكريم الذين دخلوا القلوب والعقول وقد ترك للمستمعين تلاوته القرآنية التي تسعدنا على مدار الزمان وفي هذا الحوار مع إبنته الإذاعية القديرة سعاد الجرزاوي نتعرف على الكثير .

...................................؟

ولدت فى السادس من شهر ديسمبر عام 1956 بجرزا مركز العياط بمحافظة الجيزة لأسرة مكونة من الوالد فضيلة الشيخ محمد ساعي نصر الجرزاوي قارئ القرآن الكريم بالإذاعة و التليفزيون والوالدة أمينة الصاوي وشقيقي الأكبر ماضي وهو حاصل علي بكالوريوس الهندسة  قسم الكهرباء ثم شقيقي صلاح وهو حاصل علي بكالوريوس الفنون الجميلة قسم الديكور وهو يعد من الرعيل الأول لمذيعي إذاعة الشباب والرياضة وقد نشأت علي تعليم كتاب الله وسنة الرسول الكريم والقيم الطيبة .

...............................؟

تعلمت في مدرسة شجرة الدر الإبتدائية ثم مدرسة الهرم الإعدادية ثم مدرسة الجيزة الثانوية وبعد حصولي علي الثانوية العامة التحقت بكلية الآداب قسم علم النفس جامعة القاهرة وحصلت علي الليسانس عام 1981 وألتحقت بالعمل الإذاعي في اواخر عام 1981 وتم اعتمادي مذيعة تنفيذ بإذاعة الشباب والرياضة وفي عام 1982 تقدمت إلي أختبارات مذيعي التليفزيون و برغم نجاحي لم اتسلم العمل بالتليفزيون وأخترت الإذاعة نظرا لأن مذيعات التليفزيون يظهرن علي الشاشة بدون حجاب وأنا أحرص علي الحجاب هذا اضافة الي مشورة والدي رحمه الله تعالى .

.........................................؟

 خرج صوتي علي الهواء مباشرة لأول مرة للمستمعين يوم شم النسيم عام 1982 وتصادف في ذلك اليوم وفاة والد صديقتي سميرة محمد علي وكان معي في أستوديو الهواء زميلتي عزة الزفتاوي وكان يقوم بتدريبنا علي كيفية التعامل مع أستوديو الهواء الزميل صلاح الدين مصطفى والذي أنتقل فيما بعد الي التليفزيون المصري .

................................؟

تزوجت من اللواء عبد العليم عبد الله عام 1986 ورزفنا الله تعالى بأميرة بكالوريوس الفنون الجميلة وهند ليسانس آداب قسم اجتماع جامعة القاهرة.

..............................؟

والدي الشيخ محمد ساعى نصر الجرزاوى من مواليد 28 مارس عام 1912 في جرزا التابعة لمركز العياط بمحافظة الجيزة والتحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم وعمره لم يتجاوز 12 سنة وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية التحق بالأزهر الشريف وتعرف على الشيخ  محمد رفعت فى منتصف العشرينيات عندما كان يتردد على منزل خاله محمد حبيب بحى عابدين الذى ربطته صداقة بالشيخ محمد رفعت وكان يدعوه لقراءة القرآن الكريم بالمنزل وكان والدي ينتظر بشوق ولهفة حضور الشيخ محمد رفعت إلى منزل خاله وعندما استمع الشيخ محمد رفعت إلى صوت والدي قال : ( إن صوت الشيخ محمد ساعى نصر الجرزاوى له مذاق خاص وبه شجن ورنين مستحب ).

...............................؟

فى عام 1932م حصل والدي الشيخ محمد ساعى نصر الجرزاوى على الشهادة العالمية وتعلم القراءات والتجويد وقرأ القرآن الكريم فى المناسبات الدينية  وإحياء المآتم وفى منتصف الخمسينيات وفى إحدى المناسبات الدينية قدم فاصلا من الابتهالات الدينية فأعجب به الدكتور المحروقى وزير الزراعة وقتئذٍ لذا عرض عليه التقدم للإذاعة وبالفعل تقدم إلى اختبارات القراء الجدد بالإذاعة ونجح بتفوق وتم اعتماده قارئا بالإذاعة فى عام 1961م وصافح صوته آذان المستمعين يوم الأحد 10 ديسمبر عام 1961م وكانت أول قراءة له بما تيسر من سورة الحديد ويوم 10 أغسطس عام 1963م قرأ لأول مرة بالتليفزيون المصرى حيث قرأ فى القناة الأولى .

............................؟

تم تعيين والدي  الشيخ محمد ساعي نصر الجرزاوي لقراءة القرآن الكريم فى مسجد الزمالك بمحافظة القاهرة وسافر فى بعثات وزارة الأوقاف إلى العديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية لإحياء ليالى شهر رمضان ونذكر على سبيل المثال : المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة  وليبيا والجزائر وتونس وسلطنة عمان وفرنسا وسويسرا وبلجيكا وإنجلترا وكرمته الدول التى زارها إعجابا به وتقديرا له وطلبت شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات من والدي تسجيل القرآن الكريم بصوته ولكنه رفض بقوله : إن القرآن الكريم لا يباع .

................................؟

فى أوائل شهر أبريل عام 1984م دخل والدي الشيخ محمد ساعى نصر الجرزاوى مستشفى مصر الدولى نظرا لمرضه وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها يوم 9 مايو ويوم 11 توارى جثمانه بين ثرى مدافن العائلة بـجرزا مركز العياط بمحافظة الجيزة فرحمة الله على روحه .

