أكمل الشاعر رشدي الماضي، قبل عودته الى البلاد، جولة ثقافية في أوروبا وكندا، شارك خلالها الجاليات العربية في أمسيات أدبيّة أقامتها الجمعيات والمؤسسات الفاعلة هناك...

هذا، وأفاد الماضي، أنَّه استهلّ نشاطه في العاصمة الهولندية أمستردام، حيث التقى الناشطة الثقافيّة السيدة مارتينا بيكر، التي استضافته في صالونها الأدبي في أمسية خاصة شارك فيها عدد من المثقفين العرب والأجانب عَشَّاقي اللغة العربيّة وآدابها...

حيث تمحور الحديث عن ديوان الشاعر الماضي – القدس العشر المبشّرات... وفدوى – الذي أصدرته دار الكتاب – كل شيء – لصاحبها ومؤسسها خلّ الكتاب الوفيّ الأستاذ صالح عبّاسي...

والذي بدأه الماضي بالحديث عن المدينة في شعره، من خلال مقارنة قصيرة حملت عنوان... مدينتي قصيدتي.. أشعر أنّني أحبّك!!!... تناول فيها قصائده عن حيفا، عكا، يافا والقدس...

ثم أجاب خلال وصلة حوار مع جمهور الحاضرين عن أسئلتهم وكان مسك الختام قيام الماضي بقراءّة باقة من قصائده خصّص خلالها قصيدة لكل مدينة على حدة.. ثمّ باح للحضور أنّ علاقته بالناشطة المضيفة تعود الى الزمن الجميل قبل سنوات طويلة حين زارت حيفا والتقت مع عدد من محاضري قسم اللغة العربية في جامعة حيفا ومع نخبة من النشاء العرب منهم: الأب إبراهيم داود والصديق المرحوم منير أيوب – خال القائد السياسي البارز الرفيق رجا زعاترة – والفنان المربي المرحوم مسلّم حمام...

أما محطته الثانية فكانت للعاصمة الإيطالية روما، والتي اجتمع فيها الى مندوبين عن أكاديمية فديريكو الثاني للشعر ومقرّها مدينة نابولي والتي منحته في مهرجان شعري خاص شهادة – شاعر الإنسانية – بالتعاون مع جمعية – الزيتونة – التي أسّسها ويفعّلها الشاعر الفلسطيني المغترب، ابن أم الفحم البار الدكتور صلاح محاميد...

وبعد مغادرته روما توجّه الشاعر الماضي الى كندا ومدينة مسيساغا وشقيقتها تورنتو... وحلّ ضيفا على أصدقائه رجال الإعلام... الفنان المسرحي محمد هارون، صاحب صحيفة – ساخر سبيل – والأستاذ جمال القريوطي صاحب صحيفة – الوطن – والدكتور نزيه خطاطبة، صاحب صحيفة – مشوار... فقام بزيارة وديّة لمكاتب كل صحيفة على حِدة معربا عن شكره العميق لقيامهم بنشر قصائده ومقالاته التي تصلهم في كل عدد مما أتاح له الفرصة للوصول الى القراء العرب هناك...

هذا ودعا الفنان المسرحي والإعلامي محمد هارون الشّاعر الماضي ليشارك في حفل اختتام الورشة المسرحيّة لفرقة تياترو الكندية، والتي أشرف عليها تطوعا، هو والمسرحي المتميّز الدكتور جورج وديع ابن أرض الكنانة، وشارك فيها عدد من الشابات والشباب العرب في المدينة...

وفي كلمته أبرز الماضي أهمية المسرح كفعل تحرري إنساني يُخرج صاحبه من الاستلاب الفكري، حيث يساهم في تحرير عقله من ذهنيّة التابع والمتبوع في أفكاره... خاصة إذا تضمّن لغة جديدة من خلال ما يُعرف بمسرح الدّهشة...

أما مسك ختام زيارته، فجعلها الشّاعر الماضي أمسية خاصة أقامها في – البيت الفلسطيني – هناك حيث حلّ ضيفا على أسرته وقام بتنظيم الأمسية مديرها التنفيذي الدكتور محمود جاسر (أبو ليلى)... افتتحها بقصيدة أهداها للبيت، بعنوان:

"أنتَ لي في المنفى دار... ثمّ قام الفنان الدكتور رضوان طالب، بقراءة فنيّة لقصيدتيه – لحيفا أغنّي – وبوح طفل في المخيم... مطعّما قراءته بعزفه على العود... حيث قام الماضي بعد ذلك بتقديم مداخلة عن موضوع: المدينة في القصيدة العربية والفلسطينية... أعقبها حوار حول الموضوع، ثم قرأ عددا من قصائده من ديوانيه: مفاتيح ومنازل الكلمات – وعتبات لعودة زمن الخروج...

وقام عريف الأمسية الفنان محمد هارون باختتامها بقراءة الفقرة الأخيرة من قصيدة "أنتَ لي في المنفى دار:

... ألقيني... لأعلى ألِفَيْكَ... أتلقّفُ التَّائهَ من مطر... وأقول بعد قليلين:

كُن على البيت بردا... وعلى فلسطين... على فلسطين السّلام...  

clip_image002_e5e9f.jpg 

                (  الشاعر  والأديب الكبير الاستاذ  رشدي  الماضي   )

clip_image004_6a7f3.jpg

  الشاعر الأستاذ  رشدي المضي مع الإعلامي والشاعر حاتم جوعيه 

د. وليد: الائتلاف الوطني وهيئة التفاوض بحاجة إلى عملية إصلاح داخلي من خلال الحوار الإيجابي

فضيلة المراقب العام: جماعة الإخوان تؤيد الجهود التركية لمنع العمل العسكري بإدلب.. ونحذّر من الثقة بالتعهّدات الروسية

clip_image002_2126a.jpgد.

قال فضيلة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية د. محمد حكمت وليد، إنّ الاتفاق الذي تمّ توقيعه بين تركيا وروسيا حول التهدئة في إدلب واستبعاد العمل العسكري في الوقت الراهن، يبعث على الاطمئنان في المدى المنظور.

وأضاف فضيلته في حوار خاص مع المكتب الإعلامي أنّ الجماعة تؤيّد كل جهد سياسي تقوم به الحكومة التركية لمنع العمل العسكري من قبل روسيا وقوات الأسد في محافظة إدلب، محذّراً في الوقت ذاته من الثقة بالتعهّدات الروسية.

وانتقد فضيلته اجتزاء الحل السياسي التفاوضي إلى سلّتي اللجنة الدستورية والانتخابات، وإسقاط سلة الانتقال السياسي، موضحاً أنّ ذلك يعني استمرار الطاغية بشار الأسد ونظامه المجرم على قمّة هرم السلطة في سورية. واعتبر أنّ ضغط العالم لإبقاء بشار على سدة الحكم في سورية لا يغيّر من إيمان الشعب السوري أنّ بشار مجرم وقاتل، وعليه أن يرحل، ولا مستقبل له في سورية المستقبل.

