ولكن الله يدري!!

قال الربيع بن خثيم لأهله يومًا: اصنعوا لنا خبيصًا -أي نوع من الحلوى مخبوصة من التمر والسميد- وكان لا يكاد يشتهي عليهم شيئاً من الطعام، فصنعوا له، فأرسل إلى جارٍ له مصاب -كان به ضرب من الجنون -فجعل يلقِّمه، ولعاب الرجل يسيل! فلما فرغ الرجل وخرج قال له أهله: تكلفنا وصنعنا ثم أطعمت هذا المجنون ! ما يدري هذا ما أكل ، 

فقال الربيع: ولكن الله يدري !!..

*ولكن الله يدري !!*

*بهذه الكلمة سبقنا القوم ..*

*ومن أجلها قام سوق الخبايا ...*

*ولكن الله يدري !!*

وعن يحيى بن أبي كثير قال: *"تعلموا النية، فإنها ابلغ من العمل".* 

وقيل لحمدون بن أحمد: *"ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا، قال: لأنهم تكلموا لعز الإسلام، ونجاة النفوس، ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس، وطلب الدنيا، ورضا الخلق".* 

و يقول الإمام مالك : 

*ما كان لله بقى* 

ويقول سفيان الثوري: *"ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي؛ إنها تتقلبُ عليّ".* 

و سئل التستري: *"أي شيء أشد على النفس؟! قال: "الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب".* 

وعلى لسان الأبرار وأهل الإخلاص والعمل الصالح يقول تعالى : *﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً،إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا﴾*

أرادوا هؤلاء الصالحين الجزاء من الله وخافوا من يوم الحساب ، فما هي المكافأة من الخالق جل وعلا  : 

*(فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا)*

، *ألا يكفينا أن الله يدري !!*

‏اللهم ارزقنا الإخلاص في النية والقول والعمل

وسوم: العدد 779