الفنان سمير الإسكندراني علامة كبيرة في تاريخ الفن المصري والعربي وأيضا وهب علمه وفكره وثقافته لأجل مصر الحبيبة فلم تتمكن الأموال وملذات الحياة من تجنيده ضد وطنه لأنه تربى بالحلال فالأرض الطيبة نباتها طيب وفي هذا الحوار مع المصرفية نجوى سمير الإسكندراني الموظفة بإحدى البنوك نتعرف على الكثير بشأن والدها رحمه الله حيث قالت : تعلمت من والدي رحمه الله الكثير والكثير وهذا يحتاج إلى صفحات وصفحات ولكن يكفي أن أقول لحضرتك أن والدي كان إنسانا حكيما في كل تصرفاته ولو أحد أساء له كان لا ينفعل ويتعامل بمبدأ الهدوء والحكمة وكان شديد الحرص على فعل الخير والمحافظة على الجمال والقيم المصرية والوطنية الجميلة وقد شعر والدي بتعب وطلب نقله للمستشفى وفي آخر أيامه قال لي : أنا مش عايش العيشة بتاعتي لأن والدي كان يعيش حرا في حياته ولم يكن مقيدا بأي شيء .. أنا مقيد بالمستشفى والأطباء وكان يقول لي أيضا : الحياة نسبية وما نراه صحيحا قد يراه الغير خطأ وقبل أن تصعد روحه إلى بارئها قال لي : سوف أترككم بعد أسبوع وبالفعل والدي توفى بعد أسبوع حيث فاضت روحه إلى بارئها مساء يوم الخميس 13 أغسطس عام 2020 وشيعت جنازته من مسجد السيدة نفيسة تنفيذا لوصيته وتوارى جثمانه بين ثرى مقابر الأسرة في السيدة نفيسة بمحافظة القاهرة .

في سياق متصل قالت نجوى سمير الإسكندراني عن الدور الوطني الذي قام به : والدي في فترة صباه أحب جارتهم الإيطالية يولندا ومن أجلها قرر أن يتعلم اللغة الإيطالية وتفوق في دروس الإيطالية ونجح في الحصول على منحة دراسية في مدينة بيروجيا الإيطالية لدراسة الأدب واللغة في جامعتها الشهيرة وسافر والدي قبل موعد الرحلة بثلاثة أسابيع ليزور والدة الدكتورة ماريا هايدر الأستاذة بجامعة فيينا ودعته لقضاء السهرة في مرقص صغير وراح براقصها فيه بكل مرح وبراعة وضحكاتها تملا المكان حتى ارتطمت قدمه عفوا براقص آخر .. التفت إليه في حده يسأله عن جنسيته .. وعندما أجابه بأنه مصري ارتسم الغضب على وجه ذلك الراقص ولوح بقبضته في وجهه صائحا في مقت شديد وأنا إسرائيلي ويوما ما سنحتل مصرك كلها وعندئذ سأبحث عنك أنت بالذات وسط الخراب والحطام وأقتلك مرتين .. وقبل أن يتم عبارته كانت قبضة والدي تحطم فكه وتحول المكان كله إلى ساحة قتال .. وفي بيروجيا استقر المقام بوالدي عند سنيورا كاجيني التي عاملته كابنها وأكرمته وقضى في منزلها منحته الصيفية وعاد إلى القاهرة وكله شوق ولهفة للقاء حبيبة القلب يولندا ولكن كانت هناك في انتظاره مفاجأة مؤلمة .. لقد رحلت يولندا مع أورلاندو صديقها القديم ليتزوجا في أوروبا ونسيت أمره هو تماما .. وكانت الصدمة قاسية عليه ولكنها لم تحطمه وإنما دفعته للاستزادة من دراسته للغة الإيطالية حتى حصل على منحة دراسية ثانية في جامعة بيروجيا التي سافر إليها في الصيف التالي ليقيم أيضا عند سنيورا كاجيني وذات يوم وهو يلعب البياردو في الجامعة التقى بشاب ذكي يجيد العربية بطلاقة مدهشة ويتحدث الفرنسية والإيطالية والإنجليزية في براعة إلى جانب إجادته لبعض ألعاب الحواة التي بهرت طلاب جامعة بيروجيا وأدهشت والدي للغاية .. وقدم الشاب نفسه لوالدي بأسم سليم وسرعان من توطدت أواصر الصداقة بينه وبين والدي وأخبره أنه يعقد بعض الصفقات التجارية التي تتطلب سرعة التحرك والسرية مما يبرر اختفاءه كثيرا عن بيروجيا ثم ظهوره المباغت في فترات غير منتظمة وهو يصطحب في معظم الأحيان فتيات فاتنات وينفق عليهن في سخاء واضح .. وعلى الرغم من انبهار والدي بهذا الشاب في البداية إلا أن شيئا ما بعث الكثير من الحذر في أعماق والدي فراح يتعامل معه في بساطة ظاهرية وتحفز خفي نجح في التعامل بهما في مهارة وكأنه ثعلب ذكي يجيد المراوغة والخداع وذات يوم علم والدي أن هذا الشاب ليس عربيا وأنه يحمل جواز سفر أمريكيا مما ضاعف من شكوك والدي وحذره فقرر أن يراوغ سليم أكثر وأكثر حتى يعرف ما يخفيه خلف شخصيته المنمقة الجذابة حتى كان يوم قال له فيه سليم : أن طبيعتك تدهشني جدا يا سمير فأنت أقرب إلى الطراز الغربي منك إلي الطراز العربي .. كيف نشأت بالضبط ؟ وهنا وجد والدي فرصة سانحة لمعرفة نوايا سليم فأستغل معرفته الجيدة بطبائع المجتمع الأوروبي واليهودي التي أكتسبها من أمسيات سطح شارع عبد العزيز وابتكر قصة سريعة أختلقها خياله بدقة وسرعة مدهشتين ليدعي أن جده الأكبر كان يهوديا وأسلم وليتزوج جدته ولكن أحدا لم ينس أصله اليهودي مما دفع والده إلي الهجرة للقاهرة حيث عرف أمه ذات الطابع اليوناني وتزوجها وانه أكثر ميلا لجذوره اليهودية منه للمصرية .. وسقط سليم في فخ والدي الثعلب وأندفع يقول في حماس : كنت أتوقع هذا .. أنا أيضا لست مصريا يا سمير .. أنا يهودي .. وابتسم الثعلب الكامن في أعماق والدي عندما أدرك أن لعبته قد أفلحت ودفعت سليم لكشف هويته ولكن اللعبة لم تقتصر على هذا فبسرعة قام سليم بتقديم والدي إلى رجل أخر يحمل اسم جوناثان شميت ثم أختفى تماما بعد أن انتهت مهمته باختيار العنصر الصالح للتجنيد وجاء دور جوناثان لدراسة الهدف وتحديد مدى صدقه وجديته وأدرك والدي أنه تورط في أمر بالغ الخطورة ولكنه لم يتراجع وإنما مضى يقنع جوناثان الذي لم يكن سوى أحد ضباط الموساد الإسرائيلي وعرض على والدي العمل لصالح ما أسماه بمنظمة البحر الأبيض المتوسط لمحاربة الشيوعية والاستعمار مقابل راتب شهري ثابت ومكافآت متغيرة وفقا لمجهوده وقيمة الخدمات التي يمكنه تقديمها فوافق والدي على الفور وبدأ تدريباته علي الحبر السري والتمييز بين الرتب العسكرية ورسم الكباري والمواقع العسكرية وتحديد سمك الخرسانة ثم طلب جوناثان من والدي التطوع في الجيش عند عودته إلي مصر وأعطاه مبلغا كبيرا من المال ومجلة صغيرة للإعلان عن ناد ليلي في روما مطبوعة فيه صورته وهو يغني في بعض السهرات كتبرير لحصوله على المال .