وحول انسحاب ممثّل الجماعة من اللجنة الدستورية، أرجع فضيلته ذلك إلى أنّ من يجب أن يكتب دستور سورية هم أبناء سورية الذين ضحّوا بأرواحهم ودمائهم في سبيل تحريرها من الظلم والفساد، معتبراً ذلك الأمر لا يتحقّق في التشكيل الذي عيّنه النظام وعيّنه ممثل الأمم المتحدة إلى سورية سيتفان دي ميستورا.

وأضاف د. وليد أنّ المشكلة الأساس في سورية في الماضي والحاضر لم تكن مشكلة دستورية، ولكنّها مشكلة الطغيان والاستبداد وكبت الحريات الذي يدوس على كلّ الأعراف الدستورية والقانونية.

وفيما يخص الموقف من مؤسسات المعارضة السورية، كالائتلاف الوطني وهيئة التفاوض، أشار فضيلته إلى أنّ تلك المؤسسات ما زالت الممثلة الشرعية للثورة السورية، إلا أنّها بحاجة إلى عملية إصلاح، مشدّداً على أن عملية الإصلاح ينبغي أن تكون من الداخل من خلال الحوار الإيجابي، وتشكيل رأي عام وطني ضاغط عليها للالتزام بالخط الوطني لمطالب الثورة السورية.

وأكّد فضيلته أنّ علاقة الجماعة مع الدول تنبع من مواقفها تجاه الثورة السورية وجماعة الإخوان المسلمين، مشيداً بدور الدول الشقيقة السعودية والأردن وتركيا في دعم الثورة السورية.

واعتبر أنّ مطالبة مؤتمر (الرياض 2) بعدم وجود بشار الأسد في مستقبل سورية حتى في المرحلة الانتقالية، كان من المعالم الهامة في موقف المعارضة السورية، مطالباً هيئة التفاوض بالتمسك به.

وأكّد فضيلته على أنّ حركة الإخوان المسلمين تمثّل خط الإسلام الوسطي المعتدل، وهي ليست حركة إرهابية باعتراف معارضيها قبل مؤيديها، واعتبر أنّ وضع الحركة على قوائم الإرهاب لا يخدم الإسلام والمسلمين.

وفيما يخص ملف اللاجئين، قال د. وليد إنّ هذا الملفّ الهام يجب أن تديره المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، وليس شأناً روسياً تتحكم روسيا بمساره كيفما تشاء. ورأى فضيلته أنّ الروس يريدون من الاستئثار بهذا الملف خلق شعور بانتهاء الحرب وعودة الحياة الطبيعية، وكذلك تأمين حاجة جيش النظام من المجنّدين الشباب، وبناء حشد دولي لإعادة الإعمار تحت سقف النظام.

وشدّد فضيلته على أنّ عودة اللاجئين اليوم مستحيلة دون ضمانات دولية بعدم الملاحقة الأمنية والبطش بهم من قبل النظام.

وحول القصف المتكرر للأراضي السورية من عدة أطراف، والتي كان آخرها القصف “الإسرائيلي”، عبّر د. وليد عن الأسى لرؤية أجواء سورية وقد أصبحت ملعباً للطائرات والصواريخ “الإسرائيلية” والفرنسية وغيرها، محمّلاً نظام الأسد نتيجة هذه الاعتداءات لأنّه قدّم هذا الوطن لقمة سائغة للأعداء وتفرّغ هو لقتل الشعب وتدمير الوطن.

واعتبر أنّ المقصود بهذه الضربات ليس إسقاط النظام الذي حافظ على أمن حدود العدو مدة (40) عاماً، ولكنها محاولة لإعادة صياغة قواعد الاشتباك في المنطقة حسب منظور العدو “الإسرائيلي”، مضيفاً أنّ هناك معارك بالوكالة بين أطراف خارجية تجري فيها تصفية حسابات على الأرض السورية.

وفيما يلي النص الكامل للحوار:

١- وقّعت تركيا وروسيا قبل أيام اتفاق سوتشي الخاص بإدلب، والذي يحيّد العمل العسكري في المدى المنظور ويتحدّث عن منطقة منزوعة السلاح بين النظام والمعارضة، كيف تنظرون إلى هذا الاتّفاق؟

عاش أربعة ملايين سوري في محافظة إدلب هاجس الاجتياح العسكري وما يجرّه من مآسٍ على السكان المدنيين، وما سياسة الأرض المحروقة التي اتّبعها الروس في الغوطة والجنوب السوري عنّا ببعيد.

إنّ الاتفاق الذي تمّ توقيعه بين تركيا وروسيا حول التهدئة في إدلب واستبعاد العمل العسكري في الوقت الراهن، يبعث على الاطمئنان في المدى المنظور، ونحن -في جماعة الإخوان- نؤيّد كل جهد سياسي يقوم به الأشقاء في تركيا لمنع هذه الكارثة.

لكنّنا في نفس الوقت يجب أن نكون حذرين من الثقة بالتعهّدات الروسية، لأنّنا رأينا خرقهم لاتفاقيات سابقة تم التوصل إليها عبر الشراكة التركية – الروسية – الإيرانية في مسار أستانة، وتمّ توظيف هذه الاتفاقيات في فرض إعادة سيطرة عسكرية وأمنيّة على تلك المناطق.

2- في نفس السياق، يتساءل البعض عن المسار السياسي والتفاوضي وأثره في الأحداث الجارية اليوم، كيف ترون دور هذا المسار وأين يقف الآن؟ وهل تعتقدون أن هناك نتائج يمكن توقعها من هذا المسار؟

لقد تمّ اجتزاء الحل السياسي التفاوضي من أربع سلال (انتقال سياسي، عملية دستورية، انتخابات، مكافحة الإرهاب) إلى سلتين فقط هما (اللجنة الدستورية والانتخابات).

إنّ إسقاط سلة الانتقال السياسي، يعني استمرار الطاغية بشار الأسد ونظامه المجرم على قمّة هرم السلطة في سورية، وهذا تكريس لعهود طويلة من الاستبداد والإجرام والفساد تمّ غضّ الطرف عنها في سورية، واستمرار للأسباب التي حدت بالشعب السوري ليثور ضد ظالمه.

إنّ ضغط العالم لإبقاء بشار على سدة الحكم في سورية لا يغيّر من إيمان الشعب السوري أنّ بشار مجرم وقاتل، وعليه أن يرحل، ولا مستقبل له في سورية المستقبل.

3- أعلنتم انسحابكم من اللجنة الدستورية.. ما هي الأسباب التي تقف خلف ذلك؟

يعود انسحابنا من اللجنة الدستورية لاعتقادنا أنّ من يجب أن يكتب دستور سورية هم أبناء سورية الذين ضحّوا بأرواحهم ودمائهم في سبيل تحريرها من الظلم والفساد، وهذا لا يتحقّق في التشكيل الذي عيّنه النظام وعيّنه ديمستورا.

ونعتقد كذلك أنّ المشكلة الأساس في سورية في الماضي والحاضر لم تكن مشكلة دستورية، ولكنّها مشكلة الطغيان والاستبداد وكبت الحريات الذي يدوس على كلّ الأعراف الدستورية والقانونية، ويعدّل الدستور خلال ربع ساعة ليوافق مقاس الرئيس ابن الرئيس!