أضافت نجوى سمير الإسكندراني : عاد والدي إلى بيروجيا ليستقبل عمي الوحيد سامي الذي حضر ليقضي معه بعض الوقت قبل سفره إلى النمسا وقضى والدي فترة أجازة عمي كلها في توتر شديد ثم لم يلبث أن حسم أمره فأيقظه في أخر لياليه في بيروجيا وقبل سفره إلي النمسا وروى له القصة كلها ثم طالبه بالكتمان الشديد .. وأصيب عمي بالهلع وطلب من والدي الحرص الزائد والتوجه فور عودته إلى مصر للمخابرات العامة ليروي لها كل ما لديه .. وكان هذا ما قرره والدي بالفعل وما استقر رأيه عليه ولكنه في الوقت ذاته كان يصر على ألا يخاطر بما لديه من معلومات وبألا يبلغ بها سوى شخص واحد في مصر وفور عودة والدي إلى القاهرة وعن طريق أحد أصدقاء جدي تم الاتصال بالمخابرات العامة وبمديرها صلاح نصر الذي بذل قصارى جهده لينتزع ما لدى والدي من معلومات ولكن والدي أصر في عناد شديد على ألا يبلغ ما لديه إلا للرئيس جمال عبد الناصر شخصيا .. وقد كان .. واستمع الرئيس جمال في اهتمام شديد إلى القصة التي رواها والدي وشاهد مع مدير المخابرات تلك الحقيبة التي أعطاها جوناثان لوالدي بجيوبها السرية والعملات الصعبة والحبر السري وغير ذلك من أدوات التجسس التي أطلع عليها الرئيس جمال عبد الناصر ثم رفع عينيه إلى والدي وقال له : أعتقد أن دورك لم ينته بعد يا سمير .. أليس كذلك ؟ أجابه والدي في حماس شديد : أنا رهن إشارتك يا سيادة الرئيس ودمي فداء لمصر.. وكان هذا إيذانا ببدء فصل جديد من المعركة وبدأ والدي يعمل لحساب المخابرات المصرية وتحت إشراف رجالها الذين وضعوا الأمر برمته على مائدة البحث وراحوا يقلبونه على كل الوجوه ويدربون والدي على وسائل التعامل وأسلوب التلاعب بخبراء الموساد وأستوعب والدي الأمر كله في سرعة وإتقان وبرزت فيه مواهبه الشخصية وقدرته المدهشة على التحكم في انفعالاته وبراعته في التعامل مع العدو فراح يرسل معلومات سرية عن مواقع عسكرية ومراكز قيادية ومعلومات عن برج القاهرة الذي كان محطة رادارية هامة ومواقع أخرى لها فاعليتها الاستراتيجية دون أن يتجاوز قدراته الحقيقية أو يبدي حنكة غير عادية يمكنها أن تثير شكوك العدو وبدأ جوناثان يطمئن لصدق والدي أما جدي فقد علم بأمر ذهاب والدي إلى المخابرات فور عودته من إيطاليا إلا أنهم افهموه هناك إنها مجرد شبهات بلا أساس وقد طلبت المخابرات من والدي أن يخفي عن والده أمر عمله معهم حتى يحاط الأمر بأكبر قدر ممكن من السرية ولكن والده لم يتقبل غيابه الطويل ولا عودته ذات ليلة متأخرا فثار في وجهه وطرده من المنزل ووالدي كان يتمزق حزنا ولا يستطيع تبرير موقفه أمام والده الذي يعتبره طيلة عمره مثله الأعلى ولكن يالعجائب الأقدار .. لو لم يطرد جدي الحاج فؤاد والدي هذه الليلة لفشلت العملية كلها وربح الموساد اللعبة فسبب التأخير هو أن والدي كان يعد خطابا خاصا للعدو بمعاونة ضابط اتصال من المخابرات المصرية ورسم فيه بعض المواقع العسكرية ولكنه أخطا في بعض الرموز العسكرية الهندسية فأصلحها له ضابط الاتصال في عفوية بفضل خبرته ودراساته العسكرية القديمة مما أضطر والدي إلى إعادة صياغة الخطاب مرة أخرى برموزه الصحيحة وحمله معه ليرسله إلى جوناثان بالطرق المألوفة ولكنه وصل إلى منزله متأخرا فطرده جدي واضطر والدي للمبيت عند زميل له من أصل ريفي وأصابته نوبة أنفلونزا بسبب انتقاله من وسط المدينة إلى إمبابة في الليل البارد فسقط طريح الفراش طوال الأسبوع ولم يرسل الخطاب وفي الوقت نفسه انتبه ضابط الاتصال إلى أنه من غير الطبيعي أن يرسم والدي الرموز العسكرية الهندسية الصحيحة وهو لم يتعلمها على يد جوناثان وفريقه وانه من المفروض أن يرسل الرسوم غير الصحيحة فأنطلق يبحث عنه ويدعو الله إلا يكون قد أرسل الخطاب وإلا أدرك الإسرائيليون أن هناك من يرشده وتفشل العملية كلها ... وعثر الضابط على والدي وحمد الله سبحانه وتعالى على أنه لم يرسل الخطاب فأخذه منه وجعله يكتبه مرة أخرى كما كان في البداية وبدون تصحيح وأرسله إلى جوناثان .. وطوال الوقت كان والدي يشكو في خطاباته إلى جوناثان من احتياجه الشديد للمال ويهدد بالتوقف عن العمل لو لم يعملوا على إخراجه من ضائقته المالية وفي الوقت نفسه كان يرسل لهم عشرات المعلومات والصور التي سال لها لعابهم وجعلتهم يتأكدون من انه عميل عظيم الأهمية يستحيل التضحية به لأي سبب من الأسباب فطلبوا منه استئجار صندوق بريد وأخبروه أنهم سيتدبرون أمر تزويده بالنقود المطلوبة ووصل مبلغ 3000 دولار إلى صندوق البريد داخل عدة مظاريف وصلت كلها من داخل مصر لتعلن عن وجود شبكة ضخمة من عملاء إسرائيل تتحرك في حرية داخل البلاد وتستنفذ أسرارها وأمنها ... وبدأت خطة منظمة للإيقاع بالشبكة كلها ولكن الإسرائيليين استدعوا والدي وطلبوا منه السفر بسرعة إلى روما وهناك أخضعوه إلى استجواب عسير انتهى إلى مضاعفة ثقتهم به وعودته إلى مصر بأوامر وتعليمات وطلبات جديدة .