ما ينقصنا في سورية هو جرعة حرية، وليس الكثير من الأوراق الدستورية.

4- في مؤتمر صحفي قبل أيام أعلن المؤتمرون عدم اعترافهم بهيئة التفاوض وأنّها لا تمثل الثورة، كما تمّت مهاجمة الائتلاف والمسار السياسي ومسارات جنيف وأستانة والرياض! فما هو موقفكم من ذلك؟

نحن في الجماعة ما زلنا نعتقد أن الائتلاف الوطني هو العنوان السياسي للثورة السورية، وما زال يحظى بالشرعية الدولية، وإن كانت تتآكل مع الزمن.

ونعتقد كذلك أنّ الائتلاف بحاجة إلى كثير من الخطوات الإصلاحية، والعمل على ذلك من خلال الحوار الإيجابي.

وتعليقاً على المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم السبت 8/9/2018 فقد قدّم المشاركون فيه اجتهادات سياسية ومواقف من الائتلاف وهيئة التفاوض لا تتّفق تماماً مع رؤية الجماعة في هذه المرحلة.

فنحن نعتقد أنّ إصلاح الائتلاف لا يتم من خارجه، وإنّما من داخله بالعمل مع مختلف المكوّنات لإقناعها بوجهة نظرنا.

أمّا بالنسبة لهيئة التفاوض فنحن ما زلنا مشاركين في هذه الهيئة ولم نسحب اعترافنا بها، وإن كان لدينا الكثير من الملاحظات الأساسية التي أوجزناها في رسالة رسمية تمّ توجيهها لرئيس وأعضاء هيئة التفاوض لم نتلقّ ردّها بعد.. نقول فيها “وإنّنا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، نشعر أن الهيئة أصبحت بحاجة فعلية لتصحيح بعض الأخطاء وتدارك بعض الأمور، وهذا يستدعي منها توضيح رؤيتها السياسية ضمن الواقع الحالي وإلى أين سوف تسير وضمن أيّ سقف سياسي، كما أنّ الهيئة مطالبة باتّخاذ الإجراءات الحاسمة والحازمة في حقّ كلّ من شذ عن الموقف الثوري من أعضاء الهيئة.

إنّ التزامنا بالمسار التفاوضي مرهون بسلامة وصحة هذا المسار وثباته على الأهداف الثورية الوطنية المتفق عليها، وأيّ انحراف أو إزاحة عن هذا المسار يجعل الجماعة في حلّ من التزامها به”

5- كيف تقوّمون علاقاتكم الدولية مع الأشقاء في السعودية، الأردن ، تركيا؟ وهل هناك تواصل وتنسيق معهم في شؤون الثورة؟

علاقتنا مع الدول تنبع من مواقفها تجاه الثورة السورية وجماعة الإخوان المسلمين. لقد دعمت هذه الدول الثلاثة الثورة السورية وقدّمت لها الكثير، وإن كانت درجة هذا الدعم تتأثر بالموازنات الدولية، وتوازن القوى في المنطقة.

إنّ المطالبة في مؤتمر (الرياض 2) بعدم وجود بشار الأسد في مستقبل سورية حتى في المرحلة الانتقالية، كان من المعالم الهامة في موقف المعارضة السورية والتي نطالب هيئة التفاوض بالتمسك به.

ولعل تركيا والأردن كدولتي جوار لسورية تتحمّلان العبء الأكبر من الجهود والمخاطر في هذا السبيل.

وأحبّ أن أشير هنا لحقيقة أنّ حركة الإخوان المسلمين تمثّل خط الإسلام الوسطي المعتدل، المتفاعل مع الحضارة الإنسانية، وهي ليست حركة إرهابية باعتراف معارضيها قبل مؤيديها، ووضعها على قوائم الإرهاب لا يخدم الإسلام والمسلمين.

6- تتحدث بعض الأصوات أن هناك انحرافاً في مؤسسات الثورة السياسية، هل يفكّر الإخوان بتجاوز هذه المؤسسات والعمل على إيجاد بدائل عنها؟ وهل تعتقدون بوجود انحراف في مسار عملها؟

تشكّلت مؤسسات الثورة السياسية بجهود وطنية سورية، وساهمت في تشكيلها إرادات وضغوطات دولية مختلفة.

ولا شك أنّ أداء هذه المؤسسات تراجع بالتدريج في السنين الأخيرة.

والمدخل هنا يكون بإصلاح هذه المؤسسات من الداخل، وتشكيل رأي عام وطني ضاغط عليها للالتزام بالخط الوطني لمطالب الثورة السورية.

قد يكون تشكيل البدائل عملياً ومقبولاً إذا تعذّر الإصلاح ولكنه سيزيد اليوم من حالة التشرذم القائم ضمن المعادلات المحلية والإقليمية والدولية القائمة.

7- ما هو موقف الجماعة من مشروع إعادة اللاجئين الذي طرحته روسيا، والذي تعتبره خطوة ضرورية في الحل السياسي؟

نحن نعتقد أنّ ملف إعادة اللاجئين هو ملفّ هام يجب أن تديره المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، وليس شأناً روسياً تتحكم روسيا بمساره كيفما تشاء.

يريد الروس من الاستئثار بهذا الملف خلق شعور بانتهاء الحرب وعودة الحياة الطبيعية، وكذلك تأمين حاجة جيش النظام من المجنّدين الشباب، وبناء حشد دولي لإعادة الإعمار تحت سقف النظام.

إنّ عودة اللاجئين اليوم مستحيلة دون ضمانات دولية بعدم الملاحقة الأمنية والبطش بهم من قبل النظام.

8- في تحرّك جديد قام العدو “الإسرائيلي” بقصف مواقع داخل الأراضي السورية قائلاً إنّها مواقع إيرانية، وكان هناك أيضاً قصف من بارجة فرنسية، كيف تنظرون لتكرار هذه الضربات واستباحة سماء الوطن بهذه الطريقة؟

نحن نشعر بالأسى عندما نرى أجواء وطننا سورية وقد أصبحت ملعباً للطائرات والصواريخ “الإسرائيلية” والفرنسية وغيرها تسرح وتمرح فيها كيفما تشاء، لكنّنا نحمل نظام الأسد نتيجة هذه الاعتداءات لأنّه قدّم هذا الوطن لقمة سائغة للأعداء وتفرّغ هو لقتل الشعب وتدمير الوطن.

ونعلم كذلك أن الله يبتلي الظالم بالظالم، والأيام دول.

إنّنا نعتقد أنّه ليس المقصود بهذه الضربات إسقاط النظام الذي حافظ على أمن حدود العدو مدة (40) عاماً، ولكنها محاولة لإعادة صياغة قواعد الاشتباك في المنطقة حسب منظور العدو “الإسرائيلي”. هناك معارك بالوكالة بين أطراف خارجية تجري فيها تصفية حسابات على الأرض السورية، وهذا من تعقيدات الحالة السورية وتداخل الأطراف المتعددة فيها.

رأي عام دولي وعربي سيقف ضد الإعدامات وسيمنعها بكل الوسائل

النظام المصري يكاد يكون شاذاً في العالم بما يمارسه من سياسات

أفعال نظام السيسي انتهى عهدها ولم تعد الدول الاستبدادية تمارسها

الأنظمة الاستبدادية تبدو من الخارج قصورا شاهقة لا يمكن أن تنهار

ثورات الربيع العربي براكين غضب انفجرت بسبب الظلم والفساد

القضاة الذين يصدرون أحكام الإعدام خدم لأسيادهم وللاستبداد

الأمم المتحدة : منح الحصانة لعناصر الأمن المصري يعزز الإفلات من العقاب

اعتبر الرئيس التونسي السابق الدكتور المنصف المرزوقي، احكام الاعدامات التي يصدرها نظام الانقلاب العسكري المصري الذي يرأسه عبدالفتاح السيسي، بأنها شكل من أشكال إرهاب الدولة.

ووصف المرزوقي نظام السيسي بأنه أغبى نظام استبدادي عرفته الدولة المصرية.

وقال المرزوقي، في مقابلة تليفزيونية مع قناة الجزيرة مباشر، إن أحكام الإعدامات تدخل في سياق إرهاب الدولة، وهو أكبر إرهاب في عصرنا الحديث.

ورأى أن نظام السيسي يبث الرعب في كافة خصومه لإسكاتهم عن ممارسة أبسط حقوقهم الشرعية وإحباط كل نفس معارض وكل من ينتقده، معتبراً أن هذه السياسة الممنهجة والمتواصلة، التي ينتهجها نظام السيسي، لبث الخوف في نفوس المعارضين، انتهى عهدها ولم تعد حتى الدول الاستبدادية تمارسها، لكن النظام المصري يكاد يكون شاذا اليوم في العالم لأنه هو الوحيد الذي يمارس تلك السياسة.

وحول سؤاله عن أن النظام المصري في أقوى مراحله وسيستمر لفترة طويلة، رد المرزوقي بالقول: الدكتاتورية قبل الربع ساعة الأخيرة من انهيارها تبدو وكأنها على ما يرام.

واستطرد: من خصائص الأنظمة الاستبداية أنها تبدو من الخارج وكأنها قصور شاهقة مبنية من الحديد والنار ولا يمكن أن تنهار، بينما هي في الواقع مبنية من الطين والخراب ويمكنها أن تقع بسهوله"، مستشهدا بما حدث في انهيار الاتحاد السوفييتي بين عشية وضحاها، وكذلك انهيار الأنظمة العربية.

الربيع العربي

واعتبر المرزوقي الذي يرأس المجلس العربى للدفاع عن الثورات والديمقراطية، أن ثورات الربيع العربي كانت عبارة عن براكين غضب انفجرت بعدما شحنت بقدر كبير من الظلم والفساد والاستبداد والفقر والكذب والتهميش والإعلام الفاسد، مضيفا أن النظام المصري، يظن خاطئا أن البركان قد هدأ بعد الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب، لكنه لا يدرك أنه يعمل ليلا ونهارا لإعادة شحن البركان وتجهيزه لانفجار مقبل بنفس الآليات والوسائل التي أدت إلى الانفجار السابق.

ووصف المرزوقي قضاة أحكام الإعدامات بـأنهم خدم الاستبداد، وخدم لأسيادهم الذين يعطونهم تلك الأوامر لإرهاب الشعب وإسكاته حتى لا يخرج في ثورة ضدهم.

رأي عام دولي

وأردف الرئيس التونسي السابق أن القاضي حسن فريد يوزع أحكام الإعدامات كأنه يوزع طعاما على الفقراء والمساكين"، متسائلا: "هل هذا الرجل جُن؟، وهل الرجل الذي أعطاه التعليمات ليفعل هذا متيقن من أنه لن يحاسب؟".

وحذر المرزوقي القضاة وأجهزة الأمن والسياسيين في مصر، من وهم السلطة ووهم التسلط المطلق، مؤكدا أن عصر الإفلات من العقوبة أصبح مستحيلا، مؤكدا أن المسألة باتت مسألة وقت فقط، وعلى هؤلاء أن يخشوا انتقام الشعب وانتقام الله، ويجب أن يعلم هؤلاء الناس أن هناك رأياً عاماً مصرياً وعربياً ودولياً سيقف ضد هذه الإعدامات وسيمنعها بكل الوسائل، وسيكون هناك ثمن لتلك الإعدامات، داعيا الشعب المصري إلى التحرك لمنع هذه الإعدامات، والوقوف أمام إرهاب الدولة.

ونفى الرئيس التونسي السابق نيته زيارة مصر في الوقت الحالي قائلا: ليست لي أي نية لدخول مصر السيسي وسأزورها يوم ان تتحرر من أغبى نظام استبدادي.

جاء ذلك في رده على تقارير عربية بشأن طلب عاجل تقدم به محام مصري لمنع الرئيس التونسي السابق من دخول الأراضي المصرية. ووصف المرزوقي البلاغ بأنه آخر شطحات أتباع النظام المصري، مؤكدا أنه سيبقى ضد سياسة الإعدامات بالجملة والسجون المكتظة والتفكير والعمالة والفساد وفق تعبيره.

إدانة أممية للاعدامات

من جهة ثانية، اعتبرت الأمم المتحدة ان تأكيد محكمة مصرية 75 حكما بالإعدام في محاكمة جماعية شملت مئات آخرين لم يكن مستندا إلى محاكمة عادلة ويجب أن يلغى تجنبا لاخفاق للعدالة لا رجعة فيه.

وأعربت ميشيل باشليه الرئيسة الجديدة لمفوضية حقوق الانسان عن قلقها البالغ حيال تأكيد محكمة جنايات مصرية حكما باعدام 75 متهما في أحد اكبر المحاكمات الجماعية منذ ثورة 25 يناير 2011، محذّرة في بيان لها، من أن التجاهل الواضح للحقوق الاساسية للمتهمين يثير شكوكا جدية حول إدانة كل هؤلاء المدانين.

وحضت باشليه، التي تولت منصب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة قبل أقل من أسبوع، محكمة الاستئناف على إعادة النظر في هذا الحكم وأن تكفل احترام المعايير الدولية للعدالة.

ولفتت باشليه الى التناقض الصارخ بين العديد من المحاكمات الجماعية والقانون الذي تم إقراره في يوليو الفائت ويمنح فعليا إفلاتا تاما من العقاب لعناصر الأمن فيما يتعلق بالجرائم المرتكبة في الفترة التي أعقبت الإطاحة بالرئيس مرسي في 3 يوليو 2013، مؤكدة أنه يجب تطبيق العدالة على الجميع، ولا ينبغي لأحد أن يكون في مأمن من العقاب.

منح الحصانة

وحذّرت المفوضة السامية من أن محاولات منح الحصانة لمنع الملاحقة القضائية عن الجرائم المفترضة التي يرتكبها عناصر قوات الأمن من شأنه أن يعزز الإفلات من العقاب.