في ذات السياق قالت نجوى كريمة الفنان سمير الإسكندراني : والدي أستأجر شقة في شارع قصر العيني بالقاهرة وأرسل يطالب جوناثان بالمزيد من الأموال لتغطية النفقات ومصاريف تأسيس الشقة وأعلن خوفه من إرسال الأفلام التي يلتقطها للهداف الحيوية خشية أن تقع في أيدي الجمارك ورجال الرقابة فأرسل إليه جوناثان رقم بريد في الإسكندرية وطلب منه إرسال طرود الأفلام إليه وسيتولى صاحبه إرسالها إلى جوناثان نفسه وبدأت خيوط الشبكة تتكشف شيئا فشيئا وعيون رجال المخابرات المصرية تتسع أكثر وأكثر في دهشة وعدم تصديق .. لقد كانت أضخم شبكة تجسس عرفها التاريخ منذ جواسيس قيصر روسيا في بدايات القرن ومعظمها من الأجانب المقيمين في مصر والذين يعملون بمختلف المهن ويحملون جنسيات مختلفة وأدركت المخابرات المصرية أنها أمام صيد هائل يستحق كل الجهد المبذول وقررت أن تعد خطتها بكل دقة وذكاء وتستعين بقدرات والدي الثعلبية لسحق الشبكة كلها دفعة واحدة في أول عمل من نوعه في عالم المخابرات وبخطة ذكية استطاع والدي إقناع المخابرات الإسرائيلية بإرسال واحد من أخطر ضباطها إليه في القاهرة وهو موسى جود سوارد الذي وصل متخفيا ولكن المخابرات المصرية راحت تتبع خطواته في دقة مدهشة حتى توصلت إلى محل إقامته وإلى اتصالاته السرية برجلين هما رايموند بترو الموظف بأحد الفنادق وهيلموت باوخ الدبلوماسي بإحدى السفارات الأوروبية والذي ينحدر من أم يهودية ويتولى عملية إرسال العمليات إلى الخارج مستخدما الحقيبة الدبلوماسية بشكل شخصي وبضربة مباغته ألقت المخابرات المصرية القبض على موسى وتحفظت عليه دون أن تنشر الخبر أو تسمح للآخرين بمعرفته وتمت السيطرة عليه ليرسل خطاباته بنفس الانتظام إلى الموساد حتى يتم كشف الشبكة كلها والإيقاع بكل عناصرها .. راح عملاء الشبكة يتساقطون واحد بعد الأخر والحقائق تنكشف أكثر وأكثر ودهشة الجميع تتزايد وتتزايد ثم كانت لحظة الإعلان عن العملية كلها وجاء دور الإسرائيليين لتتسع عيونهم في ذهول وهم يكتشفون أن الثعلب المصري الشاب سمير الاسكندراني والدي الذي أفتخر به قد ظل يعبث معهم ويخدعهم طوال عام ونصف العام وانه سحق كبريائهم بضربة ذكية متقنة مع المخابرات المصرية التي دمرت أكبر وأقوى شبكاتهم تماما وفكروا في الانتقام من والدي بتصفية عمي سامي ولكنهم فوجئوا بأن المخابرات المصرية قد أرسلت أحد رجالها لإعادته من النمسا قبل كشف الشبكة وكانت الفضيحة الإسرائيلية عالمية وكان النصر المصري ساحقا مدويا واستمع والدي إلى التفاصيل وهو يبتسم ويتناول الطعام بدعوى شخصية من الرئيس جمال عبد الناصر.

أما عن والدها الفنان قالت نجوى سمير الإسكندراني : والدي الفنان سمير الإسكندرانى اتجه للغناء عن طريق الصدفة وهو تتلمذ على يد أحد أساتذة الأوبرا الإيطاليين وكان من عشاق كتابات الكاتب العظيم أنيس منصور وذهب للعمل معه في مجلة الجيل الجديد وعندما عرف أنيس منصور أن والدي يجيد اللغة الإيطالية أرسله إلى مدير عام الإذاعة بالشريفين للعمل كمذيع بالبرنامج الإيطالى وأثناء عمله كمذيع بالبرنامج الإيطالى قام بتقديم الأغانى الأجنبية التي كان يكتبها ويلحنها مصريون وأراد وقتها الإذاعي عبد الحميد الحديدي مدير الإذاعة أن يقدم فكرة ( الفرانكو آراب ) فأرسل والدي إلى الموسيقار محمد عبد الوهاب وعندما وصل إلى منزله بالزمالك وجد عنده الشاعر حسين السيد وأحمد الحفناوي وقال الموسيقار محمد عبد الوهاب لوالدي : سمعنى وبعد غني والدي قال له محمد عبد الوهاب : لو عندى الصوت ده كنت خربت الدنيا وهو ما اعتبره والدي إهانة وانصرف من عند محمد الوهاب وبكى وهو في الشارع خلال عودته لمنزله وعندما وصل  للمنزل قالت له جدتي : محمد عبد الوهاب اتصل بك ؟ فقال لها : ده أهانني وحقرني .. ثم اتصل والدي  بالموسيقار محمد عبد الوهاب الذي قال له : الجملة قلتها تعبيرا عن إعجابي الشديد بصوتك وأذكر أيضا أن والدي قدم مئات الأغنيات المتنوعة وشارك في حفلات كثيرة كما غنى تترات بعض المسلسلات وفي الختام أطلب من رئيس الجمهورية تخليد اسم والدي ووضعه على أحد المحاور المرورية أو إحدى محطات مترو الأنفاق وذلك تقديرا لدوره الوطني العظيم تجاه مصر الحبيبة وأتمنى أيضا من الإذاعة والتليفزيون تقديم أغنيات والدي الفنان سمير الإسكندراني وأتمنى من كل المصريين والعرب الدعوات لوالدي وقراءة الفاتحة على روحه النقية الطاهرة . 