وكان المحكومون الـ 75 بالإعدام من ضمن 739 آخرين لم يُسمح لهم بتمثيل قانوني فردي أمام المحكمة، اضافة إلى ذلك، لم يُمنح المتهمون الحق في تقديم أدلة في دفاعهم، ولم يقدم الادعاء أدلة كافية تثبت ذنب كل شخص.

أردوغان قلب المعادلة على حلفاء نظام الأسد

الاتفاق الروسي التركي خلق حالة مدنية في إدلب

تركيا نجحت في إبقاء العلاقة جيدة مع روسيا دون أي توتر

العديد من الدول ستراقب الوضع في إدلب

القبول بالطرح التركي مؤشر على محدودية الخيارات الدبلوماسية الروسية والإيرانية

الضبابية تخيّم على مصير الطلعات الجوية الروسية في إدلب

15 أكتوبر بدء تطبيق المنطقة منزوعة السلاح بعرض 15 و20 كيلو

توصل الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين الإثنين الماضي إلى اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب تحت سيطرة روسية تركية، مما قد يتيح تجنب هجوم على هذه المحافظة التي تعتبر آخر معقل للفصائل المعارضة للنظام في دمشق.

وبعد عشرة أيام من فشل قمة طهران بين الرؤساء الروسي والتركي والإيراني، عقد رئيسا الدولتين الرئيسيتين في النزاع السوري، أمس، جلسة محادثات مغلقة استمرت أربع ساعات في منتجع سوتشي على البحر الأسود. وأعلن بعدها الرئيس الروسي الاتفاق مع أردوغان على إقامة "منطقة منزوعة السلاح" في إدلب بحلول الـ 15 من أكتوبر المقبل. وقال في مؤتمر صحفي: قررنا إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومترا على طول خط التماس ابتداء من الـ 15 من أكتوبر من هذا العام.

بنود اتفاق سوتشي

وينص الاتفاق على أن تنسحب جميع الفصائل المسلحة التي وصفت بالمتطرفة من المنطقة المنزوعة السلاح، بما فيها هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقا"، كما تسير الحركة على طريقي حلب-اللاذقية، وحلب-حماة وتستأنف قبل نهاية العام الجاري. من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المؤتمر الصحفي عقب الاجتماع مع بوتين إنني على اقتناع بأننا بهذا الاتفاق تجنبنا حصول أزمة إنسانية كبيرة في إدلب.

https://www.al-sharq.com/uploads/2018/09/18/article_cover/f31bc6b2b294015d74e89890978d879e0cc8cf84.jpg

نتائج سوتشي

بدوره، علق العقيد فاتح حسون رئيس الوفد العسكري في مفاوضات أستانا سابقا قائلا: بعد حزمة من الضغوط التي مارستها تركيا والدول الغربية وأمريكا، وبعد رسو القطع الحربية الأمريكية بمكان ليس بعيدا عن سواحل سوريا، ظهرت نتائج هذا الحراك، ليس على وجه بوتين المتجهم فقط، بل على القرارات التي خرجت من المؤتمر الصحفي للرئيسين الروسي بوتين والتركي أردوغان، والتي تجسدت في النتائج التالية:

1- نجح الرئيس التركي بقلب المعادلة من خلال حشد واستثمار الضغوط الدولية على روسيا وإيران "اللاعبان الأقوى والحليفان الاستراتيجيان لنظام الأسد"، والإبقاء في الوقت نفسه، على علاقة تركيا جيدة مع روسيا دون أي توتر في العلاقات بين البلدين.

2- رصانة الموقف التركي جنَّبت المناطق المحررة كارثة إنسانية من خلال ثبات موقفها السياسي وتعزيز وجودها العسكري، لكن من ناحية أخرى ستكون تركيا أمام تحدي إخراج الجماعات المتطرفة كهيئة تحرير الشام وأخواتها، خاصة أن بنود الاتفاق واضحة بهذا الشأن، والرقابة لن تكون من قبل الأتراك فقط، بل هناك العديد من الدول التي تراقب الوضع في إدلب، هذا الأمر الذي يدركه الجميع، بما في ذلك هيئة تحرير الشام وما تحمله من تيارات داخلية مؤيدة لحل الحركة والاندماج في النسيج السوري من جهة، وتيار متعصب لأيديولوجيته من جهة أخرى، هذا التيار سيجد نفسه أمام خيارين: إما التسليم أو المواجهة مع قوة كبرى مثل تركيا.

3- تراجع لغة الوعيد والتهديد الروسي بالتصعيد على إدلب وضرورة ضمها إلى مناطق سيطرة نظام الأسد.

4- عدم حضور إيران؛ وذلك تداركا لأي سخط دولي، وتراجع النبرة السياسية للقادة الإيرانيين وظهور لهجة غير معتادة في الخطاب الإيراني تتحدث عن (حماية المدنيين وتجنيبهم نتائج العملية العسكرية) وضرورة توظيف الجهود لإيجاد حل سياسي بعيدا عن الحل العسكري.

5- القبول بالطرح التركي والضمانات التركية، وهذا بحد ذاته مؤشر على محدودية الخيارات أمام الدبلوماسية الروسية والإيرانية فيما يتعلق بحسم المسألة في إدلب، وجعلها مختلفة عن باقي التجارب في ريف دمشق وحمص.

تراجع البعد العسكري

وأوضح العقيد الركن فاتح حسون، القائد العام لحركة تحرير الوطن في تصريحات خاصة لـ "الشرق" أن الاتفاق الذي أُبرم بين الجانين الروسي والتركي وبمباركة دولية، يؤكد أن البعد العسكري تراجع باتجاه خلق حالة مدنية في إدلب المحررة، خصوصا بعد ضمان تركيا للوضع في المنطقة من الناحية العسكرية، مؤكدًا أن الحالة الثورية ستعود إلى ما قبل العام 2013، حيث المظاهرات السلمية التي تطالب بإسقاط النظام المجرم، بالتزامن مع تعافي مبكر لكافة القطاعات الخدمية والإنسانية (صحة، تعليم، تنمية، خدمات ..الخ)، وكل ذلك يتوقف على مدى مصداقية الجانب الروسي وجديته بتطبيق بنود الاتفاقية، وإلا حينها سيصبح المجال مفتوحا على كافة الأبعاد والسيناريوهات.

ورأى حسون أن هناك بعض الضبابية بشأن الطلعات الجوية الروسية، والقصف الجوي على المناطق والبلدات في إدلب وريف حلب، وهل تدخل ضمن هذه الاتفاقية، أم أن التصريح بعدم وجود معركة في إدلب بحسب تصريحات شويغو تشمل الطلعات الجوية.

وأكد العقيد الركن أن اتفاق "قمة سوتشي" بين تركيا وروسيا حول إدلب له آليات وأدوات لتنفيذه والتغلب على المصاعب التي ستواجهه كرفض بعض القوى العسكرية له، لافتاً إلى أنه سيكون واقعا يعلن بعده وقف شامل لإطلاق النار.

إفشال المخطط

واختتم حسون، رغم أن الاتفاق التركي الروسي ليس ما كانت تصبو له ثورتنا، إلا أنه يعتبر نصرا سياسيا لتركيا أولا وللثورة السورية ثانيا، خاصة بعد الضغوط الدولية التي استهدفت كلا من الثورة السورية وتركيا على حد سواء، إلا أن المحصلة كانت إفشال المخطط الروسي الإيراني.

ووصف السيد ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، الاتفاق الروسي التركي حول /إدلب/ بـ "التطور المهم".

وقال دي ميستورا، في كلمة أمام الجلسة الطارئة لمجلس الأمن بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط، إن "اتفاق روسيا وتركيا بشأن /إدلب/ تطور مهم"، معربا عن أمله أن ينفذ بسرعة في ظل احترام كامل للقانون الدولي الإنساني.

وأوضح "أنه بعد التوصل لاتفاق بشأن /إدلب/، لا يوجد سبب لعدم تحقيق تقدم على الساحة السياسية"، مضيفا "نحن راضون عن التهدئة في هذه المنطقة الأساسية".

وأعرب عن استعداده للحوار مع جميع الأطراف المتنازعة في سوريا، مشيرا إلى حضوره المفاوضات السورية - السورية في أستانا وفي فيينا، وأنه على تواصل مع جميع الأطراف الدولية المتهمة بحل الأزمة السورية، بما فيها الدول الضامنة لمفاوضات أستانا.

ودعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، في كلمته، جميع الأطراف الفاعلة في سوريا إلى التهدئة، مضيفا "بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية، نطالب بالامتناع عن أي عمليات عسكرية تفاقم الوضع في سوريا".

د. عبد الله الطنطاوي

كان ذلك في صيف عام 1972م..

كنّا ثلة من الأدباء السوريين والعراقيّين: "د.عماد الدين خليل، د.نبيل طالب –رحمه الله- من العراق، وإبراهيم عاصي، ومحمد الحسناوي –رحمهما الله- وكاتب هذه الأسطر، من سورية" في بيروت، عندما طالعنا في الصحف اللبنانية خبر وصول الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة، بصحبة زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة إلى لبنان، ونزولهما في فندق الصخرة في عاليه.

قلت لأصحابي: ما رأيكم في زيارة الشاعرة؟

وبعد حوار قصير، استقرّ رأينا على أن نزورها نحن السوريّين، ولم تمضِ ساعات حتى كنا نجلس –في الصالة الكبيرة في فندق الصخرة- نحن الثلاثة، في انتظار الشاعرة المبدعة، وزوجها الناقد الأديب.

حضرت نازك وزوجها، تعارفنا –لأول مرة- ثم جلسنا، وكنت إلى يمين الشاعرة، وكان زوجها إلى شمالها.

رحّبت بهما، ثمّ عرّفتهما بصاحبيّ، ثمّ بنفسي، وعندما سمعت اسمي ازورّت عني..

لاحظنا تجهّم الشاعرة، وانصرافها عن المشاركة في الحديث، حتى اضّطر زوجها الدكتور محبوبة إلى تنبيهها أكثر من مرة، حتى قال لها مرة، وبصوت مهموس ولكنه مسموع: "الجماعة ضيوفك، ولا يعرفونني".

تنبه الشاعر محمد الحسناوي إلى سبب هذا التجهّم، وذلك الانصراف عنّا، فقال لها:

-       الأخ عبد الله، يا دكتورة يحبّك، ومعجب بكِ وبشعركِ، حتى إنّه سمّى بنته باسمكِ، سمّاها نازك من أجلكِ.

فانبسطَ وجه الشاعرة، والتفتت إليّ ضاحكة القسمات، متسائلة:

-       صحيح أستاذ عبد الله، سمّيت بنتك نازك من أجلي؟

فتنفّستُ الصّعداء كما يقولون، وقلت:

-       نعم يا ستّي..

فازداد وجه نازك تألّقًا وإشراقًا، وهي تحكي لنا سبب تسميتها، وقالت:

-       كان أبي في دمشق عام 1923م، وشهد هناك مظاهرة نسائيّة ضد الاستعمار الفرنسيّ، تقودها امرأة راجلة اسمها نازك العابد، فأعجب والدي بها وبشجاعتها ووطنيّتها، وعندما عاد إلى بغداد، وجد أمي قد ولدتني، فأسماني نازك، تيمّنًا بنازك العابد.

فقلتُ لها مازحًا: إذن.. بضاعتنا رُدّت إلينا..

وضحكنا جميعًا.

ثمّ اعتذرتُ للشاعرة الكبيرة عمّا جاء من شدة وحدّة في مقالي المنشور في العدد التاسع من مجلة الآداب البيروتية عام 1969م، وكان بعنوان: "مع رواد شعر التفعيلة"، ناقشتُ فيه كلّ الشعراء الذين زعموا الريادة لأنفسهم، أو زعم لهم محبوبهم، الريادة والسبق في نظمِ شعر التفعيلة، وأثبتُّ أن الشاعر الحضرميّ المتمصر "علي أحمد باكثير" هو رائد شعر التفعيلة، وقد سبقَ نازك والسيّاب ببضع عشرة سنة، وكنت شديدًا على الشاعرة نازك، وأنا الآن لا أجد لي سببًا في تلك الشدّة، لأنني أولًا أزعم أني أكتب بموضوعيّة وحياديّة وتجرّد، وثانيًا: لأنني أحب الشاعرة وشعرها، ومعجب بإبداعاتها، كما تقدّم. ولكن.. هذا هو ما حصل.

وعندما أبدت الشاعرة استغرابها لحدّتي معها، لم أملك نفسي من الاعتذار، دون تبيّن الأسباب الداعية إلى ذلك، ودون تبيينها.

قالت الشاعرة الكبيرة:

-       والله لم أكن أعرف، قبل مقالك شيئًا ذا بال عن علي أحمد باكثير، ولو عرفت أنّه السبّاق لاعترفت له بأفضليّة السبق، حتى الآن، لم أقرأ ترجمته لمسرحية "روميو وجولييت" ولا مسرحيّته "إخناتون ونفرتيتي" اللتين وضعهما أو نظمهما على هذا النمط الجديد في الشعر العربي.

ثم انتقل الحديث بنا إلى ضرورة الاستمرار في الكتابة لمجلة الآداب –وكنا توقفنا عن الكتابة فيها، بسبب الحملة الظالمة عليّ من بعض كتّابها- قالت: اكتبوا للآداب. يعني لمجلة الآداب مهما تكن الظروف.

أولًا: لأنها المجلة الأدبية الأولى في الوطن العربي.

وثانيًا: لأنها تدخل كل الأقطار العربية.

وثالثًا: لأن صاحبها الدكتور سهيل إدريس مرجوّ لمستقبل الأيام، وسوف يصير إلى ما صار إليه الدكتور طه حسين والعقاد والدكتور مصطفى محمود وسواهم، ممّن التحموا بأمتهم، ونافحوا عنها، وعن تاريخها، وعقيدتها.. بعد ما كان منهم في شبابهم.. فالذي يقرأ "مرآة الإسلام" لطه حسين، لا يصدّق أنه كاتب "مستقبل الثقافة في مصر". وكتابات محمود مصطفى الآن، غير كتاباته قبل سنوات، حتى ليحسب القارئ أن هناك كاتبَين باسم مصطفى محمود.. وسهيل إدريس الذي ترجم وروّج للأدب الوجودي في دار الآداب ومجلة الآداب، سوف يلتصق بآداب أمته، ويدافع عنها وعن عقيدتها وتاريخها.. وكذلك السيّاب رحمه الله.