كلّما أزر كردستان؛ أزرْ صديقي الأديب جلال زنكَابادي (في أربيل) برفقة الكاتب نوزت دهوكي (صديقنا المشترك) وبالأخص منذ إصابته بالجلطة القلبية شبه المميتة، وإجراء عملية استبدال شرايين قلبه المعطوبة، حيث نلتقيه في خلوته وسط أكداس الكتب مع حاسوبه، ونقضي سويعات مدردشين في الشجون الثقافية، لاسيما عن مصير نتاجاته المتراكمة منذ عقود، وفي كلّ مرّة كنت أرغب بإجراء حوار معه، لكنّه لايحبّذ الحوارات ويتحاشاها،وقد علّل موقفه قائلاً :

- الأديب يساوي نتاجه ؛ فلماذا لايتناول الصحافيون والنقاد نتاجاته، ويفضلون أن يثرثر؟!

* ولكنّك تعاني من الإقصاء والتعتيم والتهميش والتهشيم؛ ألا ينبغي تسليط الضوء عليك؟!

- ولماذا لاتسلّطون الضوء على النتاج وهو الأولى بذلك ،وليس شخصي؛ فأنّاً لست سياسياً بضاعته الكلام، ولا ممثلاً مسرحياً أو سينمائياً؟!

* أعترف بأنك محقّ

وطبعاً كان يهدينا في كلّ مرّة العديد من الكتب والمجلات و أيّ كتاب صادر له، وفي زيارتنا الأخيرة أهدانا كتابيه الصادرين حديثاً(سنة في الجحيم/ترجمة)و(ديوان الخيّام/ترجمة ودراسة) وقال بلهجة حزينة ساخرة :

- في السنين الأخيرة صدرت بضعة كتب لي، طبعاً عبر خرم الإبرة ، ومازال طابور العشرات الباقية في انتظار رحمة النور.. ولكن رغم إهدائي مئات النسخ من كتبي إلى الأدباء والصحافيين والجرائد والمجلات وغيرها؛ لم تحظ بغير بضع إشارات خبريّة ومقالات صحافيّة شبه عابرة!

* و لماذا لايكترثون بها ؟

- لأن أكثر الصحفيين والنقاد(أغلبهم انتهازيّون مخضرمون، أو أشباه جهلة مستجدون) دائبون على الكتابة عن كتب مسؤوليّ الأجهزة والمؤسسات الثقافية والمتنفذين في أجهزة السلطات وأذيالهم هنا وهناك؛ مادامت المكاسب الدسمة بأيديهم من طبع كتب ودعوات مهرجانات وإيفادات وسفرات سياحيّة ... ناهيكم عن الحسد والغيرة في وسطنا الثقافي الموبوء بشتى الأمراض وأطغاها هو النفاق، فلو كنت أنا وأمثالي من ذوي المناصب السلطويّة(السياسية أو الثقافية أو المزدوجة) لكان الإنتهازيون المرتزقة يكتبون عنا ويشيدون بإنجازاتنا عبر وسائل الإعلام كافة خمس وعشرين ساعة يوميّاً! ولكانت أجهزة ومؤسسات النشر تطبع وتنشر حتى ضرطاتنا الصباحيّة قبيل الغداء، ثمّ تشيد بأصدائها على الصّعد المحلّية والعربيّة والعالميّة!

وتكمن الطامة الكبرى في أن أكثر ساسة العراق وأصحاب القرار الثقافي أدباء فاشلون ومثقفون خاوون لايتحملون تفوّق أديب أو فنان مبدع مستقل مرفوع الهامة؛ فلا عجب إذا كان التعتيم نصيب كتبي وكتب أمثالي من المقصيين المغيّبين والمهمّشين..

* ولكن إلى متى؟!

- إلى ماشاءت الأنانيّة والمحاباة والمحاصصات والنفاقات والمقايضات التصفيقيّة...ورغم ذلك لابدّ أن يتبخر الزبد(الوغف)ويرسب ما ينفع الناس، كما يقال. والمستقبل حتماً ليس لأصحاب الكراسي والمشاهير المزيّفين؛ مهما إستفردوا واستحوذوا....وتاريخ ثقافات الشعوب والأمم يعجّ بالمئات من الأمثلة الساطعة..

وبعدها ناولني قائمة بكتبه الصادرة والماثلة للنشر وكذلك أجندته التي يشتغل عليها كسيزيف بلا كلل أو ملل منتظراً غودو!

وفيما يلي تفاصيلها؛ لعلّ بعض الناشرين يستحسنون ما يناسبهم منها:

(أ)- الكتب الصادرة:

  • عشرون قصّة كرديّة/ لعشرين كاتباً كرديّاً/ ترجمة مشتركة: (7 منها لجلال زنكَابادي، والبقيّة لفيصل مصطفى حاجي وعبدالغني علي يحيى ومحمّد صابر مولود) مع دراستين للأستاذ: حسين عارف و د. عزالدين مصطفى رسول) (210صفحات /قطع كبير)/ 1985الأمانة العامّة للثقافة والشباب لمنطقة كردستان- اربيل.
  • ساعات من قصب/ 60 قصيدة مختارة لشيركو بيكَس/ ترجمة مشتركة: (56 قصيدة منها لجلال زنكَابادي، والبقيّة لمحمّد موكري و كريم دشتي) تقديم: سعدي يوسف/( 140 صفحة / قطع متوسّط) 1994 مؤسسة المدى- دمشق/ بيروت
  • أوتار التنائي.../ فرهاد شاكلي( 69 قصيدة وتضم مجموعتين شعريتين : أوتار، و على جدران زنزانتي أحفر رسمك) ترجمة (197صفحة/ قطع متوسّط) 2004 دار الحصاد- دمشق/ سوريا
  • ظلّ الصّوت و قصص أخرى/ حمه كريم عارف/ ترجمة وتقديم(22 قصّة و رواية قصييرة) (160 صفحة/ قطع متوسّط) 2005 كركوك / كردستان العراق.
  • قصائد تأبى أيَّ عنوان و...../ (25قصيدة) جلال زنكَابادي(50صفحة / قطع كبير جداً= 150صفحة/ قطع متوسّط) 2009 مؤسّسة الرعد – كركوك/ كردستان العراق
  • ها هي معجزتي/ (61 قصيدة حب) جلال زنكَابادي (200صفحة/ قطع متوسّط) 2009 دار الجمل- بيروت/ بغداد
  • تأبى المنفى أينما رحلت/ 10 قصص: فاضل كريم احمد/ ترجمة مشتركة(5 منها لجلال زنكَابادي، والبقيّة لمحيي الدين محمود، د. بندر مندلاوي وغسّان نعسان) (334 صفحة / قطع متوسّط) تقديم وإشراف: غسّان نعسان/ 2009 سلسلة خاصّة بمهرجان كًلاويج – السّليمانية/ كردستان العراق
  • سنة في الجحيم/ مذكّرات: مهاباد قرَداغي/ ترجمة (214 صفحة / قطع كبير) 2010 وزارة الثقافة والشباب/ إقليم كردستان العراق- أربيل
  • ديوان عمر الخيّام/ دراسة وترجمة منثومة(269 صفحة/ قطع متوسّط) 2010 منشورات الجمل – بيروت/ بغداد

(ب)- كتب قيد النشر:

  • الثقافةالكرديّة: مشكلات ، معضلات و آفاق.....(قرابة 200صفحة/قطع متوسّط)
  • خورخيه مانريكي ، مرثيّة لأبيه/ ترجمة منثومة و دراسة عن الإسبانيّة(قرابة 100 صفحة/ قطع متوسّط)
  • عبر شبّاك تاج محل/ 31 قصيدة للشاعر الإيراني محمود كيانوش/ ترجمة وتقديم عن الفارسيّة والإنكًليزيّة(قرابة 100 صفحة/ قطع متوسّط)
  • الخادمة/ رواية لكَلاويج صالح ( قرابة 130صفحة/ قطع متوسّط) ترجمة عن الكرديّة
  • أسطورة كَلي ناوكَردان/ قصّة فولكلوريّة طويلة للفتيان، للكاتبة كَلاويج صالح (قرابة 75 صفحة/ قطع متوسط) ترجمة عن الكرديّة.
  • ثلاث قصص للفتيان/ كَلاويج صالح (قرابة 90 صفحة/ قطع متوسّط) ترجمة عن الكرديّة.

(ج)- كتب جاهزة للنشر(أكثر من نصفها منضّد ومنقح جاهز للتصميم):

  • أكثر من 70 قصيدة مختارة لسركَون بولص/ ترجمة وتقديم: إلى الكرديّة
  • أحلى الأغاني المختارة/ أكثر من 60 أغنية مترجمة إلى العربيّة عن اللغات: الإنكَليزيّة، الإسبانية، الفارسيّة، التركية والكرديّة.
  • قصائد مختارة لـ ( سمير خوراني/ جان دمّو/ بولس آدم/ دجونا/ دنيا ميخائيل...) / ترجمة إلى الكرديّة
  • الفنان عزيز سليم (ألبوم لوحات و دراسة) بالعربية
  • النحّات حسين مايخان(ألبوم و دراسة) بالعربيّة
  • الفنان عبدالرزاق الياسر(ألبوم ودراسة) بالعربيّة
  • لنعرف الخيّام (دراسة وترجمة منثومة لديوان الخيّام باللغة الكرديّة) (قرابة 300 صفحة / قطع متوسط)
  • عزيز نسين: قصّتي وقصص أخرى ودراسة عن أدبه السّاخر
  • خمس و عشرون قصّة و رواية واحدة/ ترجمة عن الكرديّة
  • خمس عشرة قصة ومسرحية واحدة/ ترجمة عن الكرديّة
  • مسرحيات مختارة/ غلامحسين ساعدي/ ترجمة عن الفارسية إلى العربيّة

(د)- كتب قيد الإستكمال والإنجاز(ليس ثمّة كتاب غير منجز حتى النصف، ويحتاج أغلبها إلى التنضيد والتنقيح)):

  • الرسائل العلميّة والفلسفيّة والأدبيّة لعمر الخيّام/ تحقيق وتقديم: رحيم رضازاده ملك/ ترجمة وتحشية وتقديم: ج. زنكَابادي
  • الخيّام : ماليء الدّنيا وشاغل المترجمين/ تأليف: ج. زنكَابادي
  • حكمة الإشراق للسهروردي الشهيد/ ترجمة دراسة وتحرير للنص مع التحشية
  • الفنان محمد عارف(ألبوم و دراسة) بالعربيّة
  • الفنان دارا محمد علي(ألبوم و دراسة) بالعربيّة
  • التركمان أصلاً وتاريخاً.. بالعربيّة
  • التركمان لمحات عن تراثهم الثقافي، بالعربيّة
  • قصائد مختارة للشاعر الأمريكي شل سيلفراستاين
  • حيدر بابا سلاماً/ للشاعر الاذربايجاني شهريار/ ترجمة عن الآذرية والفارسية إلى الكرديّة والعربيّة
  • قصص ومقالات مختارة لصمد بهرنكَي، ودراسة/ ترجمة عن الفارسية إلى العربيّة.
  • كَورو النبي والديانة السيخيّة / ترجمة وتأليف
  • ملحمة(قاطينا) الآشوريّة/ عن الفارسيّة .
  • الأدب الكَرجستاني(الجورجي) وأعلامه ...
  • محمود طرزي رائد الصحافة والنهضة الثقافية الحديثة في أفغانستان/ترجمة وتأليف
  • ناظم حكمت، عنه وله( مقالات وقصائد مترجمة) بالعربيّة
  • يشار كمال (مقالات وحوارات) ترجمة إلى العربيّة
  • أكثر من 100قصيدة من الشعر العالمي مترجمة إلى الكرديّة عن اللغات: الفارسيّة، الإنكَليزيّة، العربيّة، التركيّة والإسبانيّة
  • لنعرف الباسك (أصلهم، تاريخهم، لغتهم، ثقافتهم وقضيّتهم)
  • لنعرف البلوج (أصلهم، تاريخهم، لغتهم، ثقافتهم وقضيّتهم)
  • فن أمريكا اللاتينيّة منذ غابر الأزمنة حتى العصر الحديث
  • أدباء من أمريكا اللاتينيّة
  • الأدب البرتغالي، لمحة تاريخيّة عنه وأبرز أعلامه
  • ليلة في متحف البرادو رافائيل البرتي مترجمة عن الإسبانية إلى العربيّة
  • أشعار وحكايات مختارة/ للشاعر الإيراني عبيد زاكاني/ ترجمة وتقديم بالعربيّة
  • قصائد مختارة/ للشاعر الهندي بيدل دهلوي
  • رباعيات وغزليّات مختارة /حافظ الشيرازي
  • الأعمال الشعريّة الكاملة /الشاعرة الإيرانية فروغ فرّخزاد/ ترجمة ودراسة بالعربيّة
  • دوبيتات بابا طاهر اللري الهمداني و كلماته القصار/ ترجمة ودراسة بالعربيّة.
  • مولانا جلال الدين، منه وعنه/ بالعربيّة
  • قصائد مختارة لمولانا خالد النقشبندي/ترجمة إلى العربيّة
  • قصائد مختارة لشعراء ايران، أفغانستان وتاجيكستان...(رودكي سمرقندي...حتى مطلع القرن العشرين)