قلتُ لها: ولكن كتابتنا فيها، قد أزعجت سليمان فياض، وغالي شكري، ومحي الدين صبحي، والدكتور كمال نشأت ومحي الدين محمد، وقد كتبوا إلى الدكتور سهيل يحتجون على ما نشرَ لنا، كما أنهم أعلموه بأنهم لن يكتبوا في الآداب، ما دامَ ينشر لهذا الرجعيّ وذاك..

قالت:

-       هذا يجعلني أصر على دعوتي إياكم، لمعاودة الكتابة في الآداب..

قلت للشاعرة الكبيرة:

-       عندما كنا نقرأ شعركِ في "عاشقة الليل، وشظايا ورماد، وقرارة الموجة، وتراجيديا الإنسان" كنا نحس بتشاؤمكِ، وضيقكِ بالحياة والأحياء، وخوفكِ من المجهول، وكنا شديدي التأثّر بكِ، نحفظ شعركِ، وكان بعضنا يقول لبعضنا الآخر، مازحين حينًا، وجادّين حينًا آخر: "تعالوا نضع على عيوننا نظارات سوداء، كتلك التي تضعها نازك".

وذات يوم، كنا نجلس على شاطئ نهر عفرين –شمالي حلب- وتذكرت قصيدتك التي تقولين فيها:

يا نهرُ فلتدفن شكاياتي ومُرّ شجونها..

الآدميّة إن بكت، فلضعفها وجنونها..

وكان معنا الشاعر الإعزازي –نسبة إلى إعزاز جنّة الشمال السوريّ- أعني الأستاذ مهندس البترول محمود كلزي، فصمت لحظات، خيّمت خلالها الكآبة والحزن علينا، ثمّ أخرج قلمه ودفتره من جيبه، وكتب قصيدة بديعة، استلهمها من قصيدتكِ تلك، أذكر منها قوله:

آه يا نهر، وهل يجدي المعنّى قولُ آه؟!

آه من دهري وأقداري وأوصاب الحياة!

كلما وجّهت وجهي أجتلي الأسرار تاه!

سألت نازك عن هذا الشاعر المبدع الذي لم تسمع به، ولم تقرأ له قطّ، فقلت لها:

-       وبمن تسمعين من الشعراء السوريّين المبدعين؟

هل سمعتِ بالشاعر الحلبي المبدع: علي الزيبق؟

هل سمعتِ بالشاعر المنبجاني: محمد منلا غزيّل؟

هل سمعتِ بعمر بهاء الدين الأميري، وعمر أبو قوس، ومحمد هلال فخرو، وعبد الله عيسى السلامة، ومصطفى النجّار، ومحمد سعيد فخرو، وأحمد دوغان، ومحمد الحسناوي، ومحمد المجذوب، وعبد القادر حداد، وعبد الجبار الرحبي، وبشعراء آخرين عطّروا أجواء سوريّة بأشذاء أرواحهم الشاعرة؟

قالت نازك في استغراب:

-       وأنتم؟ أين أنتم؟ أنا وعبد الهادي كنا في سورية، جئنا إلى لبنان من سورية، وزارنا بعض الشعراء والكتاب والنّقاد، ولكنّنا لم نقابل واحدًا من هؤلاء.

قلت: هناك تعتيم إعلامي، واستبعاد وإقصاء لكل من لا ينضوي تحت راية البعث.. فالبعثيون ومن شاكلهم قد استأثروا بالصحافة الأدبيّة في سوريّة.. وبسائر وسائل الإعلام.. الإذاعة، والتلفزيون، والصحافة، والمسرح.. على أيّ حال، نحب أن نعود إلى شعركِ يا أستاذة نازك.

فقالت:

-       أمّ البراق.. أنا أمّ البراق..

قلت:

-       والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أمرنا بأن ندعو أحباءنا بأحب الأسماء إليهم يا سيدتي أم البراق.

أنا أحفظ من شعركِ التشاؤميّ، أو –بالأحرى- من بعض ما أحفظ من شعركِ هذا، قولكِ:

ها أنا بين فكيّ الموتِ قلبًا *** لم يزل راعشًا بحبِّ الحياةِ..

وقولكِ:

لستُ إلا ذرّة في لجّة الدّهرِ المغيرِ..

وغدًا يجرفني التيّار، والصّمتُ مصيري..

وقولكِ:

ما أنا إلّا بقايا مطرٍ ملَّ السّماءْ..

ترجعُ الرّيحُ إلى الأرضِ بهِ ذاتَ مساءْ..

وقولكِ:

لم يعد في نفسيَ الولهى مكان *** لأسىً أو فرجةٍ أو ذكرياتِ..

وقولكِ:

آه يا أشجار لا تذكّريني *** فأنا تمثال يأسٍ بشري..

ليس عندي غير آثار حنيني *** وبقايا من شقائي الأبدي..

وقولكِ:

وغدًا تنضب الدموع وتفنى *** ضجة الموتِ في عمقِ السكونِ!

فهتفت الشاعرة الكبيرة:

-       يكفي.. يكفي.. كدتَ تعيدني إلى ماضٍ أحبّ أن أنساه.

-       ولكنّكِ يا سيدتي الشاعرة المبدعة، في أشعاركِ ودواوينكِ التالية، نزعتِ النظارة السوداء عن عينيكِ، وصرتُ أشعر بالبهجة وأنا أقرأ شعركِ، بينما كنت أحسّ بالضّيق والاختناقِ، وأنا أقرأ نازك في النصف الأول من الخمسينيّات والأربعينيّات.

سألت: وهل عرفتَ السّبب؟ فأنت ناقد، والناقد يجب أن يكون بصيرًا.

أجبت: لا.. لم أعرف السبب.

قالت: السبب بسيط، وفي غاية الأهمية معًا.. عندما كنت أضع النظارة السوداء –على حد تعبيرك- كنت ملحدة.. بقيت ملحدة بضع سنوات، ضقت فيها حياتي، وكنت أتساءل في نفسي: ما قيمة هذه الحياة مهما امتدّت، ما دامت سوف تنتهي بالقبر، وما دام هذا الجسد سوف يؤول طعامًا للدّيدان؟ فكنت أتشاءم، وأبكي، وأعبّر عن ضيقي بما كنتم تقرؤون لي من شعر يعبّر عن تراجيديا الحياة، وبؤس الإنسان، وتعاسته..

أغمضت الشاعرة الكبيرة عينيها، وهزت برأسها، كأنها تتذكر الأيام الخوالي، ثم قالت:

-       إلى أن أوفدتني الجامعة إلى أمريكا، لمتابعة الدراسة هناك.. فقد لاحظت شدة اهتمام بعض أساتذتي بي.. فقلت في نفسي: "فتاة من الشرق، وشاعرة متحررة. لهذا كانوا يهتمون بي"..