وكذلك:

* سلسلة قصائد مختارة من( كردستان/ ايران/ أفغانستان/ تاجيكستان/ آذربايجان/ أرمنستان/ كَرجستان(جورجيا)/ الهند وباكستان وبنكَلاديش/ افريقيا/ تركيا/ أوزبكستان وكازاخستان وقرغيستان وتركمنستان/ إسبانيا وأمريكا اللاتينيّة

* أكثر من عشر مجموعات شعرية باللغتين الكرديّة والعربيّة(ج.ز)

* بضعة كتب باللغتين العربيّة والكرديّة في شؤون الثقافة الكرديّة

* بضعة كتب في شؤون شتى ثقافات شعوب العالم

* بضعة ألبومات فنون تشكيليلية لفنانين: إيرانيين، ترك، هنود و تاجيك......

ملحوظة: لايقل أيّ كتاب عن مائة صفحة من القطع المتوسط ، ويقع بعضها في ثلاثمائة صفحة وأكثر...

ومنْ يرتاب في زعم أديبنا زنكَابادي؛ يمكنه البحث عن الحقيقة عبر صفحات النت عن غيض من فيضه، إن لم يستطع الظفر بالعشرات من المجلات والجرائد العربية والكردية، التي نشرت بضع مئات من مساهماته منذ عقود وحتى الآن.

وبعد قراءة أجندته سألته:

  • ألاتحتاج عشرات السّنين لتنفيذ هذه الأجندة؟!
  • كلاّ، لا أحتاج لأكثر من عشر سنين؛ إذا ظللت أنضّد كتبي بنفسي كما تراني الآن، أمّا إذا توافر لمؤازرتي طبّاع ماهر(يجيد اللغتين الكرديّة والعربيّة)؛ سيمكنني إنجاز أكثر من مائة كتاب لإي أقلّ من المدّة المذكورة، إنّما بشرط وجود دور نشر تتولّى نشرها تباعاً، فقد كنت خلال عقود يائساً من نشر كتبي؛ فتركت أغلبها غير منجزة، واكتفيت بالنشر في المجلات والجرائد، أمّا منذ قرابة السنة فقد فتح الأديب والناشر الألمعي الجريء خالد المعالي باب الأمل على مصراعيه لي، كما وعدني الأستاذ الكبير فخري كريم راعي مؤسسة المدى المزدهرة خيراً، وهنالك أيضاً بصيص أمل في دولة الإمارات...
  • حسناً..لماذا كلّ هذه الإهتمامات المتعددة والمتنوعة؟
  • قدَري أن أولد لأشيّد جسور التآخي بين الشعوب، وذلك من سوء حظي حاضراً، لكنّه من حسنه مستقبلاً بالتأكيد، علماً أن دماء كرديّة، عربيّة، تركمانيّة وربّما فارسيّة وأرمنيّة وبلوجيّة... تجري في عروقي شخصيّاً.
  • ألايؤثر هذا التشتت العددي في نوعيّة منجزاتك؟
  • كلاّ، بالعكس؛ فتعدديّة اهتماماتي هي الكفيلة بضمان الإحاطة الشاملة والمعمّقة في أيّ موضوع أطرقه وأخوضه، وقد أتفوّق على الإختصاصيين فيه.
  • حقاً انّك مثقف إستثنائي النمط في القراءة والكتابة والترجمة
  • أرجوك قني من هذا النعت؛ فلست وحيد عصري وفريد دهري، ففي مقدوري أن أسطّر الآن أسماء العشرات من مثقفيّ العرب والكرد والعالم ممّن أحسب نفسي تلميذاً لبعضهم.

وبعد جولة في مكتبته العامرة(قرابة 5 آلاف كتاب وألف مجلّة ببضع لغات) حضرني هذا التساؤل:

* متى بدأت بتكوين مكتبتك؟

- منذ سنة1961 وأنا في الصف الخامس الإبتدائي، ولكن الكتب والمجلات التي رأيتها الآن يعود أغلبها إلى سنة 1998 فصاعداً

* وما مصير ما قبلها؟

- تعرّضت مكتبتي لبضع نكبات؛ فقد أجبرتني الظروف الإستثنائية القاهرة(القمع والجوع وعدم الإستقرار) إلى التخلّص تارة والتخلّي تارة عن أغلب ما في مكتبتي من كتب ومجلاّت،وأبرز تلك النكبات حصلت في السنوات: 1974 خلال الهجمة البعثية الشرسة على كردستان/1978 خلال الهجمة العفلقيّة الفاشية على الحزب الشيوعي والقوى الوطنية والديموقراطية/1987-1988خلال عمليّات الأنفال الوحشيّة/ 1995-1996خلال الإحتراب الكردستاني(الإقتتال الأخوي!)  

* يا ترى كم كتاباً قرأت لحدّ الآن تقريباً؟

- أكثر من عشرة آلاف بضمنها المجلات والصحف طبعاً؛ لأنني منذ 1961 قلّما مرّ يوم ولمْ أقراً فيه مائة صفحة على الأقل، رغم جميع الظروف القاهرة.

* أعرف إنك موظف بسيط ؛ فمن أين لك النقود لشراء كلّ هذه الكتب القيّمة؟!

  • تساؤل رائع. معلوم أن أغلب المثقفين يصرفون نصف مواردهم، بل أكثر على التدخين والمشروبات والملذات والمظاهر الفارغة وحتى الموبقات! ممّا تهدر تلك الممارسات نقودهم وأعمارهم، أمّا أنا فبالعكس، فقد تعلّمت منذ فتوّتي على التقشف وكيف أصرف كلّ قرش في المكان المناسب، خصوصاً وان مواردي الماليّة الضئيلة أو المتواضعة جداً؛ كانت تأتيني منذ طفولتي بكدّي الشريف وعرق جبيني.

* ألا يؤثر صرفك المفرط على الكتب على معيشة عائلتك؟

- لعيش عائلتنا الكفاف راتبي الوظيفي ونسبة كبيرة من مكافآتي الأدبيّة ومراجعاتي اللغويّة والترجميّة؛ وإذا ما أصابتنا مصيبة أو بلوى؛ فأسارع إلى بيع الكتب غير الجوهريّة في مشاريعي، ناهيك عن انني مدبّر قدير متمرّس في استبدال الكتب، فمثلاً أتخلّى عن عشرة كتب مقروءة بيعاً أو مقايضة للحصول على كتاب جديد يهمني، ثمّ لاتنس الكتب الواردة إليّ كإهداءات من أصدقائي وزملائي

* ولكنّك في الوقت نفسه تهدي الكثير من الكتب والمجلاّت والصحف إلى المثقفين والقراء، ولمْ أرَ أو أسمع بنظير لك لحدّ الآن...

  • هذا بفضل إقتتاري على نفسي وتدبيري الحكيم في هذا المجال، إنطلاقاً من إيماني بمشاعيّة الثقافة، بل و أحسب هذا التصرّف جزءاً من مهمّات أيّ مثقف حقيقي ذي قضيّة. وهنا وهناك العديد مثلي بالتأكيد، ولكنّهم ربّما لم ينظموا هذا الحراك مثلي.

* ومع ذلك يصفك أكثر الأدباء بالإنطواء!

  • لأنّ وقتي ليس من(تنك) بل أغلى من الذهب، ومن الحماقة أن أهدره في جلسات الكَازينوهات والحانات، وحتى أكثر الندوات، التي يسودها النفاق والثرثرات التافهة، ومع(مثقفين!) يراوح أكثرهم في مكانه منذ عقود! إنّهم مخطؤون جدّاً فأنا لست منطوياً ، وإنّما منزو ومنفتح على أقصى بقاع المعمورة في الوقت نفسه عبر القراءة و الإنترنت، بل عندي عشرات الأصدقاء والصديقات الطيّبين/الطيّبات من المبدعين والمبدعات الرائعين/الرائعات..

وهكذا استطعت استدراج صديقي الخضرم بالمناورة لهذا الحوار العفوي الطريف،. وبعد تحريره، عرضته عليه عبر النت طالباً موافقته على نشره؛ فلم يمانع بعد ضبط بعض المعلومات بدقة، ومراجعته اللغويّة وتزويدي بصور بعض أغلفة الكتب التي ليست بحوزتي، و ها أنا أنشره؛ لعلّه يلقي شعاعاَ على أشهر أدبائنا المغمورين في الظل!

 

 

 

 

 

جلال زنكَابادي

سيرة خاطفة

 

* جلال حسين محمد أمين زنكَابادي- لَُرستاني(1/12/1951كردستان العراق): شاعر، مترجم، ناقد وباحث عراقي باللغتين العربيّة والكرديّة ، ويترجم إليهما عن: الفارسية،الإنكَليزية،الإسبانية، والتركيّة الآذرية...ويقرأ ببضع لغات أخرى.

* عصاميّ النشأة ؛ فبعد اغتيال والده في أواخر1960 لنشاطه الوطني؛ إسترجل مبكّراً وانخرط في شتى الأعمال والحرف: صانع تنانير، عتّالاً، عاملاً في مكافحة البعوض وعامل بناء... ثمّ بائع كتب على الأرصفة في السنوات(1987-1997) وقد تعرض للترحيل والتبعيد وفقد دارين له حجزاً ونسفاً في العهد العفلقي البائد.

* تثقيف ذاتي موسوعي. إبتدأ القراءة الجادّة منذ(1961) و الكتابة منذ(1963) ثمّ النشر في الجرائد والمجلاّت منذ(1967) لكنّه لم ينشر حتى الآن إلاّ القليل من كتبه المؤلّفة والمترجمة، وهي بالعشرات.

* ينشر باسميه (ج ورده) و(ج زنكَابادي) وأكثر من عشرة أسماء مستعارة. وهو يعرّب أحياناً مايكتبه بالكرديّة، ويكرّد مايكتبه بالعربية،ويترجم أحياناً النصوص الأجنبيّة إلى الكردية والعربية كلتيهما في الوقت نفسه.

* عمل معلّماً في التعليم الإبتدائي (1971- 1991) في القرى البعيدة والنائية مبعداً وشبه مبعد ، ثمّ في الجرائد والمجلات محرراً، مشرفاً ثقافياً ولغوياً، في الأقسام والملفات الأدبية والفنية والثقافية، وسكرتيراً ومديراً ورئيساً للتحرير لبضع مجلات في اقليم كردستان العراق.

* راجع ونقّح الكثير من النصوص الأدبية والبحثية والكتب المؤلفة والمترجمة للعشرات من الأدباء الكرد والعراقيين ومنهم أساتذة جامعيون.

*ساهم في الهيئات التأسيسية لـ(جمعية مترجمي كردستان/ 1992)و(الحركة الشعبية الكردستانية/ 1996)،(المركزالثقافي والإجتماعي لكركوك/ 1998) ومجلّتيّ(نَوْشَفَق) و(بابا كَركَر/2003 بكركوك)

*شارك في سنة2000 بدور شاهد رئيس في الفيلم التسجيلي(الأراضي الضائعة)وهو عن تدمير البيئتين الطبيعية والبشرية في كردستان العراق.

* له مساهمات متواترة على صفحات بضعة مواقع إنترنتية منذ 1999

رحل الشاعر الكبير الموسوعة عن عالمنا بداية شهر سبتمبر من عام 2023 وترك وراءه ارثا انسانيا كبيرا .. وهذا اللقاء لم ينشر   في الصحافة وسبق ان اجريت معه قبل سنوات

المزيد من المقالات...