ما كان يخطر على بالي أي سوء نية تجاه هؤلاء الأساتذة الكبار.. ولكني لاحظت بعد فترة، أنهم قد اتّفقوا على أمرين: الاهتمام بي، والطعن بالإسلام ونبي الإسلام.. في البداية لم أكترث، لأن الأديان والغيبيات لا تحتل أي حيز من فكري وعقلي وقلبي، كسائر الملاحدة في العالم.. ولكنني لاحظت تركيزهم الشديد في الطعن بمحمد "زير نساء، همجي، بدوي، متخلف، سفّاك دماء.." إلى آخر ما هنالك من صفات جعلتني أشمئز وأتقزز، ثم دفعني تصرفهم هذا إلى كتابة رسالة إلى أمي "الشاعرة أم نزار الملائكة" طلبت فيها منها، أن ترسل إليّ نسخة من القرآن الكريم.. فرحت أمي بطلبي هذا، وأرسلت إليّ مصحفًا جميلًا، وكتبت عليه إهداء هو عبارة عن ثمانية أبيات هزتني هزًا عنيفًا، وجعلتني أكبّ على قراءة القرآن الكريم قراءة الدارس الراغب في اكتشاف مجهول، فبهرني بجماله، ثم شدّني إليه أكثر من ذي قبل، وأنا أتملّى أسلوبه المعجز، وشعرت بأشعة الإيمان تنير ظلمات قلبي ونفسي، وندمت على الأيام السوالف التي أمضيتها في الإلحاد، والسخرية من المؤمنين، وعدم طاعة أمي التي كانت تدعوني إلى قراءة القرآن، القرآن..

كانت تدعوني، بل ترجوني أن أقرأ القرآن كأي كتاب، وكنت أعتذر بلطف، لأنني أحب أمي، بل أعشقها لحنانها وأدبها وأخلاقها وسموّ نفسها، كنت أراها كاملة.. إنسانة كاملة بكل معنى الكمال، وما كنت أرى فيها عيبًا سوى إيمانها وإسلامها وعبادتها..

ثم فتشت عن أولئك الأساتذة الكبار، وإذ هم يهود حاقدون على العروبة والإسلام، وعندما لذتُ بإيماني وإسلامي، وصرت أناقشهم كعربية تدافع عن تراث العرب، غضبوا وعندما سمعوني أشيد بالإسلام والأديان والقرآن وبالنبي محمد، جن جنونهم، وصاروا ينظرون إليّ نظرة استعلاء فاستعليت عليهم بعروبتي وبإيماني، وفاخرتهم بإسلامي الذي ما كنت أعرف منه إلا القليل.

ومنذ أن عدت إلى الإيمان، عادت إليّ ابتسامتي وفرحي ومرحي، ولم أعد أعير التشاؤم أيّ اعتبار، فقد عرفت أن هذه الدنيا دار عمل، وممر إلى الحياة الحقيقية الخالدة.. الآخرة.. حيث الجنة لمن آمن وعمل وأحسن، والنار لمن كفر أو أساء وأذنب، وأن القبر ليس هو المثوى الأخير لهذا الإنسان الذي كرّمه الله، وخلقه في أحسن تقويم.

وفيما كانت نازك تتدفق بالحديث عن الإيمان وما يفعله في النفس الشاعرة بشكل خاص، إذا الزغاريد تملأ جوّ الصالة، وكانت تسبق عريسين وعروستين، فقالت نازك:

-       هذا من التفاؤل بتجدد الحياة، ومباهجها..

فقلت:

-       تفاءلوا بالخير تجدوه يا سيدتي.

ثم نظرَت إلى زوجها الدكتور عبد الهادي، وقالت:

-       وقد آلينا على أنفسنا.. عبد الهادي وأنا.. أن نكتب عن إعجاز القرآن، وعن كنوزه، ولكن.. بأسلوب سوف يكون مختلفًا عما كتب به علماؤنا وأدباؤنا ونقّادنا..

وأبدت إعجابها بما كتبه عبد القاهر الجرجاني، وتلميذه سيد قطب الذي نبّه المثقفين إليه، كما أبدت إعجابها بالإعجاز البياني للدكتورة بنت الشاطئ.

قلتُ لها:

-       لاحظنا تغيّركِ في محاضراتكِ عن "الغزو الفكري والثقافي" التي ألقيتها في مؤتمر الأدباء في بغداد عام 1965م، ثم بمقالكِ الرائع عن ملاحظاتكِ حول المرأة العربية، وقد طبعنا بحلب هذا المقال، وتلك المحاضرة، ووزعناهما بالبريد إلى كل من نعرف في سورية وغير سورية، وطلبنا ممن نرسلهم إليهم، أن يبادروا إلى تصويرهما، وتوزيعهما على المعارف والأصدقاء.

فقالت نازك:

-       شكرًا لكم على هذا التقدير، ولكن هناك كاتبًا دمشقيًّا أخذ مقالي عن المرأة، وبنى عليه، وأخرجه في كتاب، وطبعه وباعه أكثر من مرة، ولم يتكرّم عليّ بنسخة ولا بكلمة شكر.

قلت لها:

-       نحن نعرفه، وظنناه فعل ذلك بعد استئذانك.. على أيّ حال، نحن نريد نشر أفكارنا وليتاجر غيرنا بها، أليس كذلك يا أم البراق؟

-       بلى.. ولكن.. من لم يشكر الناس، لم يشكر الله.. على أي حال، سامحه الله.

ثم قلت:

-       كان كتّاب اليسار وشعراؤه ونقاده، يشيدون بكِ وبشعركِ وثقافتك، وبريادتك للشعر الحرّ، شعر التفعيلة، حتى إذا ما نشرتِ "ثلاث قصائد شيوعية" في مجلة الآداب، انقلبوا عليكِ، فمنهم من هاجمكِ ومنهم من خجل أن يقول فيك اليوم، ما لم يقله بالأمس، أو غير ما قاله فيكِ، فسكت، ولكنهم لا يتورعون عن التنكيل بك وبشعركِ كلما جالسناهم، وناقشناهم.

فقالت:

-       أنا أعرف الكثير عنهم، والحقيقة "ثلاث قصائد شيوعية" كانت القشة التي قسمت ظهر البعير، وإلا.. فإنّهم بدؤوا هجومهم عليّ! بالتجاهل مرّة وبالتجريح لا النقد مرات، منذ عدت من أمريكا، بغير ما ذهبت إليها، لقد نقموا مني إيماني بإسلامي، واعتزازي بعروبتي، كما نقم ذلك مني الأساتذة الكبار في الدراسات العليا في أمريكا.. الشيوعيون في أخلاقيّاتهم، كاليهود الذين احتفلوا بي وأنا ملحدة، وغاضبوني وأنا عربية مسلمة مؤمنة.

كان هذا بعض ما دار من حديث وحوار بيننا، ولعلنا نواصل الحديث في قابل، إن شاء الله تعالى.

نشرت في جريدة الحياة اللندنية عام 1997م.

المزيد من المقالات...